ردنا على الدكتور سكندر امان اللهى بهاروند عن الشطحات الخيالية التي وردت في كتابه اللور…؟ 8/12

محمد مندلاوي

يزعم الدكتور سكندر امان اللهى بهاروند في ص 58:

إن اللغات اللورية، والكوردية هي ظواهر جديدة نسبياً،حيث لم يكن لهما وجود في العهدين، الأخميني والميدي، إنما ظهرت في الأزمنة المتعاقبة،وبصورة تدريجية، بالشكل الذي هي عليها الآن.

ردنا على ما زعم الدكتور سكندر:

أولاً: وجب على الدكتور سكندر أن يقول في العهدين الميدي والأخميني، لأن الميديين هم الأقدم من الأخمينيين؟ فلذا يجب أن يتقدموا عليهم عند ذكرهما؟. ثانياً: إن اللورية ليست لغة، بل هي لهجة من لهجات اللغة الكوردية بجانب الكرمانجي، الزازا- دمبلي، سوراني، هورامي، كلهري الخ. عزيزي دكتور سكندر، إذا نعتبر اللورية لغة يجب أن نقول عن الهورامية أيضاً لغة، والزازاكية أيضاً لغة، والكلهرية لغة، والشبكية لغة إلخ. عزيزي، اللغة تبتكر ابتكاراً من قبل السلطة المركزية والنخبة السياسية والعلمية والأدبية، مثال اللغة العربية كما هي في القرآن التي صارت لغة عموم العرب، بينما توجد لهجات عربية داخل وخارج شبه جزيرة العرب. وهكذا اللغة الفارسية، رغم إنها لغة ركيكة ومشوهة ألا أنها لغة رسمية واحدة، توجد بجانبها 22 لهجة فارسية متفرقة إلخ. فاللغة كما أسلفنا تخترع اختراعاً حتى تصبح لغة الأمة، أما اللهجات فهي تتواجد في مناطق متباينة في عموم الوطن. على أية حال. عن كوردية اللور أيضاً، جاء في موقع المعرفة في الموسوعة الحرة: البختيارية هم إحدى القبائل الكُردية العريقة في إيران وهم جزء من تشكيلة قبائل اللور الكُردية.وتضيف: إن لغتهم الكُردية، اللهجة البختيارية من اللورية الكُردية. انتهى الاقتباس. أما إن الدكتور سكندر يزعم أن اللغة الكوردية جديدة نسبياً. يا دكتور، كما أننا لا نوافقك على مجمل ما جاء في كتابك، كذلك لا نوافقك بضرس قاطع على ما سطرت في الجزئية… أعلاه أيضا؟. كيف لم يكن للكورد وجوداً وأنهم ذكروا في صفحات التاريخ قبل ظهور الفرس على مسرح التاريخ بزمن طويل؟. صدقني عزيزي القارئ، صرت أخجل من إعادة بعض كتاباتي في بعض ردودي مرة واثنين وثلاث، كي أضعها أمام من لا يقرأ، أو يقرأ ولا يفهم، أو يفهم ولا يستوعب، أو يكتب أكثر من أن يقرأ. ماذا تقول يا دكتور عن ما جاء في الكتب الدينية القديمة. انظر الآن إلى هذا الاسم الذي ورد في كتاب التوراة الترجمة السريانية (الآرامية) المسمى بشيطا، أي: الواضحة، البسيطة، يقول في سفر التكوين الإصحاح الثامن الفقرة الرابعة 4:8: استقر الفلك على طور قردو. أي: على جبل قردو؟. وهكذا ورد في نفس الإصحاح ونفس الفقرة في التوراة الآرامي ترجمة اونقيلوس: استقر الفلك على طور قردو، أي جبل كوردو. وفي كتاب الصابئة المندائية الذي باسم (كنز

