للمرة الثالثة نكتب إلى الدكتور (يوسف زيدان) ولا يرد علينا!!!

للمرة الثالثة نكتب إلى الدكتور (يوسف زيدان) ولا يرد علينا!!!

محمد مندلاوي

لقد كرر الكاتب والروائي وأستاذ الفلسفة الإسلامية الدكتور (يوسف زيدان) مرات عديدة بأنه صديق الكورد ويتعاطف معهم. بلا أدنى شك هذا موقف إنساني كبير يشكر عليه الدكتور شكراً لا حد له، حيث نجد عربياً يدافع عن الشعب الكوردي الجريح!، حقيقة موقف شجاع ونادر جداً في عموم المجتمع العربي حيث نشاهد عربياً يناصر الكورد وكوردستان!!.
لكي يعرف المتابع الكريم أين ومتى كتبنا مقالان قبل المقال الثالث هذا ولم يرد الدكتور يوسف علينا؟!، لقد كان المقال الأول مطولاً بعنوان: إلى المفكر والروائي الدكتور يوسف زيدان مع التحية. والمقال الثاني كان بعنوان: للمرة الثانية نكتب برحيق أزهار كوردستان إلى الدكتور يوسف زيدان عن أصل وفصل صلاح الدين الأيوبي. للأسف الشديد، لم نتلق من الدكتور يوسف جواباً أو توضيحاً عن المقالين السابقين!!. عند متابعتي لمعرض العراق الدولي للكتاب شاهدت على الـ”يوتيوب” محاضرته الذي ألقاه في “معرض العراق الدولي للكتاب” في دورته الثانية الذي افتتح بين 8 ولغاية 18 كانون الأول 2021 وكرر نفس الكلام السابق…: بأن صلاح الدين ليس كوردياً وزاد عليه هذه المرة ونسبه إلى الأتراك!!. لكن دون أن يقدم دليلاً أو مصدراً واحداً يدعم به ما يزعم؟! ثم، حتى لو قدم مصدراً يتيما في هذا المضمار الثري في المقابل يوجد 9،99% من المؤرخين والكتاب في العالم أجمع يقولون بصريح العبارة أن صلاح الدين الأيوبي كان كوردياً. على سبيل المثال وليس الحصر، في بلده مصر هناك العشرات من الأكاديميين والمؤرخين والكتاب والشعراء وقبلهم شيوخ وعلماء جامعة الأزهر يقولون أن صلاح الدين كان كوردياً. حسب علمي لا ينكر كوردية صلاح الدين في مصر سوى الدكتور يوسف زيدان؟؟!!. لو يسمح لنا الدكتور نضع أمامه واحداً من مشاهير المصريين الذي يقول بكوردية صلاح الدين إلا وهو الكاتب والصحفي خريج الفلسفة خالد الذكر الأستاذ (نبيل زكي) يقول في كتابه (الأكراد الأساطير والثورات والحروب) ص 3: كنت أشعر بأن الشعب الكردي يمكن أن يلعب دوراً حضارياً بارزاً في هذه المنطقة من العالم.. ويستمر نبيل زكي: وقد لعب بالفعل. وأكبر دليل على ذلك هو محرر بيت المقدس.. صلاح الدين الأيوبي أشهر كردي في التاريخ.. وعمه شيركو (شێرکۆ) الخ. هذا كلام كاتب مصري معروف يشهد بنزاهته. وقبل نبيل زكي بعدة قرون قال المؤرخ المصري (أحمد بن علي المقريزي) 1364- 1442م في كتابه (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار) ج3 ص 404: مَن ملك مصر بعد موت العاضد إلى وقتنا هذا الذي نحن فيه، ويقال لهم ملوك والسلاطين، وهم ثلاثة أقسام: القسم الأول ملوك بني أيوب، وهم أكراد. والقسم الثاني البحرية وأولادهم، وهم مماليك أتراك لبني أيوب. – لاحظ هؤلاء أتراك كانوا مملوكون للكورد الأيوبية- والقسم الثالث مماليك أولاد البحرية وهم الجراكسة (چراکسە). ويذكر المقريزي في ص 405 اسم صلاح الدين الحقيقي: هو أبو المظفر يوسف بن نجم الدين أبي الشكر