ردنا على الدكتور سكندر امان اللهى بهاروند عن الشطحات الخيالية التي وردت في كتابه اللور…؟ 2/12

ردنا على الدكتور سكندر امان اللهى بهاروند عن الشطحات الخيالية التي وردت في كتابه اللور…؟ 2/12

محمد مندلاوي

الآن نبدأ نناقش كتاب بروفيسور التدليس ونرد على ما سطر في كتابه المشار إليه أعلاه:
أولاً: إن انتقادي شديد اللهجة ليس موجهاً لمترجم الكتاب،الذي أهداني مشكوراً نسخة منه، بل موجه لمؤلف الكتاب الدكتور سكندر امان اللهى بهاروند، – بالمناسبة لاحقة وند التي جاءت مع لقبه بهار ليست لها وجود عند الفرس، بل هي صيغة كوردية خالصة ككاكوند و هماوند و بيرانوند جلالوند الخ- ولكل ما جاء في كتابه الذي بعنوان: اللور دراسة في الارتباط القومي والانتشار الجغرافي في إيران = قوم لُر، پژوهشی دەربارە پیوستگی قومی وپراکندگی جغرافیایی لُرها در ایران. كالعادة، سأناقش مواد الكتاب كل فقرة بعد أخرى، وأرد عليه رداً تفصيلياً واضحاً وشفافاً يقبله العلم والعقل والمنطق، لكني أقول للقارئ الكريم، أن كل الذي زعمه المؤلف في كتابه من الجلد إلى الجلد هو: إن اللور ليسوا كوردا!. بلا أدنى شك أنه يقول هذا الكلام الماسخ تملقاً وتزلفاً للقومية الفارسية…؟.
يزعم البروفيسور سكندر أمان اللهي بهاروند في مقدمته للترجمة العربية لكتابه المذكور في ص 5: لم يستفاد من المصادر التأريخية التي تتحدث عن اللور على إنها إحدى الفروع التابعة للأقوام الفارسية.
ردي من خلال المصادر الفارسية وغيرها على ما زعم الدكتور سكندر في الجزئية أعلاه:
عزيزي المتابع، جاء في كتاب (تاريخ مشاهير كُرد) باللغة الفارسية الجزء الثاني المجلد الثالث ص 151 في مادة اللور: في القرن الثالث الهجري كان يحكم لورستان أَخَوان، الأخ الأكبر اسمه بدر، والأخ الأصغر يسمى أبو منصور، نسبة لكبر وصغر عُمر هذين الأخوين سمية المنطقة التي حكمها الأخ الأكبر باللور الكبير، والمنطقة التي حكمها الأخ الأصغر باللور الصغير. هناك روايات أخرى عن هذين التسميتين. ثم، جاءت في الموسوعة اللغوية الإيرانية (الفارسية) للعلامة (علي أكبر دهخدا) ج13 ص 19658 طبع جامعة طهران: لُر أو لور، بالضمة أو بالواو الأصلية اسم لعشيرة كبيرة من عشائر الكُرد. للعلم، أن هذه الدائرة المعرفية الفارسية، التي أشرنا لها كتب عنها في الإعلام في عدة دول كأعظم عمل أخرجته العقلية الفارسية في قرن الـ20. بحق إنه أعظم كتاب فارسي، جاء فيه: إن اللور جزء من الكُرد. وفي ذات المصدر وذات الصفحة ينقل عن المؤرخ ومؤلف الموسوعات (ياقوت الحموي) الذي عاش بين أعوام 1178- 1229م أنه صاحب الكتاب الموسوعة الشهيرة (معجم البلدان) يقول: وجد قسم من الأكراد بين جبال أصفهان وخوزستان سميت بلادهم ببلاد اللور. إن كلام (ياقوت الحموي) لا يحتاج إلى شرح وتفسير، لأنه واضح وصريح وشفاف ويضرب على فم كل من يزعم كذباً وبهتاناً بأن اللور ليسوا كوردا، أنه يحدد منطقتهم التي بين أصفها وخوزستان وهي إلى اليوم تشكل القسم الأعظم من موطن شريحة اللور. وهكذا وفي نفس الصفحة نقل عن حمد الله المستوفي 1281- 1349م وهو ينقل عن كتاب (زبدة التواريخ) لصدر الدين علي بن ناصر الحسيني: إن اسم اللور يقال لقوم كُرد في ولاية مانرود. إن مانرود كما يقول مينورسكي 1877- 1966م المتخصص بالدراسات الكوردية، منطقة تقع في شمال دزفول. وقيل عن معنى الاسم أنه لفظ كوردي لوري لـ”ماد رود” أي النهر الميدي. قال هذا أيضاً المستشرق الروسي زوكوفسكي: إن اللور كانوا يلفظون اسم ماد مان أو مون؟. بهذا الصدد قال المؤرخ والرحالة والجغرافي حمد الله المستوفي 1281- 1349م في كتابه (تاريخ كزيده) ص 539 – 547 كان في منطقة مانرود قرية كانت تسمى كُرد؟. المؤرخ الآخر الذي يقول أن قبيلة اللور واحدة من القبائل الأربع الكبيرة التي تكونت منها الأمة الكوردية التي وطنها كوردستان من الماء إلى الماء؟،هو المؤرخ والأمير (شرفخان بدليسي) 1543-1603م الذي يقول في كتابه الشهير (شەرفنامەی تاریخی کورد) الذي ألفه باللغة الفارسية بين عامي 1597- 1599م وأهداه إلى شاه إيران آنذاك شاه عباس الصفوي، والكتاب معروف اختصاراً باسم (شرفنامه): إن الأمة الكوردية تتكون من أربع قبائل: لور، كرمانج، گوران، كلهر. إن كتاب شرفخان منذ طبعه ونشره في العالم يستند إليه عند تعريفهم بالأمة الكوردية غالبية المراكز الأكاديمية في العالم ومعها حشد كبير من المؤرخين في جهات العالم الأربع. يا دكتور سكندر، لو لم تكن شريحة اللور جزءً من الأمة الكوردية، لضرب شاه عباس الكبير الذي كان يمقت الكورد عنق الأمير شرفخان بدليسي، لأنه ينسب كذباً وبهتاناً غير الكورد إلى الكورد؟. ثم، في عصر الذي عاش فيه شرفخان لم يكن الوعي القومي والشعور الوطني كما هما اليوم حتى يميل إلى بني قومه؟. ليس شرفخان فقط قال أن اللور شريحة كوردية، هناك الكثير في العالم قالوا هذا، لقد ذكرنا أسماء بعضهم أعلاه وإليك آخرون منهم من الفرس. منهم الدكتور (هادى هدايتى) في كتابه (تاريخ زنديه:ايران درزمان كريمخان) باللغة الفارسية طبع جامعة طهران: مِن أهم القبائل الكردية في القرن الـ18 الميلادي هي قبيلة زند. لكي أقول دقيقاً فيما أقول أن الدكتور سكندر يعتبر الزند جزء من الكورد بينما لا يعترف بكوردية الجزء الآخر من اللور؟!. ونقل (خسرو گوران) في كتابه (كوردستان عبر أزمنة التاريخ) ج1 ص 154 نصاً عن جودت باشا التركي مؤلف كتاب (تاريخ جودت) باللغة التركية ج1 ص 16 طبع عام 1961: إن كريم خان هو أحد الأشخاص الذين أخذهم نادر شاه من عشيرة الزند الكردية. ويضيف: إن طوائف اللور والبختياري واللك والكرد يتشعبوا جميعاً من أصل واحد وانقسم كل منهم إلى بطون عديدة وتمتد بلادهم من ديار هرمز الواقعة في ولاية شيراز على الخليج الفارسي إلى جوار ملاطية ومرعش في الأناضول، يقول أن بلاد الكورد من ساحل مضيق هرمز على الخليج إلى ملاطية ومرعش. إليك عالم آخر له مكانته العلمية في العالم يتحدث عن الكورد اللور ويصفهم كجزء من الأمة الكوردية إلا وهو والتر هينتس = Walther Hinz عاش بين أعوام 1906- 1992 ولد في شتوتجارت في ألمانيا، يقول في كتابه عالم إيلام الضائعة = The Lost World of Elam ترجمه إلى الفارسية فيروز فيروزيان: اللور من نسل الكورد القدامى.
01 01 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here