شيطنة ام دهاء ام تملق

شيطنة ام دهاء ام تملق
بقلم ( كامل سلمان )
سأل أحدهم ، أيهم أكثر شيطنة الذئب أم الشاة ؟
فأستغرب الحضور من سخافة السؤال ، وهل للشاة شيطنة ، ولكن أحد الحضور فاجأ الجميع ، فقال الشاة أكثر شيطنة من الذئب ثم أردف قائلا كثير من الأشياء نعتبرها بديهية وسخافة منا مناقشتها ، ولكن هناك صنف من الناس يستنبطون من البديهيات المعجزات وهكذا فعل نيوتن عندما استنبط من سقوط التفاحة من الشجرة وهي بديهية اعظم قانون في التأريخ البشري وهي الجاذبية ، ولينين من حركة النمل في التسلق على الشجرة وهي بديهية مبدأ الإصرار سر النجاح وغيرهم كثيرون ، فالشاة ايها السادة عندها شيطنة فطرية وذلك عندما التجأت تحت رعاية وحماية الإنسان للتخلص من الذئاب بأصنافها ، وهي تدرك جيدا بإن الإنسان هو الذئب الأول في هذا الكوكب ولكنه اي الإنسان يطعمها ويرويها ويسمنها ويحميها ويقتل الذئاب من اجلها ويحافظ عليها بالتناسل والكثرة ثم يذبحها لتصبح وليمة للأكل ، فالإنسان بالنسبة للشاة أفضل السيئين ، هكذا تعودت الكائنات الحية ان تختار الأقل سوءا عندما تكون الخيارات المطروحة امامها كلها سيئة والسبب هو حاجة الكائنات الحية الى الأمان وإن كان أمانًا مؤقتا ، فالضعفاء يعرفون جيدا ان لا أمان لهم الا تحت مظلة الأقوياء . فأيهم احسن فهما ، من يعرف حجمه الحقيقي ويتصرف بهذا القياس ام من لايدرك حجمه الحقيقي ويتصرف بالعنتريات الفارغة ، إذا هذه البديهية الفطرية في طبع الشاة ليس عيبا بل هو الطريق الوحيد لإستمرارية وجودها ، هكذا يجب ان نفهم الامور .
فلا لوم ولا عتب على الأغنام حين ارتمت بأحضان الاقوياء لعلها تشعر بالراحة والامان من الذئاب ولكن ما نوع الذئاب التي تطارد الإنسان المتملق الخسيس لكي يرتمي بأحضان الأقوياء وليصبح خنجرًا في خاصرة المجتمع مدعيا الحفاظ على نفسه وعائلته . . لا لوم ولا عتب على من يهادن القوي ليحمي نفسه فهو قد اختار الصواب وحفظ ماء الوجه ولكن الغريب ان هناك من يداهن ولا أقول يهادن القوي ليكسب منه المزيد من السحت والمال الحرام على حساب كرامته ، هذا النوع من المداهنين يظهرون فجأة في موسم الحصاد او في اوقات تقسيم المغانم وفي ظلمة الليل ليجعلوا الحق باطل والباطل حق ويلوثون عقول البسطاء بحرفية كبيرة ثم يبررون عملهم هذا بعد انتهاء موسم الحصاد بإنه اضطرار وتقية وتناسوا بأنهم تسببوا في هلاك مجاميع خيرة بريئة من ابناء المجتمع فهؤلاء عبارة عن عبوات ملؤها سم ، كلامهم سم سكوتهم سم حتى ضحكاتهم سم ، فهل هؤلاء من الماعز ام من الذئاب او انهم هم الشياطين الذين يجب ان لا يغض المجتمع الطرف عنهم لسوء فعلتهم …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط