السيد المسيح عليه السلام في القرآن الكريم (الحلقة الرابعة عشر) (التثليث 1)

الدكتور فاضل حسن شريف

ان نص التثليث التالي تقره جماهير الديانة المسيحية من الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت وعامة الكنائس الشرقية والغربية يؤمنون بإله واحد مثلث الأقانيم وفق عقيدة إيمانهم السابقة، فمعبودهم له ثلاثة أقانيم وهي ثلاث ذوات منفصلة اتَّحدتْ وهي: الآب والابن والروح القدس بما نصه (أؤمن بإله واحد أب ضابط الكل خالق السموات والأرض كل ما يرى وما لا يرى، وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الأب قبل كل الدهور، ونور من نور، إله حق من إله حق، من جوهر أبيه، مولود غير مخلوق، مساو للأب في الجوهر الذي كان به كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من روح القدس، ومن مريم العذراء، وتأنس وصلب وتألم وقبر، وقام في اليوم الثالث على ما في الكتب المقدسة، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الرب، أيضاً سيأتي بمجده ليدين الأحياء والأموات الذي لا فناء لملكه، وبروح القدس الرب المحيي المنبثق من الأب، الذي هو مع الآباء الابن المسجود له).
قبل سرد ما في الأناجيل من تفنيد ان السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام إلا بشرا نزل عليه الروح الامين ليكون رسولا نسرد آيات تؤكد ان الله واحد لم يلد ولم يولد فهو لا أب ولا ابن “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ” (الاخلاص 1-4).
اولا معظم الاناجيل تقول ان السيد المسيح او يسوع المسيح ليس هو الله انما انسان بشر. كتب يوحنا إنجيله بعد 70 عاما من صعود السيد المسيح الى السماء. وحول قيامة يسوع المسيح من الموت اعترف التلميذ بطرس في رسالته الاولى 21/1 انه لم يقم لوحده انما الله هو الذي اقامه (أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْدًا، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ). وفي سفر أعمال الرسل 10/4 (فليكن معلوما عند جميعكم وجميع شعب اسرائيل انه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه انتم الذي اقامه الله من الاموات.بذاك وقف هذا امامكم صحيحا ). و في نفس السفر 32/2 (فيسوع هذا اقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك). وفي رسالة 11 لبولس الرسول (بولس رسول لا من الناس ولا بانسان بل بيسوع المسيح والله الآب الذي اقامه من الاموات).
في حياة عيسى عليه السلام كان قومه يقولون اته الله تعالى عن ذلك وبعد موتها اضافوا ان مريم العذراء هي ام الله مع ان الكتاب المقدس او الانجيل يؤكد على بشرية السيد المسيح. فقد جاء في انجيل متى الاصحاح 1:2 (ولما ولد يسوع في بيت لحم). وجاء في إنجيل لوقا 11/27 (طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما). وفي انجيل لوقا 21/ 2 (ولما تمَّت ثمانية أيام ختنوا الصبي). وهذه الاناجيل تؤكد انه بشر مثل بقية الذين يولدون في بطون أمهاتهم ثم يخرجو الى الدنيا وترضعهم امهاتهم.
وكذلك ينمو جسديا كبقية البشر: جاء في انجيل لوقا الاصحاح 39:2 و 52 (وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة عند الله والناس) وهذا دليل ان يسوع انسان ينمو ويكبر. وأنه قال انا إنسان (لأني أنا أيضا إنسان تحت سلطان) (إنجيل متى 9:8). وقد شهد له يوحنا بإنه رجل مثل بقية الرجال فقال (يسوع الناصري رجل قد جاء لكم من قبل الله) (سفر أعمال الرسل 22:2).
وان السيد المسيح لا يقدر ان يعمل اي شئ بدون ارادة الله (أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً) (إنجيل يوحنا 5:30). وبين سبب عدم مقدرته بدون ارادة الله (لأنني خرجت من قِبل الله وأتيت، لأنني لم آت من نفسي بل الله أرسلني) (انجيل يوحنا 8:42) وهو يضطرب كأي انسان (الآن نفسي قد اضطربت).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here