عبد الحليم الدراجي ..المخرج المتألق لبرنامج ( الرياضة في إسبوع )

حامد شهاب

منذ عام 1963 كان مئات الآلاف من العراقيين على موعد مع البرنامج المميز والشيق والمهم (الرياضة في إسبوع) والذي تناوب على اخراجه عددا من مخرجي البرامج الرياضية، واحتضنته شاشة تلفزيون بغداد ، وإستمر لنصف قرن تقريبا ، وكان الأستاذ مؤيد البدري أحد تلك الشخصيات اللامعة ، والتي إمتلكت كارزما حضورية يشهد لها الجمهور العراقي بأنها كانت ” إسطورية “،  لما يتمتع به من مواصفات تثير اهتمام الملايين من العراقيين الذين كانوا ينتظرون بلهفة  برنامجه كل ثلاثاء الساعة التاسعة ليلا ، والان نسلط الضوء على أحد مخرجيه الكبار الأستاذ عبد الحليم الدراجي، موضوع مقالنا هذا، وهو يستحق الإشارة اليه والإشادة بامكانياته التي قدمها وحظيت بتقدير ملايين العراقيين هي الأخرى.

يقول السيد عبد الحليم الدراجي الذي زاملناه قبل فترة بقناة الرشيد الفضائية لثلاث سنوات أن الأستاذ مؤيد البدري قدم برنامج الرياضه في أسبوع بمشورة من المرحوم الأستاذ ضياء حسن الصحفي المخضرم بتاريخ    24 آذار 1963 ، مشيرا الى انه قد تناوب على إخراج البرنامج مجموعة من المخرجين ، ثم استقر إخراجه على المخرج المرحوم خالد المحارب ، بعدها انتقل البرنامج إلى قسم الأخبار والبرامج السياسيه ، حيث كان المخرج المرحوم قاسم عباس يقوم بإخراج البرنامج مع المخرج عبدالحليم الدراجي مناصفة منذ عام 1976 ، حتى تأسيس القسم الرياضي في مديرية تلفزيون جمهورية العراق عام 1985 وأصبح المخرج عبدالحليم الدراجي مخرجا للبرنامج حتى الحلقه الختاميه بتاريخ 30 آذار 1993.

ويضيف المخرج القدير عبد الحليم الدراجي أن  العمل في البرنامج يبدأ مباشرة عند الانتهاء من الحلقة وعلى طوال الاسبوع ، حيث كانت الأخبار الرياضية تأتي ضمن الأخبار السياسية ولا يوجد مصدر آخر سوى حقيبة ال   dba الالمانيه التي ترسل إلينا مسجلة شهريا وعلى شكل تقارير رياضية، لافتا الى ان العمل كان مضنيا من حيث الإخراج والتقديم لأن البرنامج يقدم على الهواء مباشرة      .

ويقول مخرج البرنامج عبد الحليم الدراجي الذي تولى اخراج البرنامج لـ 17 عاما حول قرار اعتزال البدري : جاءني الاستاذ مؤيد البدري ذات يوم وقال لي : سأعتزل البرنامج ، وكان قبل ذلك قد اخبر المكتب الخاص للمدير العام للاذاعة والتلفزيون بذلك ، وحينما سألته عن السبب ، قال : هناك قناة رياضية متخصصة ستفتح ، وان المجال لم يعد كافيا عندها لتقديم برنامج (الرياضة في أسبوع) ، فالأخبار الرياضية وقتها كانت قليلة فكيف الحال اذاما فتحت قناه رياضية متخصصة ، اكيد انها ستسحب البساط من تحت اقدام البرنامج تدريجياً .

واضاف الدراجي : كما ان هناك سبباً اخر وهو ان البدري لم يتلق دعما كافياً لانجاح البرنامج وتحقيق ديمومته من قبل القائمين على البرامج انذاك ، وليس هناك صحة لما اشيع من انه واجه ضغوطاً او اوامر بأنهاء البرنامج .

كما يشير الدراجي الى ان محاولات عديدة جرت لاعادة البدري ، ومنها كما يذكر انه ذهب الى الأستاذ صباح ياسين المدير العام وأخبره ان الشارع العراقي والرياضي يقول انه وراء اعتزال البدري ، فتعجب صباح وطلب من الدراجي مقابلة البدري واقناعه بالعودة ، ويضيف : وفعلا عاد البدري وقدمت المذيعة ميسون البياتي خبر عودته للجمهورعبر التلفزيون ، وقدم البدري عدة حلقات ولكن عندما افتتحت قناة الرياضة انتفت الحاجة للبرنامج وتوقف ولم يستدع البدري بعدها.

أما مخرجو برنامج الرياضة في أسبوع، فكان أولهم كمال عاكف وآخرهم عبد الحليم الدراجي وبينهم المخرجون الخفراء المذكورة أسماؤهم سابقاً، وخالد المحارب والمرحوم قاسم عباس وفيصل جواد كاظم ، إلا أن عبد الحليم الدراجي بقي الفترة الأطول في إخراج البرنامج بمساعدة المخرج  د. فاضل جتي.

ومن الفنيين الذين عملوا في المونتاج السينمائي كان علي مكي وعلي حسين، أما مونتاج الفيديو فعمل الكثيرون وكانوا يتناوبون أسبوعياً حسب جداول عملهم ومنهم – مارتن يوسف – صباح ميخائيل – محمد حسن عباس – مدحت – جمعة لازم – سيروان – رويدة.

إلا أن عملية المونتاج الكبرى كان يقوم بها المخرجون المرحوم قاسم عباس وفيصل جواد كاظم وعبد الحليم الدراجي.

 ومن مصوري الكاميرا المحمولة تامر جعفر وداخل حمد وصدقي ومن المصورين السينمائيين قبلهم عبد الله سلمان – شكوري – سالم رديف – قاسم – حسن

ويؤكد متابعون للشأن العراقي انه بعد غياب البرنامج واعتزال مقدمه لم يظهر برنامج رياضي يوازيه او يقترب منه على الرغم من كثرة الفضائيات ووجود العديد من الصحفيين الرياضيين ، حتى حين حاول البدري في الحلقات الأخيرة من البرنامج ان يصنع بديلا ناجحا له بأستضافته عدد من الطامحين الى تقديم البرامج الرياضية ، فكان هؤلاء مقليدين له ، وحاول ان يخرجهم من التقليد ولكنهم لم يجدوا بدا من التقليد وعدم الخروج من عباءة البدري لاكتساب النجاح ، لكنهم فشلوا فغاب البرنامج تماما عن الشاشة ، ولو تمعنا في اسباب عدم بروز برنامج يضاهي (الرياضة في أسبوع) او يماثله نجد ان الخلل يكمن في الأشخاص اولا ، حيث ان من يحاول ان يبتكر برنامجا نراه يحاول تقليد البدري ورسم خطوط وفقرات للبرنامج تشبه ماكان يقدمه البدري وهنا يحدث الفشل .

تحياتنا للزميل العزيز والمخرج اللامع والمتميز عبد الحليم الدراجي الذي عمل لاحقا في أكثر من برنامج رياضي في أكثر من قناة فضائية عراقية ومنها النهرين والرشيد ، التي كانت آخر مرحلة تولى فيها الزميل الدراجي مهمة الاخراج لبرنامج رياضي وهو عضو نقابة الصحفيين العراقيين ..وله من جميه زملائه ومحبيه كل تحية وتقدير ..وأمنياتنا له بالتوفيق الدائم!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here