«معرض الصناعات الأردنية» في بغداد نحو التكاملية الاقتصادية


نظمت غرفة صناعة الاردن خلال الفترة من ( 11 وحتى 20 كانون الاول 2021 ) معرض « الصناعات الاردنية – في بغداد « بالتعاون مع وزارة الاستثمار ، حيث شارك في المعرض نحو ( 95) شركة ومصنعا اردنيا يمثلون مختلف القطاعات الصناعية الاردنية ، ولاول مرة يتم البيع المباشر للمستهلك العراقي ( 20) شركة في حين عرضت ( 75) شركة ومصنعا عينات  ومواد لمنتجاتها خلال المعرض  … فما اهمية هذا المعرض ؟ وما  اهدافه ؟ وما الذي حققه ؟
(مركز الدستور للدراسات الاقتصادية )- الذي كان حاضرا في هذا الحدث الهام – يحاول في قراءة له عقب انتهاء أعمال المعرض الاجابة على هذه التساؤلات والقاء الضوء على هذا المعرض الذي تميز بالنقاط التالية والتي كانت عاملا رئيسا في انجاحه وتحقيق اهداف اقامته :
1 – يعتبر هذا المعرض هو الاول من نوعه « كمعرض متخصص بالصناعات الاردنية فقط « ويتم فيه البيع المباشر للجمهور .
2 – حظي المعرض باهتمام  اردني رسمي  كبير  فهو يقام تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة الذي أناب عنه وزير الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي .
3 – حظي المعرض – بالمقابل – باهتمام رسمي عراقي كبير من خلال :  حضور وزير الصناعة والمعادن منهـل عزيـز الخبـاز  حفل الافتتاح ، ومن خلال ذلك الحضور الكبير والمميز لحفل افتتاح المعرض بمشاركة مسؤولين عراقيين من كافة القطاعات الرسمية والعسكرية والامنية والاهلية ، وبالتأكيد القطاعات الصناعية والتجارية ورجال الاعمال ..مع حضور دبلوماسي رفيع من سفراء  ودبلوماسيي دول عربية وصديقة .
4 – برنامج حافل ومزدحم باللقاءات  لوزير الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي مع وزراء عراقيين وغرف صناعة وتجارة وقطاع خاص تم خلاله بحث العديد من القضايا المشتركة التي تهم البلدين الشقيقين ، تأكيدا على اهمية الزيارة .
5 – حضور اعلامي عراقي – خصوصا لحفل الافتتاح ولقاءات الوزير الشمالي مع وزراء عراقيين – ساهم بالترويج للمعرض .. كما اتاح حضور الاعلام الاردني فرصة للاطلاع عن قرب على الفرص المتاحة والاستماع المباشر للصناعيين الاردنيين والعراقيين وفرص التشاركية الممكنة ، بما يمكّن الاعلام من لعب دور مهم وفاعل بالترويج للصناعات الاردنية والتأكيد على الفرص المتاحة وجدوى الاستثمار بين البلدين .
6 – ساعد وجود المعرض في منطقة « أرض معرض بغداد الدولي « وتزامنه مع اقامة معرض الكتاب السنوي الذي يحظى باقبال جماهيري كبير ،خصوصا من قبل طلبة وطالبات المدارس من اتاحة الفرصة لجيل الشباب العراقي من الاطلاع على الصناعات الاردنية ، وقد لمسنا اعجاب زوار المعرض عموما بالصناعات الاردنية ، واعجاب الطلاب والطالبات خصوصا .
7- البيع المباشر في المعرض اظهر حجم التعطش للمنتج الاردني من قبل المستهلك العراقي الى درجة ان كثيرا من الشركات المشاركة نفدت بضائعها خلال الايام الاولى من افتتاح المعرض .
8 – مكان المعرض وموقعه كان مميزا ، وتوزيع الاجنحة كان متناسقا ، والمساحة التي زادت على ( 2000 مترمربع ) كان ملائما كمشاركة اولى يتوقع لها بعد هذا النجاح ان تتضاعف في المرات المقبلة .
9 – حضور الشركات والمصانع الاردنية كان رائعا وامتاز بكرم الضيافة الاردنية لرواد المعرض تماما كما المهنية والحرفية بعرض وتقديم المنتج الاردني سواء في جناح « العينات « او البيع المباشر «  وعلى مدار ساعات افتتاح المعرض الطويلة ( 10 صباحا – وحتى 8 مساء ) والتي أتاحت وقتا مناسبا وكافيا للعارضين وللزوار .
