كرار جودت وبهلوانيات الدراجة الهوائية

كرار جودت وبهلوانيات الدراجة الهوائية

 بغداد: مآب عامر
يقفُ كرار “27عاماً” بثقل جسمه على دواستي دراجته الهوائية محكماً قبضتيه على مقودها حتى يبدأ بتأدية حركات بهلوانية عبر المشي تارة والقفز على إطار واحد وأخرى على مقود واحد.
شغف كرار جودت ببهلوانيات الدراجة الهوائية يسبق هذه الفترة بكثير، فعندما كان في الخامسة عشرة من عمره جذبته فيديوهات “اليوتيوب” وهي تظهر مهارات لعبة”باركور أو ترويل” الدراجة الهوائية، فبدأ بتحميلها وتدريب قدراته على مهاراتها العالية.
ولعبة “باركور أو ترويل” واحدة من أقوى ألعاب الدراجة الهوائية عالمياً، وهي فرنسية الأصل، والتي كان جودت قد تدرب على التحكم بحركاتها وأجاد مهاراتها ويعد الأول في البلاد. تحكم اللاعب، كما يقول جودت، بالدراجة الهوائية عبر الرقص والترفيع والتفحيط وتأدية حركات التوازن: “مهمة ليست سهلة، خاصة إننا نعيش في بلد لا يلقي اهتماماً بهذا النوع من الألعاب الرياضية”.
اعتاد جودت التمرن في المتنزهات العامة وشوارع الأزقة وكذلك في أماكن ايقاف السيارات (بارك)، لكن هذا الأمر كان يشعره بضيق الآخرين من المارة، ولم يكن هناك سوى منتدى النجف، وفقاً لجودت، “لكني لم استمر” بسبب تحول بناية المنتدى عبر مشروع استثماري إلى مركز تجاري يضم محالَ وكافيهات وغيرَ
 ذلك.
إصرار جودت وعشقه للتفرد، دفعه الى مواجهة التحديات، واستئناف تمارينه في منتدى شباب الكوفة رغم بعد المسافة التي كانت تتجاوز “30” كيلو متراً.
وبجهود فردية تمكن جودت من إنشاء فريق من “6” شباب لا يحركهم سوى طموحهم وشغفهم بهذه الرياضة.
شارك الشاب خلال الأعوام الماضية بتقديم عروض في المحافظات كافة، مثل “حفلات التخرج بالكليات”.
برغم أنَّ ممارسة الألعاب الرياضية أمر تقليدي في جميع أنحاء العالم، إلا أنّ المجتمع العراقي قد يرفض تقبل بعضها، ومنها بهلوانيات الدراجة الهوائية، كما يقول جودت، ويضيف “البعض كان يتعامل معي باستخفاف واستنكار من منطلق إننا نعيش في مجتمع ديني إسلامي، بينما راح بعضهم الآخر يشجعني على الاستمرار والنجاح”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here