موت عبد الله الحمّال

موت عبد الله الحمّال

 بغداد: هدى العزاوي
في الشورجة وفي الساعة الثامنة وخمسٍ وعشرين دقيقة من صباح، أمس الأربعاء، سُمِع الصوت الذي بدا صارخاً في لحظاته الأولى ومزلزلاً عند نهايته.
 دقائق وتجمع الناس أمام بناية الإحسان في المحلة 108 في الشورجة التي تستخدم كمخازن ليتبين بعد انقشاع الغبار أنَّ الحمال “عبد الله” لقي مصرعه إثر سقوط المصعد الحديدي غير النظامي به الذي كان يستقله مع البضاعة.
الشاب “عبد الله عطية محمود” الذي يبلغ من العمر 21 ربيعاً من أسرة فقيرة، متزوج ويسكن بمنطقة حسينية المعامل “المنكوبة” شرقي بغداد، يعمل بأجر يومي “حمّالاً” لنقل الملابس والبضائع في “الشورجة”، ويتقاضى أجرة تبلغ 15 ألف دينار في اليوم فقط، أي إنَّ مجموع ما يتحصل عليه شهرياً يجعله تحت مستوى الفقر. عقب وقوع الحادثة أمس الأربعاء في الشورجة، قامت فرق الدفاع المدني بالوصول إلى ذلك المبنى بصعوبة بحكم أزقته وزواياه المغلقة بالبضائع والعربات، وتمَّ انتشال جثة عبد الله التي كانت محشورة بين جدار البناية والمصعد “غير النظامي” المستخدم في نقل البضائع.
مصدر في مديرية الدفاع المدني قال: إنَّ “جميع  المصاعد الخاصة بالحمل في الشورجة تصنيع محلي وغير متوفرة فيها شروط السلامة ولا تمتلك حساسات، فهي مجرد قفص حديد ومحرك كهربائي”.
وهذه الحادثة، بحسب المصدر، هي الثانية من نوعها، فالأولى كانت في منطقة الشيخ عمر بمخزن للأدوات الاحتياطية، حيث سُحق رأس عامل هناك وتوفي في الحال، بسبب سقوط المصعد.
الكثيرون من الذين شهدوا الحادثة تأسفوا على حال العمال الذين لا تتوفر ضمانات سلامة لهم، واتهم بعضهم تجار الشورجة، بينما ألقى الأغلبية اللوم على الدولة التي تتهاون في توفير السلامة بالأمكنة التجارية.
شاهد عيان قال: النهاية المؤسفة لهذا الحمال مؤلمة ليس بسبب الدماء والجثة المسحوقة فقط وإنما لأنَّ هناك أسرة تنتظر هذا الشاب المسكين أن يعود.. هذه الأسرة ستمزقها الحياة بسبب مصعد محلي الصنع رخيص الثمن.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here