10 – واضح تماما ان جهدا كبيرا وجبارا كان قد بذل على مدى الشهور التي سبقت المعرض من خلال التنظيم وارسال الدعوات  والحضور النوعي والمميز للافتتاح ، وهو جهد يسجل بكل احترام وتقدير لفريق عمل : غرفة صناعة الاردن ، وللسفارة الاردنية
في العراق ، ووزارة الاستثمار، وشركة مجد الأعمال في العراق ، والتنسيق مع شركة المعارض العراقية ، ولـ كابيتال بنك ممثلا برئيس مجلس ادارته باسم خليل السالم الذي دعم المعرض وحرص على حضور الافتتاح ، ولكل الجهات التي ساهمت بانجاح المعرض الذي ظهرت به قدرات وامكانيات احترافية من شباب اردني مؤمن بوطنه وبصناعاته الوطنية ( تم ارسال دعوات الافتتاح الكترونيا ويدويا وبطريقة فاخرة تحتوي على منتجات اردنية تعّرف بالصناعات الاردنية المميزة ) .
كل هذا التميز …فهل نجح المعرض ؟
– قبل الاجابة على هذا السؤال لا بد من التطرق لعوامل النجاح التي ساعدت ومهدت الطريق امام تحقيقه ومنها :
1- تنظيم وجهد غرفة صناعة الأردن  بدءا من رئيسها م. فتحي الجغبير مرورا بكافة اعضاء مجلس ادارتها ، واعضاء مجلس ادارة غرفة صناعة عمان أيضا .
2 – رعاية دولة رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة للمعرض وتكليف وزير الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمايلة بالانابة عنه .
3 – دعم وزارة الاستثمارللمعرض من خلال تغطية ( 30%) من كلفة المشاركة في المعرض .
4 – جهد السفارة الاردنية في العراق بتوجيهات ومتابعة السفير شخصيا د. منتصر العقلة الزعبي ، والملحق الاقتصادي رامي القضاة  وكافة اركان السفارة .
– بكل هذه المميزات التي حظي بها معرض الصناعات الاردنية في بغداد والعوامل المساعدة نستطيع القول جازمين بان المعرض قد نجح في تحقيق اهدافه بل اكثر من ذلك  ومن اهم الاهداف :
1- ازالة الرهبة والرعب المسبق من المشاركة والتي اتضح عدم وجود اي مبرر له ، فالعراق آمن ، والعراقيون يملأون الشوارع والطرقات والمولات والمقاهي ..والفنادق الكبرى نسبة الاشغال بها جيدة.
2 –  خلق المعرض فرصة امام الشركات الاردنية والمصانع لعرض منتجاتها مباشرة للمستهلك العراقي ( في البيع المباشر ) او منتجها امام رجال الاعمال والمهتمين ( عرض العينات ) .
3 – اتاح المعرض فرصة التلاقي واللقاءات للصناعيين الاردنيين مع نظرائهم العراقيين  وتبادل الآراء والمقترحات وحتى الهموم المشتركة للتعاون على ازالتها .
4 – كثير من المشاركين لم يكتف بالمكوث بين جدران المعرض بل نظم كثير منهم زيارات الى الاسواق العراقية والتقوا بتجار وصناعيين وبحثوا امكانية التعاون ، وقد علمنا ان هناك ( 10- 12 صانعا مشاركا قد نجحوا بالتوصل الى اتفاقات لتعيين وكلاء لهم في السوق العراقية ) .
– ساهم المعرض بتوطيد اكثر للعلاقات الاردنية العراقية الاقتصادية من خلال برنامج اللقاءات المكثف بين المشاركين من الاردن ونظرائهم من الاشقاء العراقيين ، مما ساعد على وجود «نفس – بفتح الفاء – مختلف» هذه المرة للحوارات واللقاءات ( بحسب تعبير م. فتحي الجغبير رئيس غرفتي صناعة عمان والاردن ) . التفاصيل ص 18-21

مركز الدستور للدراسات الاقتصادية – عوني الداوود

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, , ,
Read our Privacy Policy by clicking here