زيباري وبرهم صالح.. رجلان بين مد وجزر

عبد العباس الجويبراوي

معاناة الكورد بخلع الرئاسة التي قمصتهم إياها المحاصصة، تلاص ببرهم صالح وتترسخ بهوشيار زيباري.. لماذا؟

الإجابة: لأنني لست كوردياً! فأنا غير معني بإستحقاق ينوء به الكورد، ما دمت شيعياً عربياً من العمارة، ولست سنياً كوردياً من السليمانية.

لا نختلف على أن المحاصصة آفة تنخر العراق.. تتآكله، لكن ما دمنا ملزمين بها؛ فلنتعامل معها بأقل الخسائر، عملاً بمبدأ نابليون: “القيادة حسن توزيع الأدوار”.

فلنختار رجلاً يخفف من وطأة الخطأ بحسن الأداء… وزيباري قاد المفاصل التي أنيطت به، فعلياً وفق رؤاه الوطنية المجردة من كونه كوردياً، إنما عمل بصفة عراقية خالصة لا إنحياز فيها الى قوميته، بالمقابل رأس برهم صالح، الدولة بإحساس كوردي مقيت وأهمل العرب.

في حين العراق طيف متآخ فرّق برهم ألوانه… وجمعها زيباري في حزمة ضوء أنار بها الحيز الذي شغله.

لذا أجدني.. ما دمت لست من قلب الحدث، إنما أراه من على بعد الجنوب عن الشمال: برهم صالح، فشل في أن يثبت أنه رئيس جمهورية.. إمتصت حيتان السلطة صلاحياته مستغلة ضعفه المتعمد؛ فهو يريد التمتع بإمتيازات رئيس جمهورية.. مالياً ووجاهياً وسفراً، ولا يهمه إذا حفظ هيبة المنصب أم سفحها هدراً، أما زيباري فيريد خدمة العراق بمكوناته كافة.. العربي قبل الكوردي، والشيعي والمسيحي والصابئي والايزيدي والشبكي والآشوري.. قبل السني!

أما برهم، فقد تعهد للشيعة بكلام أكبر من قدراته، عجز عن تنقيذه، تاركاً إياهم ينشدون “ليت برهم أنجزتنا ما تعد.. وشفت أنفسنا مما تجد”.

برهم خان الشيعة، وعمل زيباري بوفاء للعراق، فهل يستوي العلماء مع الجهلة.. والفاعلون مع الكسالى الأدعياء.. ألا “تبت يدا أبي لهب وتب”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here