ضياء يونس النقيب..كوكب أنار سماء صاحبة الجلالة بتحقيقاته الصحفية !!

ضياء يونس النقيب..كوكب أنار سماء صاحبة الجلالة بتحقيقاته الصحفية !!

حامد شهاب

كان الزميل العزيز ضياء يونس كافي النقيب ( أبو محمد) أحد زملاء العمر منتصف السبعينات في قسم الاعلام بكلية الاداب، بين اعوام 1974 _ 1978 ممن قضينا معه أجمل ايام العمر وبخاصة في الاقسام الداخلية بمنطقة الوزيرية ببغداد !!

كان الزميل ضياء يونس إسما على مسمى ، يشع وجهه وما يزال نورا تتلألأ الأضواء من وجناته وسحنات وجهه، والابتسامة لم تفارق شفتيه ، وهو أنيق في ملبسه ومظهره، ويختار أكثر البدلات والقمصان والأربطة جمالية ، ولم يترك مكانا أو سوقا في شارع الرشيد ببغداد ومنطقة الباب الشرقي، الا وكانت له حصة من مشترياته، التي كانت عامرة بكل ما يسر الخواطر ويعلي شأن النفوس العامرة بالثقة والاطمئنان على المستقبل، وقد وهبه الله منذ أن كان شابا وما يزال كل سمات الوسامة المحببة ، وهو عطاء ثر من الخالق لمن يحب، ولديه علاقات واسعة مع الكثيرين من زملاء العمر!!

وخاض الزميل ضياء النقيب غمار التحقيقات الصحفية ، وهو مايزال طالبا ، وحقق ضمن مسيرته بجريدة الثورة أنذاك عشرات التحقيقات الصحفية عن كل مايدور في العراق من اهتمام بشؤون الناس وأحوالهم، وكذلك متابعة سير المعارك في الجبهات خلال فترة حرب الثماني سنوات، حتى أصيب بجرح وهو يمارس مهامه في جبهة الحرب، ما يعد وسام شرف لمن يدافع عن حياض الوطن بوجه الاعداء والطامعين ومن يضمرون للعراق وشعبه الشر والهوان.

كان أحد طلبة كلية الاداب كان عشقه للشاعر نزار قباني الذي يشبهه في بعض سمات شخصيته ، لايوصف ، كما كنا نحن شباب ذلك الجيل المتوقد رقة وعذوبة وشاعرية ووطنية صادقة ، ايام ذلك الزمان الجميل ، يوم كنا نقرأ الشعر والروايات والقصص وكتب التاريخ والفلسفات ومختلف العلوم الانسانية بشغف، وكنا قد تدربنا في أغلب مؤسسات الاعلام من الصف الاول بكلية الاداب، وتخرجنا ونحن نمتلك رصيدا معرفيا من زاد صاحبة الجلالة لايستهان به!!

ويذكر زملاء المهنة أن الزميل ضياء يونس عمل في الصحافة العراقية منذ منتصف السبعينات وبداية الثمانينات، وكانت له ابداعات يذكرها الكثيرون في ذلك الزمان عن كتابة التحقيقات، التي تعد المهنة الأصعب في عالم الصحافة كونها تتطلب زيارات وجولات والاطلاع على احداث الموضوع عن كثب والالتقاء بمسؤولين وأناس كثيرين على صلة بالموضوع ليكون بمقدور الصحفي الالمام بمهنته ، ويكتب تحقيقا صحفيا يغطي كل أوجه الموضوع المراد بحرفية واتقان، وكان ضياء النقيب مثالا للصحفي المثابر والمتجدد إسلوبا وامكانات ، وبقي يمارس مهنته هذه لسنوات طوال.

وقد ولع الرجل حاله حال زملاء ذلك الجيل بمتابعة شؤون الفكر والفلسفات والروايات والقصص الأدبية ، وهي من تمنح الانسان صقل موهبته وتوجهاته الفكرية والانسانية ، في وقت كان من الطلبة المجدين ضمن قسم الاعلام، وهو شعلة نشاط متوهجة ، قدمت خلال مسيرتها الصحفية ما يرفع الرأس ، بأن من كانوا في مهنة المتاعب قد أعطوها حقها من الاهتمام!!

وهدفي من عرض نشاطات زميلنا العزيز ( أبو محمد) الصحفية ان أوفي للرجل بعض تلك الايام الجميلة من العشرة الرائعة ، وهو من اطلق على إبني إسم ( ضياء ) يوم كنت الوحيد من طلبة قسم الاعلام متزوجا ، وانا مازلت قد أنهيت الصف الأول بكلية الآداب،وهذه جزء يسير مما يمكن ان يقال عن الرجل، صديق العمر والزمن الجميل!!

شارك الزميل ضياء النقيب في العديد من الدورات الصحفية داخل العراق وخارجه واخرهما دورة في مؤسسة طومسون الصحفية بالعاونً مع معهد الجزيرة للتطوير والتدريب الاعلامي بقطر وكذلك دورة في تقديم البرامج الاخبارية في معهد الجزيرة للتدريب والتطوير الاعلامي.,كما شارك في الكثير من الدورات عن القصة الخبرية والخبر والصحافة ايام الانتخابات وصحافة التنمية وغيًرها الكثير .

بعد الاحتلال الامريكي تولى مسؤولية تحرير واصدار مجلة محلية في محافظ الانبار بالألوان هي مجلة (عانات)، وكانت محل اعجاب وتقدير كل من تابعها وقرأها وترقب صدورها ، الا انه بسبب ضعف الامكانيات والدعم المالي توقفت عن الصدور.

تحية من كل الزملاء في بغداد لزميلهم ضياء يونس النقيب..وأمنيات الجميع بالتوفيق له ، وان يحفظه ويرعاه، انه نعم المولى ونعم النصير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here