المعارضة بين التحديات والآمال.. هل ستسهم بإنضاج مشروع القوى الناشئة؟

بغداد/ حسين حاتم

تتمسك قوى تشرين والاحزاب الناشئة بموقف ثابت تجاه خيار المعارضة، رغم المغريات التي قدمت لهم من أحزاب أخرى قبيل أداء اليمين الدستوري.

وتسعى تلك القوى الى معارضة حقيقية إيجابية تحقق ما نادت به احتجاجات تشرين ومطالب أبنائها، فيما يرى مراقبون أن مشروع المعارضة بإمكانه المساهمة في تعزيز النفوذ الشعبي والمجتمعي للقوى السياسية الناشئة والاسهام بإنضاج برنامجها السياسي.

ويرى الباحث بالشأن السياسي علي البيدر في حديث لـ(المدى)، إنه “من الأفضل للأطراف التي رفضت التواجد تحت عباءة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اللجوء الى خيار المعارضة للحفاظ على هيبتهم السياسية ومكانتهم الاجتماعية”.

وأضاف البيدر، أن “المعارضة قد تؤدي الى توحيد الأهداف بين تلك القوى وقوى تشرين والنواب المستقلين وتشكيل قوى إصلاحية”.

واشار الكاتب والمحلل السياسي الى، ان “برنامج المعارضة اليوم اختلف عن السابق من حيث الرؤى ووجهات النظر”، مستدركا “ممكن لمعارضة اليوم كسب تأييد شعبي أكثر مما تكسبه الحكومة”.

وتابع، ان “التنافس بين المعارضة والحكومة قد ينعكس بالإيجاب على الواقع العراقي، لا سيما ما يتعلق بمستوى الخدمات ومحاربة الفساد”.

ومضى البيدر بالقول الى أن “المعارضة بإمكانها المساهمة في تعزيز النفوذ الشعبي والمجتمعي للقوى السياسية الناشئة والاسهام بإنضاج مشروعها السياسي”.

وتوقع الباحث بالشأن السياسي، “زيادة مساحة قوى تشرين في السنوات المقبلة في حال نجاح برنامج المعارضة”، لافتا الى أن “قوى تشرين تعتبر نافذة لنجاح أو فشل برلمانيي الاحتجاجات”.

وأكد البيدر، أن “المعارضة الحقيقية هي من تستطيع محاسبة المسؤول، وتقديم برنامج إصلاحي وتقويم الاعوجاج داخل منظمة السلطة”.

اما فيما يتعلق بالأحزاب المنبثقة عن تشرين والتي رفضت المشاركة بالانتخابات يرى البيدر بانها “ردة فعل سياسية الا انها لا تمتلك الادوات، عكس المعارضين داخل قبة البرلمان”.

وتمكنت حركة “امتداد” -في أول تجربة انتخابية تخوضها- من الفوز بـ9 مقاعد، كما فازت “إشراقة كانون” بـ6 مقاعد، وتعد هاتان القوتان من إفرازات الاحتجاجات الشعبية التي شهدها العراق العامين الماضيين.

وفي كانون الأول الماضي، أعلن رئيسا حركة “امتداد” علاء الركابي وحزب “الجيل الجديد” الكردي شاسوار عبد الواحد عن انبثاق تحالف سياسي بين العرب والكرد تحت اسم “من أجل الشعب” ويضم أيضا عدداً من المستقلين، مؤكدين رفض المناصب الحكومية كافة، والتمسك بالمعارضة الوطنية.

وتقول النائبة عن حركة امتداد نيسان الزاير، التي حصدت 28,140 صوتاً في محافظة ذي قار، محققة بذلك نتيجة نجاح قياسية، حيث حلت بالمرتبة الأولى على مستوى النساء في العراق، وبالمرتبة العاشرة على مستوى المرشحين، إن “تحالفنا يطمح بالوصول الى معارضة إيجابية ونسعى بكل جهدنا لتحقيق أهداف احتجاجات تشرين”.

وأَضافت الزاير في حديث لـ(المدى)، إن “نجاح برنامج المعارضة يعتمد على مدى تمسك النواب الذين يقفون بجانب المعارضة”.

وأشارت النائبة عن حركة امتداد الى ان “هناك فهما خاطئا لمفهوم المعارضة”، مؤكدة ان “المعارضة الحقيقية تكون بالمشاركة الفعالة في مجلس النواب من خلال التصويت على القوانين التي تهم شرائح مهمة من الشعب”.

وكان البيت الوطني- احد الأحزاب المنبثقة عن تشرين- قد أعلن عن مقاطعة العملية الانتخابية ومعارضة النظام السياسي.

وقال الأمين العام لحزب البيت الوطني حسين الغرابي، في مؤتمر صحفي العام الماضي: “سنعمل على إنجاح مشروع المعارضة السياسية بعدة طرق، قانونية ودولية واحتجاجية وسياسية”.

وأضاف حينها: “نحن مقاطعون للنظام السياسي الحالي، ومنظومة المحاصصة هي من أولويات ما سنعارضه من خلال مشروعنا”.

وأشار الغرابي إلى أن “الحكومات السابقة والحالية هي واجهة فقط، ومن يحكم البلد بالحقيقة، هي حكومات الظل”.

من جهته، اكد النائب عن الكتلة الشعبية المستقلة سجاد سالم، المضي نحو المعارضة في مجلس النواب.

واشار سالم الى ان “الكتلة تلقت العديد من العروض من قبل الكتل السياسية للمشاركة في تشكيل الحكومة المقبلة”، لافتا الى ان “جميع عروض الكتل خلت برامجها الحكومية من أية خدمات للمواطن او اصلاح الوضع الراهن”.

وأكد ان “الكتلة الشعبية المستقلة لن تشارك في تشكيل الحكومة المقبلة وستختار المعارضة في البرلمان”.

وأردف سالم، أن “الكتلة الشعبية سيكون لها دور قوي في البرلمان وستركز على القوانين التي تمس حياة المواطنين، كما ستعمل على تمرير قانون الضمان الاجتماعي وقانون تنظيم العشوائيات بأسرع ما يمكن”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here