سياسيون: البيت الكردي ليس موحداً

سياسيون: البيت الكردي ليس موحداً

 السليمانية: محمد البغدادي
للمرة الأولى منذ العام 2007، تصل الكتل الكردية إلى العاصمة بغداد من دون اتفاق واضح على ما تؤكد مراراً أنه استحقاقها من المناصب، فحتى الآن لا تزال المخاوف عند قادة حزبي الاتحاد والديمقراطي الكردستانيين بشأن تحركات كل طرف منهما للالتفاف على الآخر، والاتفاق مع الكتل الأخرى بمعزل عن المفاوضات الداخلية الكردية التي لم تصل إلى شيء.
وتشير القائمة القصيرة الأولية لمرشحي منصب رئاسة الجمهورية، إلى انقسام واضح حتى داخل الحزب الواحد، فبينما أكد قادة الاتحاد الوطني أن برهم صالح هو المرشح الوحيد، دفع القيادي في الحزب لطيف رشيد باسمه للترشح، بينما كان نظيرهم في الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري يُصر على أنه لم يتنازل عن الترشح.
وتضم قائمة المرشحين الكرد لرئاسة الجمهورية اسمين آخرين، هما القاضي المعروف رزكار محمد أمين، وخالد الشيخ صديق.
وتقول مصادر مطلعة ، إن وفداً تفاوضياً برئاسة زيباري سيكون في بغداد قريباً لبحث منصب رئاسة الجمهورية وشكل المشاركة الكردية في الحكومة المقبلة، وهو ما يثير حفيظة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتخوف من “تهميش” الدور الكردي في الحكومة المقبلة.
وقال القيادي في حركة التغيير (كوران) حاكم لطيف مصطفى: إن “مصطلح المخاوف الكردية غير دقيق، بل الأدق هو مخاوف الكتل الكردية على مصالحها في التشكيلة الحكومية في بغداد.
وأوضح مصطفى، في حديث ، أن “الكتل الكردية منقسمة جداً، ومن الأصح السؤال عن مخاوف وصراع الحزبين على مناصب رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الوزراء، ومحافظ كركوك” .
وتابع السياسي الكردي بالقول: إن “الحزبين لن يذهبا موحدين إلى بغداد، فالديمقراطي الكردستاني هو الذي يقرر، لأن الأحزاب المنافسة له ضعيفة”، مبيناً أن “شراكة الاتحاد مع الديمقراطي شكلية، لكون الأخير يحكم الإقليم ويتحكم بالأموال والنفوذ”، على حد قوله.
من جانبه، ذكر المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني كفاح محمود لـ”الصباح”، أن “الفائزين الأكبر عدداً بالمقاعد النيابية، وهما الديمقراطي، ويليه الاتحاد الوطني، دخلا مباحثات معمقة مع الإطار التنسيقي والتيار الصدري” .
وأضاف محمود أن “المعطيات تؤكد وجود مساع كردية لتوحيد البيت الشيعي، والدعوة الى رأب الصدع بين الكتلة الصدرية والإطار التنسيقي” .
وانتقد الباحث في الشأن السياسي الكردي محمد فاتح، التحركات الحالية للحزبين بالقول: إنهما “يتسابقان للحصول على المناصب، من دون الاهتمام بمصالح الشعب الكردي، وبالتالي هما في خوف من عدم وصولهما لتلك المناصب”.
وأضاف فاتح، في حديث ، “نحن كشعب كردي لا نخاف من تهميشنا في الحكومة الجديدة، بل ننتظر تشكيل حكومة قوية تراعي مصالح الجميع” .
ورأى الكاتب والمحلل السياسي محمود الهاشمي أن نتائج الانتخابات الأخيرة ليست الفيصل في صناعة السلطة وصناعة الحكومة في ما بعد.
وأوضح الهاشمي، ، “اعتدنا انتهاج التوافقية والشراكة كمبدأ في التجربة السياسية بعد العام 2003″، مضيفاً أن “هذا يشمل الخلافات التي حدثت في الجلسة الأولى للبرلمان بين الاتحاد الوطني والديمقراطي، إذ ترقى تلك الخلافات إلى مشكلات كبيرة يتم الحديث فيها عن نبش الماضي، وفي النهاية يخضع الجميع للضغوط الخارجية”، على حد تعبيره.
• تحرير: علي عبد الخالق
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here