الوطنية الغائبة والتبعية الخائبة!!

الوطنية الغائبة والتبعية الخائبة!!
الوطنيون يبنون أوطانهم والتبعيون يخربونها , ويؤكدون مصالح وأجندات الطامع بها , ولا تستطيع قوة خارجية من التمكن من وطن آخر , إلا بتحالف عدد من المولودين فيه معها , وتعبيد المسارات للوصول إلى تطلعاتها وأهدافها.
وقوة وسعادة الشعوب والمجتمعات تتناسب طرديا مع عدد الوطنيين فيها , فكلما زاد عددهم تحسنت أوضاع البلاد والعباد , وإن قل عددهم فأن الحياة تصاب بعلل وإضطراب وربما تباد.
والوطني هو الغيور على بلاده ومواطنيه , ويقدم مصالح الوطن وعزته وكرامته وقوته على أي شيئ آخر , فلا قيمة لوجوده إلا في وطنه العزيز الكريم الأبي , صاحب السيادة والقوة والقدرة على الحياة الحرة العزيزة.
الوطنيون يبنون وينطلقون بأوطانهم إلى مجد عصرهم.
أما التابعون الخائبون , فأنهم من ألد أعداء أوطانهم وشعوبهم , ولديهم القدرة على التدمير أكثر من التعمير.
وبهذا يمكن القول بوطنية وتبعية أي نظام أو حكومة , من تقييم الإنجازات , وما قدمته لصالح البلاد والعباد , وذلك معيار صادق لا يقبل الشك.
فهل لديكم أنظمة حكم تعمر ولا تدمر؟
هل أن التعبير عن الوطنية واضح في سلوكها؟
إن الأمم والشعوب تبني دولها بسواعد وطنية خالصة , لأنها ستكون جادة ومقتدرة على العطاء اللازم لرسم ملامح البلد , وتحقيق الإرادة المتوافقة مع جوهر الإنسان فيه.
وعليه فأن القوة الأساسية لصناعة الحياة هي الوطنية , ومهما كانت البلدان ثرية وغابت عنها القيادات الوطنية ونظام الحكم الوطني , فأنها لا قيمة لها ولا دور في الحياة , سوى أن تتحول إلى مصدر إزعاج وتدمير وخراب للوجود في ذلك البلد.
وما أكثر الخراب الممول بثروات الشعوب المقهورة بالتبعيات!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here