أيوب بن شادي بن مروان الكُردي، من قبيلة الروادية، أحد بطون الهذبانية. للعلم، أن شادي اسم كوردي يقابله في العربية فرحان. لا أجزم، لكن حتى اسم مروان أرى أنه اسم كوردي بمعنى الراعي. وهذا مؤرخ وكاتب سير هو الآخر يقول بكوردية صلاح الدين الأيوبي إلا وهو ابن الأثير الجزري 1160- 1233م من أعماله المعروفة كتاب (الكامل في التاريخ) و(أسد الغابة في معرفة الصحابة) يقول: إن أيوب بن شادي بن مروان يرجع إلى الأكراد الروادية وهم فخذ من الهذبانية. كانت تلك معلومات دقيقة وليست ترجيحات من نسج الخيال. وفي المقالين السابقين أيضاً قدمنا له عدة شهادات مصرية تقول بكوردية صلاح الدين الأيوبي. ثم، هل أن اسم عم صلاح الدين “شيركو” اسماً تركياً أم كورديا يا دكتور؟. نتساءل، على مدى عدة قرون التي حكمت فيها الأتراك المنطقة بالحديد والنار، هل يوجد عند سلاطينهم ويعدون بالعشرات اسم شادي، أو مروان؟؟. يبقى هذا السؤال قائماً حتى يجيب عليه الدكتور يوسف زيدان بنعم أو لا.
على أية حال، عند سماعي إلى محاضرته الأخيرة في بغداد عرفت أن ما قلته في المقالين السابقين لم يصله، أو وصله لكنه مثل ما يصل ردودي على بعض من المعاندين العرب يكابر ولا يريد أن يعترف بالحقيقة. عزيزي القارئ اللبيب، حتى أني قلت له في سياق أحد المقالين السابقين اعتبرني شخص من متابعيك يسألك عن ما قلته في محاضرتك فلذا يستوجب عليك كشخص أكاديمي أن ترد عليه إذا في جعبتك شيء ما عن هذه المادة؟.
دعنا من صلاح الدين (يوسف)، الذي قدمنا في مقالاتنا الثلاثة ما يثبت أنه كان كوردياً أباً عن جد، ومن يقول غير هذا يجافي الحقيقة ويلغي التاريخ، يعرف الدكتور قبل غيره أن إلغاء التاريخ أو تشويهه جريمة لا تغتفر. عزيزي الدكتور يوسف، نحن الكورد نحبك حباً جما، لكن كما تعرف هناك كلاماً سبق وقلته حضرتك يحط من عراقة وجود الشعب الكوردي على أرض وطنه كوردستان مثل هذا الكلام… لا ينهضم عندنا نحن الكورد حتى لو صدر من صديق لشعبنا لأنه كلام جارح لا ينصرف، كأن قائله يقول الكورد ليسوا شعباً قائماً بذاته.
قال الدكتور يوسف في محاضرته الأخيرة في معرض العراق الدولي للكتاب: “بحضور الرجل الجليل البارزاني قلت ثلاث مرات حافظوا على العراق”. بعد قوله… هذا سمع دوي تصفيق عالي في القاعة من الحضور الأجوف الطائفي والعنصري. نقول للدكتور يوسف، هل أن كلامه… حافظوا على العراق يخرج من فم شخص يقول أنه صديق للكورد؟! أليس لهؤلاء الذين يعتبر نفسه صديقاً لهم وطن اسمه كوردستان، وهو قال في إحدى محاضراته: كوردستان وطن الكورد إيران واخذ حتة وتركيا واخذ حتة وعراق واخذ حتة وسوريا واخذ حتة. ما ذا جرى غير الدكتور النغمة في بغداد ويقول أنه طالبهم بالحفاظ على البلد الذي لا زال يحتل نصف جنوب وطنهم كوردستان!!!. ثم، أن الدكتور يوسف أستاذ الفلسفة، وهذا يعني أنه أستاذ الكلام، والكلام كما هو معروف صفة المتكلم، والكلام عبارة عن مجموعة ألفاظ يعبر بها الإنسان عما يجيش بداخله؟. بما أن الشيء بالشيء يذكر، هل يستطيع الدكتور يوسف زيدان أن يقول للفلسطينيين ثلاث مرات حافظوا على إسرائيل؟؟؟ مع أن دولة إسرائيل لم تقم بجرائم بشعة كتلك التي قام بها الكيان العراقي ضد الشعب الكوردي ولا بنسبة 5%. حقيقة لا أدري، كيف ينظر أستاذ الفلسفة إلى حق الشعوب في الوجود!!. وفي سياق محاضرته المذكورة، قال الدكتور يوسف: أنا الأكراد بحبهم، انظلموا، تمت قراءة تاريخهم قراءة حقيرة جداً،عبرانية قال إيه، الشياطين اغتصبت بعض النساء حبلوا منهم فخلفوا الأكراد. شفتوا قلت أدب، أنا كتبت متعاطفاً معهم ومعجباً بهم لما سمعت قصيدة (محمود درويش): ليس للكردي إلا الريح. كنت قد أحسها قوية. ويستمر الدكتور يوسف: القصيدة كتبها (محمود درويش) لصديقه كوردي سوري – يقصد كوردي من غرب كوردستان- حيث أنا أقول الأكراد جماعة إنسانية – شعب، أمة يا دكتور- صار لها 2000 سنة مضطهدة – بفتح الهاء-، ويضيف الدكتور: ومع هذا في أربيل وفي وجود الرجل الجليل البارزاني قلت من على المسرح لأنه كان بعض النزعات الانفصالية ثلاث مرات بوجود الرجل حافظوا على العراق!!!.
يا دكتور يوسف، تقول أنك تحبهم وصديقهم تتكلم بهذه اللغة… يا ترى كيف كنت تتكلم عنهم لو كنت كغالبية العظمى من العرب تكرههم وتحقد عليهم عبثا؟؟. يا دكتور أنت سيد العارفين لا يجوز أن تشطر وجهك إلى نصفين؟ مع الكورد أو مع المحتل العربي، لا يجوز الوقوف على التل؟ عزيزي القارئ الكريم، حقيقة لا أعلم من أي مصدر جاء الدكتور يوسف أن العبرانيين قالوا الكورد من الشياطين!!! أنا لم أعثر في المصادر أن العبرانيين زعموا أن الكورد من نسل الشياطين، بل هناك مصادر إسلامية عديدة هي التي قالت أن الكورد من نسل الجن والشياطين ونسبوا هذا الحديث إلى النبي محمد ومن ثم إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وبعده إلى الإمام جعفر الصادق إمام الشيعة الاثنا عشرية ومن ثم رددته المراجع الشيعة وشيوخ السنة إلى يومنا هذا، لقد ذكرت هذا بأسماء قائليه وأساء المراجع ورقم الصفحات الكتب التي وردت فيها في عدة مقالات لنا منها مقالاً بعنوان: تشكيل الحشد الشعبي الكوردي ما هو إلا عودة غير بريئة لإحياء مرتزقة الأفواج الخفيفة الـ(جاش) بتسمية أخرى. وفي مقال آخر بعنوان: نداء قومي أخير إلى أخواتي وأخواني الكورد الفيلية والكورد الشيعة.
نقول للدكتور يوسف، أنت شخص أكاديمي ومحترم ولك مؤلفات كثيرة وأنك معروف في جهات العالم الأربع، وهذا يعني أن أي كلام يخرج من فمك أنت مسئول عليه، ومسئوليته كبيرة وكبيرة جداً لأنه لم يخرج من فم شخص أمي جاهل؟ قل لنا أين قال العبرانيون أن الكورد من نسل الشياطين؟ أنا لا أجزم، لكني أعلم أن شيطنة الكورد لم يقلها العبرانيون، بل قالها العرب المسلمون كالمسعودي، وأبو ربيع الشامي الخ، ومن ثم الفرس… كراغب الأصفهاني وغيره. لا أدري أين يضع الدكتور يوسف قول ابن خلدون الذي يستشهد به في لقاءاته: ينبغي إعمال العقل في الخبر.
عزيزي الدكتور (يوسف زيدان) المحترم، نحن ننتظر منك رداً أو توضيحاً عن مجمل ما قلناه كتوضيحاتنا في مقالاتنا الثلاثة عن ما قلته حضرتك في محاضراتك في كل من أربيل (هەولێر) وبغداد (بەغ داد). مع وافر الاحترام
21 12 2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here