مئة عام من الغفلة!!

مئة عام من الغفلة!!
تأسست دولة العراق بعد الحرب العالمية الأولى والإحتلال البريطاني , وتوِّج الملك فيصل الأول في (23\8\1921) , ومنذ ذلك التأريخ وهي تعيش في دائرة مفرغة من الأخطاء المتراكمة المتوالدة , فبدلا من الإنطلاق والتقدم والرقاء , توحلت بالعثرات والمعوقات.
ويبدو أن المصالح الأجنبية والإقليمية تقتضي أن تكون الدولة إسما وحسب , وفي جوهرها لا دولة , وأنظمة حكمها لا تمت بصلة إلى مفهوم الوطن.
فعندما نقارنها بدول نشأت بعد الحرب العالمية الثانية , وأقامت أنظمة حكم مستقرة , ذات رؤية وطنية راسخة , يتبين بجلاء , أنها دولة بلا وطن ولا شعب!!
فالحكم الملكي الذي أوجدته القوى المحتلة فشل في صناعة الوطن , وإن نجح بعض الشيئ في بناء الدولة , وفقا لمعطيات الإدارة البريطانية , التي حسبت بأنها ستبقى إلى أمدٍ بعيد , لكن ثورة العشرين قلبت الموازين , وتسببت بإعادة النظر في آليات الهيمنة عليه.
وفي تلك الفترة (1921 – 1958) تأسست العديد من الأحزاب المرحلية المفرّغة وطنيا , فماتت في مهدها وما أثرت في بناء تيار سياسي إيجابي.
ودخل العراق في مرحلة الإنقلابات الدامية , والتحزبات والفئويات والطائفيات , التي صار فيها الشعب ضد نفسه , وفقا لتوصيفات تبيح للعراقي قتل العراقي , حتى تطور الأمر إلى ما هو عليه بعد (2003).
فإن كان في السابق بعض بناء وصيانة لحقوق المواطنين , صرنا في مرحلة الهدم والإتلاف الذاتي والموضوعي , وهيمنة الدين المسيس والفساد المؤدين , والمسوَّغ بفقه الغنيمة , وخرجت البلاد من قبضة الدولة والحكومة , وأصبحت تحت رحمة الفصائل المسلحة بأنواعها , ووفقا لمقتضيات مصالح التابعين لها.
أخطاء وخطايا وآثام وجرائم ضد الإنسانية لا تعد ولا تُحصى , وناعور الهدم لا يتوقف , فالآتي يمحق ما قبله ويدّعي بأنه المنتقم الرحيم , وتدور الدوائر والناس تعيش في دوامات القهر والحرمان والإستلاب من أبسط الحقوق.
وما تعلمت الكراسي من الأخطاء , بل الثراء والإستحواذ ديدن المتسلطين على رقاب الناس , وجميع الأنظمة برعت ببناء السجون والمعتقلات , وتدمير البنى التحتية , والإجهاز على العلم والتعليم.
وكل يدّعي أنه على صراط مستقيم , والوطن والمواطن من الأسماء المجهولة وتقديرها هوّ!!
والدستور تنّور ووسيلة ثبور!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here