لا سبيل لإنقاذ الأمة الا بإحياء الفضائل وكبح جماح الرذائل

(( لا سبيل لإنقاذ الأمة الا بإحياء الفضائل وكبح جماح الرذائل ))

السكوت على ثالوث الالحاد..الكفر..الشرك=هلاك الأمة وهوانها وضياعها

قال تعالى : (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ).

احمد الحاج

لا يمر على الامة يوم الا وتشغل فيه بأخبار سطحية وهامشية يتم التركيز عليها بطريقة لافتة لن تجد صعوبة في اكتشاف ما وراءها من جيوش وذباب الكتروني واجندات وبروبوغندات حتى تصير ترندا بهدف التغطية على قضايا مصيرية يراد التعتيم عليها واخطرها ولاشك بيع القضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية داخل اﻷراضي المحتلة وضم القدس الى الكيان الصهيوني المسخ وتصفية قضية اللاجئين وتثبيت الإستيطان وفرض السيادة على الضفة الغربية والجولان والهرولة للتطبيع مع الكيان الإجرامي ، أقول وأنا أتابع كل هذا الكم الهائل من الترندات وبعضها يتمحور حول تافهين وتافهات وفنانين وفنانات ، حضرني الحديث النبوي الشريف ” يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها” ، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».
ومن يتتبع سلسلة الوهن والذلة التي أصابت اﻷمة ومقدماتها ونتائجها يجدها طويلة جدا تتصدرها ثلاثية ” الكفر ، الشرك، الالحاد “وهذه بدورها لها مدخلات ومخرجات دأب الطامحون الى – صفقة القرن – وما يسمى بالديانة الابراهيمية على إرساء قواعدها منذ عقود طويلة تم خلالها تجريم ساب الملوك والرؤساء واﻷمراء وتبرئة ساب الله تعالى وإخلاء سبيله وإشتراط مجاهرته بالكفر لتحريك دعوى قضائية بحقه من أفراد أو منظمات أو جهات حكومية لتفعيل العقوبة ضده ، والا فهي حرية شخصية وشفافية وديمقراطية في كل القوانين العربية بإعتبار ، أن ” أصحاب المعالي والسيادة والجلالة والسعادة والنيافة والسمو ” لايتساهلون مع الشاتمين لهم ولو في حالة الفصام والجنون ، فيما رب العزة ” غفور رحيم ” اﻷمر الذي أنجب لنا أجيالا لاتبالي بالطعن في الذات الالهية جهارا نهارا ، عيانا بيانا ،كما يحدث في العراق بكثرة في ظاهرة هي اﻷخطر منذ عقود مطمئنة بأن أحدا من المخبرين لن يلاحقها كونها لم تتعرض للحكم ولا لشخص الحاكم بما يغضبه ، فيما تراجع نفسها مئات المرات قبل التفوه بكلمة واحدة ضد – الصنم الحاكم – بأمر القصر الابيض أو 10 داوننغ ستريت أو الكرملين أو الاليزيه ، واﻻ فإن تأرجح الرقاب وأصحابها على الحبال ستكون النهاية الحتمية لكل من تسول له نفسه سب الزعيم ، او الجلوس الى جوار من يسب الزعيم ، او التبسم لنكتة ساخرة قيلت بحق الزعيم ،وربما الحكم على من رأى في المنام أنه شتم كلب الزعيم ايضا ، وما يصدق على الزعماء في ظل الانظمة الدكتاتورية واﻷتوقراطية – الفردية – بات يصدق على قادة الكتل واﻷحزاب في ظل اﻷنظمة الـ” خراب قراطية” التي إنتحلت صفات – الاصنام الزائلة – مع زعمها معارضتها في العهود السابقة فسكنت قصورها ، قلدت مواكبها ، اقتبست عنجهيتها ، ‘نتحلت عجرفتها وصار الذي يسب رئيس حزب او كتلة او تيار ما يذهب به الى ماوراء الشمس بتهمة ” سب العنب اﻷسود ” فيما لو سب الله تعالى بحضرتهم لقيل ” يُنظر في أمره فلعله قالها وهو في حالة غضب ، كآبة ، إنهيار عصبي ، كبسلة ، سكر ..الخ ” والنتيجة هي الخوف من العبد الذليل ، والتجرؤ على الرب الجليل ، وأي نصر وعز ننتظر وهذا هو حالنا مع خالق الكون العظيم ؟!
لتتسع الظاهرة الخطيرة وتأخذ منحى أوسع أفقيا و عموديا متمثلا بإستعادة أباطيل المستشرقين والتي بدورها تكرار لمزاعم الشعوبيين والطعن بآل النبي اﻷطهار ، وبصحابته اﻷخيار والتشكيك بالقرآن الكريم الذي يتلى آناء الليل وأطراف النهار ، وتسقيط العلماء السابقين واللاحقين علنا في الفضائيات المأجورة ما خلق حالة من التوتر والفوضى الفكرية والعقدية العارمة التي تورط في جانب منها معممون طائفيون شعوبيون من أمثال ياسر الخبيث ، وأحمد القبانجي ، وأمير القريشي ومن على شاكلتهم ومن – شكولاتهم – وهم كثر !
