زواج القاصرات وغياب القانون احلام ورديه تتحول إلى ليله سوداء

زواج القاصرات وغياب القانون احلام ورديه تتحول إلى ليله سوداء

عبد الله حامد حسين الهاشمي

حيث تعرض العراق في الأواني الأخيرة لظاهرة زواج القاصرات دون تدخل السلطات القانونية في هذا الموضوع حيث اعتبرت من الامور العادية حيث يبلغ عمر الفتاة من 12 إلى 19 سنة تعتبر الفتاة في عمر الأحلام، أو ما يمكن تسميته بالغياب عن الوعي، لأنها في هذه المرحلة تتبع أحلامها الوردية وتكون غير ناضجة عقليا وجسديا
زواج القاصرات من المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع وخاصة في المناطق الريفية، وقد تزايد في الآونة الأخيرة في المدن ومنها بغداد.

والجدير بالذكر أن الزواج عبارة عن فستان أبيض تتخلله فرحة صديقاتها، وخصوصا المجتمع الذي يجعل من فكرة الزواج شيئا جميلا كأنه إنجاز عظيم للبنت والشاب، خصوصا بعد غياب العقاب القانوني الذي من المفترض أن يحاسب أولياء الأمور، وأيضا تشجيع بعض رجال الدين عليه،
أن كثيرا من القاصرات على الصعيد الجسدي يتعرضن لنزيف حاد أثناء الولادة، مما يؤدي إلى الوفاة، وبعضهن يتعرض لإجهاض مبكر نتيجة عدم اكتمال البنية الجسدية، الخبير القانوني علي التميمي قال إن قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم (188) لسنة 1959 في الفقرة الأولى من المادة الثالثة، عرّف الزواج بأنه عقد بين رجل وامرأة تحل له شرعا يراد منه إنشاء النسل والحياة المشتركة، وتطرق التميمي أيضا إلى شروط الزواج في قانون الأحوال الشخصية في المادة السابعة، وهي تمام الأهلية والعقل، لكن هذهِ المادة أجازت الزواج لمن أكمل سن 15 عاما بشرط موافقة المحكمة وموافقة ولي الأمر أيضا، أما من كان دون 15 عاما فلا يمكن أن يُسجل في المحكمة.

مجلس القضاء العراقي في اخر إحصائية رسمية ، عن أعداد حالات الطلاق في العراق خلال يناير/كانون الثاني الماضي المسجلة في محاكم جميع المحافظات العراقية -عدا إقليم كردستان- والتي بلغت 5143 حالة، بينما بلغ مجموع حالات التفريق بحكم قضائي 1443، الزواج المبكر وزواج القاصرات من أهم الأسباب المؤدية إلى ارتفاع معدلات الطلاق في العراق، إلى جانب الوضع الاقتصادي المتردي للمواطن العراقي، وهو ما تشير إليه سجلات المحاكم العراقية التي وثقت آلاف حالات الطلاق لأزواج تتراوح أعمارهم ما بين 15 و18 عاما.

للزواج انعكاسات وأثارا سلبية لا تعد ولا تحصى، من أبرزها حرمان الفتاة من عيش مرحلة الطفولة والمراهقة، وفرض مسؤوليات كبيرة عليها وهي لا تعرف شيئا عن الحقوق والواجبات الأسرية، وتجبر الفتيات على الحرمان من التعليم وتضطرهن للحمل والإنجاب خضوعا للبيئة الاجتماعية المحيطة بهن، وقد تتعرض الفتاة لمشاكل اجتماعية مع الزوج وأيضا مشاكل صحية بسبب الحمل والإنجاب الذي لا يتناسب مع عمرها ووعيها وهي لا تتجاوز 18 عاما، حيث إن زواج القاصرات يزداد في المجتمعات التي تسودها النزاعات والفقر والفوضى وعدم الاستقرار، وتذهب الفتيات ضحية لذلك، فيُحرمن من الكثير من حقوقهن ويتم إيهامهن بأن الزواج سيسعدهن ويجعل وضعهن أفضل، وهذا نادرا ما يحدث على أرض الواقع،
أن الفتاة قد لا تجبَر على الزواج ولكن بتركها التعليم وجلوسها حبيسة المنزل تتحمل هنا العائلة عدم توعيتها، ويتم توجيهها بشكل مباشر إلى أن البديل الطبيعي عن التعليم هو الزواج، وبالتالي تصبح الطفلة عشوائية ومضطربة، وقد تدخل في علاقات عاطفية فقط من أجل الزواج الذي يصبح حلما يطاردها وتسعى لتحقيقه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here