ربا) وهو عبارة عن 18 سفر و62 فصل بـ700 صفحة ومعناه الكنز الكبير. يقول الكتاب في آية 13: وجنح الفُلك على صخرة صماء.. كانت هامة جبل قردون؟. ماذا تقول عن كلام عالم حجة ومختص بالسومريات وهو (طه باقر) الذي يقول في كتابه الشهير (ملحمة گلگاميش) ص 141 طبع وزارة الأعلام العراقية، سنة 1975 قال:” اسم الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح، بحسب رواية “بيروسوس” الذي هو (برعوشا، كاتب بابلي،عاش في القرن الثالث ق.م ) باسم جبل الـ “كورديين” أي جبل الأكراد” انتهى الاقتباس. هذا العالم شخص مختص وحجة في السومريات، يذكر وجود الكورد إبان النبي نوح، هل لم تكن لديهم لغة في ذلك التاريخ يتكلمون بها؟؟. هل كان يوجد في هذا التاريخ العرب أو الفرس؟؟ أم كانوا في عالم العدم؟؟ إذا كان لهم وجوداً قبل الكورد في مصدر ما أذكره لنا، لا تبخل به علينا. نعتذر من القارئ الكريم، اقتبس باختصار نبذة مما نشرته سابقاً في إحدى مقالاتي. هذا كتاب في اللسانيات اسمه (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام) لابن وحشية النبطي وما جاء فيه عن الكورد؟. في محاضرة عام 2004 في مكتبة الإسكندرية بمصر، تحت عنوان: الندوة العالمية الثامنة لتاريخ العلوم عند العرب، الجوانب المجهولة في تاريخ العلوم العربية؟، وشارك في أعمالها نحو أربعين باحثاً من جامعات ومؤسسات ومنظمات علمية مختلفة ينتمون إلى أحد عشر بلداً عربياً وأجنبياً كأمريكا و روسيا وألمانيا وبريطانيا والسعودية والجزائر والبلد مضيف مصر إلخ حيث قدم الدكاترة (يحيى مير علم) و(محمد حسان الطيان) و(محمد مراياتي) دراسة عن كتاب (ابن وحشية) المشار إليه أعلاه، جاءت فيها: أفلاح الكرم والنخل: ذكره ابن وحشية في نهاية كتابه (شوق المستهام) ونصً أنه كان عنده بالشام مع كتاب (علل المياه) وأنه ترجمه من لسان الكُرد، من على ثلاثين كتاباً رآها في بغداد في ناووس،وذلك في تعقيبه على قلم قديم عجيب، فيه أصل حروف زائدة عن القواعد الحرفية، نسب إلى الأكراد أنهم ادعوا أن بينوشاد وماسي السوراتي كتبا فيه جميع علومهما وفنونهما. يسمح لنا الدكتور سكندر، نقتبس جزءً من مقال سابق كنت قد كتبته ونشرته قبل عدة أعوام وفيه إشارة إلى الكتب التي كتبت باللغة الكوردية وعثر عليها قبل 1155 سنة. نشير هنا إلى بحث علمي جرى في مخطوطة (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام) لـ(أبو أحمد بن علي) المعروف (بابن وحشية)، عالم لغوي، عاش في القرن الثالث الهجري، أي قبل أكثر من أحد عشر قرناً، تناول فيه 89 من اللغات القديمة وكتابتها ومقارنتها باللغة العربية، ومن ضمنها اللغة الكوردية والهيروغليفية. وأشار فيها إلى اللغة الكوردية القديمة المسمى بحروف (ماسي سوراتي). وكذلك العلامة (محمد مردوخ) أيضاً ذكر في كتابه (تاريخ كرد وكوردستان) ص 39 ، الذي ألفه سنة 1351 هجري شمسي، صورة الحروف التي كانت سائدة عند الكورد في التاريخ الذي عاش فيه (ابن وحشية)،يقول العلامة مردوخ:” أن هذه الأبجدية تشبه الأبجدية الكوردية في كتاب (الأفستا) للنبي زرادشت (زردشت) – عاش النبي زرادشت (ع) 700 سنة قبل ميلاد المسيح- في بحث علمي للأستاذ (محمد روني المراني)، عن الكتابة بلغة الكوردية القديمة، يذكر أيضاً كتاب (ابن وحشية)، (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام )،الذي ورد ذكره في أقدم ببلوجرافيا عربية وهو كتاب (الفهرس) لـ(ابن النديم) من القرن الحادي عشر الميلادي. لقد عنون (ابن وحشية) الباب السابع والأخير من كتابه صفحة 165 طبع دار الفكر،بقوله: في ذكر أقلام الملوك التي تقدمت من ملوك السريان والهرامسة والفراعنة والكنعانيين والكلدانيين والنبط والأكراد والكسدانيين والفرس والقبط. أكرر، إن العلامة (ابن وحشية) ألف كتابه المذكور سنة 241 للهجرة 856 ميلادية، حيث أرخ هذا التاريخ في نهاية كتابه المشار إليه. لا ننسى أن مفسري القرآن أيضاً وضعوا اللغة الكوردية والعربية وغيرهما من اللغات في مستوى واحد، لم يميزوا بينها بدرجات و أرقام، والقرآن قال هذا بكل وضوح في سورة الروم آية 22:” ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين” يقول ابن كثير في تفسيره ” لاختلاف الألسن”: يعني اللغات فهؤلاء عرب وهؤلاء تتر وهؤلاء كرج وهؤلاء روم وهؤلاء إفرنج وهؤلاء بربر وهؤلاء حبشة وهؤلاء هنود وهؤلاء أرمن

وهؤلاء أكراد،إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى من اختلاف لغات بني آدم واختلاف ألوانهم. لاحظ هنا المفسر الكبير ذكر لسان الكورد ولم يذكر لسان الفرس؟. أدناه رسم للأبجدية الكوردية القديمة:

محمد مندلاوي

01 01 2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here