لتأتي الطامة الثانية في العراق أﻻ وهي بروز ظاهرة الالحاد – متمثلة بإنكار وجود الله تعالى – وطفو ظاهرة اللادينية وهي عدم الاعتراف باﻷديان مع الإقرار بوجود خالق للكون ، وظهور اللاأدرية وهي عدم دراية هل الله سبحانه موجود حقيقة أم لا بزعمهم ! هذه التيارات الثلاث كلها خرجت من معطف الارهاب وقطع الرؤوس والتفجيرات الدموية التي تبث صباح مساء على النشرات الاخبارية ومواقع التواصل بأسم الدين والدين الاسلامي الحنيف منها براء براءة الذئب من دم يوسف ، وخرجت من رحم السرقات والاختلاسات والاعتداءات الكبرى والفساد والظلم العظيم الذي مارسته احزاب سياسية تتحدث بأسم الدين وتنتحل صفته وما هي كذلك، وطفت الى السطح متأثرة بغياب العدالة الاجتماعية ، إنتشار البطالة ، التفكك الاسري ، السوشيال ميديا الذي يغص به الفضاء السبراني والذي يضم الاف المواقع التي تحرض بمجملها على الالحاد واللادينية واللا ادرية والوجودية وعبادة الشيطان والعبث ، بيع الكتب والروايات والقصص التي تنشر مثل هذه الافكار الهدامة بين الشباب ، اضافة الى شعور الكثير من هؤلاء المغرر بهم بأن الدين صمام آمان يكبح جماح شهواتهم وغرائزهم البهيمية وبالتالي فلا سبيل للحرية الجنسية والغرائزية وإتباع الهوى بغير الالحاد واللادينية على وفق اعتقادهم المريض، وكلها عوامل ساعدت على انتشارها كما خطط لها ضمن مايعرف بـ” الفوضى الخلاقة ” التي مهدت لـ” صفقة القرن “وبيع المقدسات بدراهم معدودات كونها لم تعد تحمل قدسيتها المعهودة في عقول وقلوب وضمائر البائعين بعد كم التدنيس والتشكيك الهائل الذي مارسه ادعياء التدين ومن جميع المذاهب والطوائف قولا وفعلا وتقريرا تماما كما وصفهم الشيخ الدكتور محمد الغزالي حين قال ، إن إنتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم” .
وهناك ظاهرة ﻻتقل خطرا اﻻ وهي ظاهرة الغلو في التقديس والخروج عن المألوف في حب الصالحين والتبرك بهم والحلف بهم من دون الله ، والدعاء والاستعانة والاستغاثة بخلقه من دونه سبحانه ، وظاهرة اختراع أضرحة ومقامات ومراقد وهمية ﻻوجود حتى لأثر تأريخي وشرعي يؤيدها ، والتبرك بالجمادات حتى بات الحلف بالله قابلا للتكذيب فيما الحلف بعباده الصالحين غير قابل للطعن والاستئناف ، الدعاء والتضرع لمجيب الدعوات مشكوك في تحققه على وجه السرعة وربما عدم الاستجابة له اطلاقا بنظرهم ، فيما الدعاء من خلقه والتضرع لهم ” عاجل وعلى الفور “بما يعرفه القاصي والداني هاهنا وبما ﻻيحتاج الى ضرب اﻷمثلة لشيوعه بين الجهال وهذا لعمري هو الشرك بعينه الذي توعد الباري عز وجل بمغفرة كل الذنوب بإستثنائه : ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا” والشرك هو من اعظم موجبات الوهن ومنزلات العذاب في الدنيا قبل اﻵخرة .
وخلاصة القول أن المؤامرة التي حيكت على مراحل أنتجت لنا مجتمعا مهزوزا يخاف من الرؤساء والملوك ولايخاف من ملك الملوك ، يخاف من الخلق ولايخشى من الخالق ، يحلف بعباده ويتوسل بهم ولايتوسل برب اﻷرباب ، يسب ويطعن ويلعن السابقين واللاحقين ويسخر منهم كما فعل المدعو ” علوش جرمانه ” صاحب (كوفي شوب شناشيل) في النجف وكما يصنع أشباهه ونظائره وبينهم معممون يسبون آل البيت والرعيل الاول من الصحابة والتابعين رضوان الله تعالى عليهم اجمعين في برامج متلفزة ومن دون تفعيل المادة (372) من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنه 1969 المعدل والمتعلقة بـ (الجرائم التي تمس الشعور الديني) بحقهم وأمثالهم فان الوضع سيزداد سوءا عما قريب .
و اذكر الجميع بفضل آل البيت رضي الله عنهم اجمعين ممن قال تعالى فيهم : (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى..) وقوله تعالى ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا),
وفي فضلهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وأهل بيتي ، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي ، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي ، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي ” اما في فضل الصحابة فقد قال تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
وفيهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ” .
وبناء عليه فإن الايمان بالله الواحد القهار وحب واحترام وتوقير الرسل والانبياء عليهم السلام وإتباع النبي المصطفى المختار ﷺ وتوقير آل البيت اﻷطهار ، والصحابة اﻷخيار وذكرهم بكل خير والذب عنهم وعدم التعرض لهم بسوء واجب شرعي واخلاقي وعرفي ﻻمناص منه ﻷن الامة التي تطعن بجذورها ستذهب كما ذهبت أعرافنا وتقاليدنا ومقدساتنا ادرج الرياح .اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here