قصة قصيرة. الولد القاصر الذي يرفض أن يتقاسم الثروة مع عشيرته   ورئيسها ….

  احمد صادق.

 ورث ولد لم يبلغ سن الرشد بعد ثروة كبيرة من والده الذي قُتِلَ قبل عدة شهور في خصومة عشائرية. كان الولد، وهو الوحيد للمرحوم والده، ولدا مشاكسا، معاندا أتعب والده في حياته. وجاءه أهله وجمع من عشيرته ارسلهم رئيسها، الذي عُرِفَ عنه أنه لا يظهر كثيرا ولا يتكلم إلا قليلا، يفهمونه أنه لا يحق له التصرف بثروة والده لا شرعا ولا قانونا لأنه لم يبلغ سن الرشد بعد وأن لرئيس العشيرة الوصاية عليه وحفظ امواله حتى يكبر ويصير راشدا. ولكن الولد الوارث، المشاكس والمعاند الذي اتعب والده في حياته، لم يفهم مسألة الشرع والقانون، مدركا بغريزته أن الثروة هي ثروته ولا يجب أن يُفرط بها لأي كان. ولما رأى أهله والجمع من عشيرته عنادا وتمسكا منه بهذه الثروة الكبيرة وعدم اقتناعه بما يقولون به من شرع وقانون اقترحوا عليه أن يتقاسموا معه هذه الثروة أو يعطيهم شيئا منها وهم بدورهم يتجاوزون قضية الشرع والقانون. إلا أن الولد الذي لم يبلغ سن الرشد بعد والذي ورث عن والده ثروة كبيرة، أصر على موقفه أن لا يُعطي شيئا من ثروته ولا يُشارك أحدا من أهله وعشيرته بها. ولكنه وافق بعد تفكير ومراجعة، على أن يعطي لبعضهم فقط وليس لكل الأهل والعشيرة وخاصة رئيسها، الذي لا يميل إليه ولا يرتاح له، شيئا من هذه الثروة بحكم القرابة وصلة الرحم والمذهب. ولكن الأهل والعشيرة لم يوافقوا على أن يعطي شيئا من الثروة لبعضهم دون الآخر وخاصة لرئيس العشيرة الذي هو كبيرهم يحترمونه ويرجعون إليه دائما. ولما رأى أهله وعشيرته ورئيسها، الذي لا يظهر كثيرا ولا يتكلم إلا قليلا، من هذا الولد عنادا وتمسكا بموقفه احتدوا عليه وغضبوا منه وهددوه إن لم يستجب لهم فسوف يقلبون الطاولة على رأسه ويجبروه على قبول تقاسم الثروة معهم متجاوزين الشرع والقانون وإلا لن يهنأ ولن ينتفع بهذه الثروة الكبيرة لوحده حتى لو أراد أن يستأجر جماعة من ارباب السوابق في الإجرام واللصوصية والاعتداء على الناس ويستقوي بهم على أهله وعشيرته وعلى كبيرهم الذي لا يظهر كثيرا ولا يتكلم إلا قليلا. ……!

وللقصة بقية. انتظروا ……!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here