السيد المسيح عليه السلام في القرآن الكريم (الحلقة السابعة) (امه 2)

الدكتور فاضل حسن شريف

قال أبو القاسم ابن عساكر: مريم بنت عمران بن ما ثان بن العازر ابن اليود بن أخنز بن صادوق بن عيازوز بن الياقيم بن أيبود بن زريابيل ابن شالتال بن يوحينا بن برشا بن أمون بن ميشابن حزقيا بن أحاز بن موثام بن عزريا بن يوارم بن يوشافاط بن إيشا بن إيبا بن رحبعام بن سليمان بن داود عليه السلام. واخرين قالوا غير ذلك ولكن الاتفاق انها من سلالة داود عليها السلام وكان أبوها عمران صاحب صلاة بنى إسرائيل في زمانه، وكانت أمها وهي حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات، وكان زكريا نبى ذلك الزمان زوج أخت مريم أشياع فى رواية وقيل زوج خالتها أشياع. وابوها كان من أحبار اليهود وصالحيهم ، وأصله بالعبرانية عمرام بميم في آخره ، فهو أبو مريم ، وفي المسيحية اسم اب مريم يوهاقيم.
ولاشك ان مريم ليست اخت النبي هارون أخ موسى عليهم السلام (مريم 28) أي ان النبي هارون ليس خال السيد المسيح عليهما السلام، ولكنها من نسل النبي هارون عليه السلام، كما نقول يا اخ العرب والمقصود الاصل العربي وهكذا أخت هارون يعني اصلها او نسلها يرجع إلى النبي هارون عليه السلام. وكما ورد ذلك في آيات اخرى “﴿‏وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا” (الأعراف 65) (هود 50)، ‏و “‏وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا” (الأعراف 73) (هود 61)، ‏و “وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا” (الأعراف 85) (هود 84).
وفي تفسير “وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ” (المؤمنون 50) ان مريم وابنها اية واحدة وليست ايتين لانهما قضية واحدة وهي ان الانقاذ يحصل عند الصبر وتحمل الشدائد والاخلاص كاملا الى الله وحده. وبرأت مريم بكلام وليدها الطفل.
في رواية ان مريم عليها السلام كانت تقوم بالعبادة في الجبل، فذهب نبي الله عيسى عليه السلام ليقوم بإحضار الخضار من السهل فأتاها الموت، ولما عاد وجدها توفيت. ويقال أن الملائكة هي التي قامت بتغسيلها وتكفينها، وتم دفنها في أرض الشام في دمشق. وفي رواية أخرى. وهناك رواية اخرى أن السيدة مريم العذراء قد توفيت بعد رفع نبي الله عيسى عليه السلام إلى السماء بخمس سنوات، وكانت قد بلغت من عمرها ثلاثة وخمسين عام. والطّوائف المسيحيّة ترى بأنّها رفعت إلى الله تعالى بالجسد والرّوح. والكاثوليك يرون أنّها لم تمت لأنّها لم تتحمّل الخطيئة وإنّما رفعها الله إليه بجسدها وروحها، أمّا الأرثذوكس فيرون أنّها دفنت في بستان الزّيتون في القدس في فلسطين ولكنّها بعثت منه بعد ردّ روحها إليها بفترةٍ قصيرة لتصعد إلى بارئها بجسدها وروحها . أمّا في الاسلام فهي كالبشر يجري عليها الموت الذي كتبه الله على جميع خلقه، ولا يعرف مكان دفنها على التّحديد.
كنيسة قبر السيدة العذراء مريم من الكنائس العريقة في مدينة القدس الفلسطينية، حيث يعتقد ان مريم ام السيد المسيح عليها السلام قبرها في كنيسة تحمل اسمها عند السفح الغربي لجبل الزيتون قريبا من كنيسة الجسمانية. ويرجع أصل الكنيسة الى القرن السابع. و هذه الكنيسة لها مكانة عند الكنائس الشرقية التي ترى ان مريم العذراء عليها السلام دفنت في هذا المكان بعد ان سجيت في كنيسة نياحة العذراء على جبل النبي داود. وربط التقليد الشرقي، بين صعود المسيح عليه السلام وصعود مريم بعد موتها أيضا. وقيل إنها دفنت في لبنان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here