الديمقراطية الزائفة في عراق الميليشيات

المتتبع للأخبار مع رفض الأحزاب الإسلامية وميليشياتها لنتائج الانتخابات، دليل قاطع بأنها لا توجد ديمقراطية أصلاً في العراق،  ولا يوجد احترام للدستور العراقي الذي انبثق من صميم إرادة الشعب، اتوقع كانت أسرع وانزه عملية ديمقراطية في العراق من بعد عام 2003 ، رغم أني من اشد المعارضين لسياسة وحكومة العراق ولجميع التيارات الإسلامية وميليشياتها، ولكن لو سألنا نفسنا ماذا قدمت الميليشيات والاحزاب التابعة لها؟ ولماذا لا يعترفوا بحجمهم الطبيعي؟ ان ما افرزته الإنتخابات من نتائج حتى المقاعد الذي اكتسبوها بحدود 15 مقعد ايضاً كثيره وهذا يعطينا دليل إن هناك ايضاً عبيد تنتخب جلاديها او تخللها بعض التزوير لنيل الميليشيات هذا العدد.

سبق وان قلنا الإنتخابات العراقية تحت سلطة فوهة سلاح الميليشيات، وحتى فوز التيار الصدري لا يخفى على الجميع يملك اكبر ميليشيا مسلحة، ولو جئنا من الناحية القانونية تعتبر الإنتخابات رغم نزاهتها نوعاً ما باطلة، وقانونياً لا يحق دخول الإنتخابات أي حزب او تيار يملك ميليشيا مسلحة لكون سيأثر على العملية الديمقراطية، سبق ان تحججت الميليشيات بأنها قوة نظامية بعدما تم تشريع قانون في البرلمان بانها قوة مسلحة تحت امرة القائد العام للقوات المسلحة، إذاً كيف تخوض غمار الإنتخابات ويمنع القانون الجيش العراقي بخوض غمار الإنتخابات؟ العدالة العراقية عمياء وعرجاء متهدمة الأطراف ولا يوجد لها سقف يحمي العراق والعراقيين من ظلم هذه الحكومة وميلشياتها، الذي تتعامل مع العراق كولاية تابعه لحكومة إيران، والشعب اسير تحت هذه الوصاية، والطامة الكبرى بمباركة الدول العظمى المتحكمة بمقدرات العراقيين وكأنها تهدف إلى تمزيق العراق والعراقيين .

نسبة الناخبين المتدنية الذي تقدر بعدد 9 مليون عراقي من اصل 25 مليون يحق لهم التصويت، يعني تقريباً 16 مليون عراقي رافض لهذه الحكومة الفاسدة وهذا العدد يعتبر كافي لإسقاط شرعية الحكومة والمافيات وكل ميليشياتها، ومظاهرات ميليشيا الحشد وتهديدهم بالسلاح لهدم صرح الديمقراطية الذي العراق وشعبه لم يعيش لحظة واحدة حلم الديمقراطية، يبين للجميع ويكشف عورات السياسيين عن جرائمهم باحتلال العراق وبيعه والمساومة على تأريخ حضاري عريق، وبيعه لحكومة ولي الفقيه ويعتبروها الحامي الشرعي للعراق وشعبه، فقال الشعب كلمته واسقط شرعيتهم وجعلهم مطأطئ الرؤوس ولكن كيف تشتري الشرف من لا شرف ولا ضمير لديه.

الاعتدال هو الحل في العراق بعدما أسقط المد الإسلامي كل شرعيات القيم الإنسانية، بل المد الإسلامي أضعف الترابط الاجتماعي والنسيج العراقي، الدليل حالات الطلاق والانتحار واستخدام العنف ضد الاطفال والنساء، وهذا ليس تجني بل حقيقه نشاهدها يومياً ونسمعها من خلال السوشيال ميديا، الاعتدال في كل شيء هو الطريق الاسلم لبناء العراق وحفظ كرامة الإنسان، السلام ورفع رايتها عالياً هي الذي ستبني وطن وتبني شعب متسامح بعيد عن العنف، نحن نتكلم عن واقع مجتمعنا الذي تخلل العنف حتى القبائل والعشائر وهذا لا يخفى على العراقيين ما يحدث في مناطقنا الجنوبية والوسطى من عنف دموي لإسباب تافهة، اليس مسلمين؟؟ نعم مسلمين ولكن ما سبب هذا التحول بين امس واليوم، إذاً الخلل في المد الإسلامي الذي تعامل مع الإنسان بالعنف واكيد لضعف الدولة له تأثيره، عندما يضعف القانون ستتحول الدولة إلى مافيات ونتيجتها القتل والقضاء الظالم والغير عادل الذي يتعامل على الهوية مع الإنسان، نحتاج الى ثورة فكرية معتدلة وخطاب السلام لزرعه في نفوس الأجيال القادمة بعدما هدمه الآتين من خارج حدود وطننا غايتهم التدمير وهدم كل مقومات الحياة والإنسانية.

سلام المهندس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here