منظمة الفاو: 70‌% من الزراعة في العراق تراجعت خلال الموسم الماضي

ترجمة / حامد أحمد

كشفت منظمة الفاو FAW للأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في تقرير استقصائي جديد لها حول الامن الغذائي والعوائل الزراعية في العراق ان 70‌% من المزارعين شكو تراجعا بإنتاجهم خلال الموسم الزراعي السابق ملقين باللائمة على الجفاف وقلة الدعم الحكومي من توفير اسمدة وبذور لهم وارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية.

وجاء في تقرير منظمة الفاو الذي نشر تحت عنوان (معلومات الرقابة العاجلة – نتائج وتوصيات Data in Emergencies Monitoring) لشهر كانون الثاني 2022، انها اجرت الجولة الخامسة من عملية المسح بتاريخ 14 حزيران 2021 لمراقبة الوضع الزراعي في العراق وامنه الغذائي وما تعاني منه العوائل الزراعية، واخذت عينات من 1,354 عائلة زراعية في مختلف محافظات العراق وتحديدا نينوى ودهوك وديالى وميسان التي تمثل المناطق البيئية الزراعية في البلد.

وذكر التقرير ان المعلومات التي تم جمعها قد تزامنت مع موسم الحصاد الذي يمتد من نيسان الى تموز والذي أعقبه موسم جفاف وقلة هطول امطار خلال الموسم الزراعي (تشرين الأول و تشرين الثاني 2020) وجفاف كذلك خلال الموسم الزراعي (شباط الى نيسان 2021). وتزامن المسح الذي أجرته منظمة الفاو مع ارتفاع في حالات الإصابة بمرض كورونا عبر البلاد ومجيء موجة ثالثة من الوباء بدأت مع مستهل شهر حزيران ووصولها الى الذروة لحد نهاية تموز.

وأشار تقرير المنظمة الى انه في الوقت الذي بين فيه 78‌% من الذين شملهم المسح ان مصدر دخلهم الرئيسي هو الزراعة والإنتاج الزراعي فان 70‌% منهم ذكر حصول تراجع بالإنتاج الزراعي وتراجع دخلهم خلال الثلاثة أشهر الماضية. وذكر التقرير ان احد أسباب هذا التراجع في الإنتاج هو الجفاف الذي اثر بدوره على الحصاد، وكذلك الى انخفاض قيمة العملة التي تؤدي بدورها الى تقليل الدخل وسط ارتفاع كلف المنتوج الزراعي.

من بين اكثر العوامل التي اثرت على الإنتاج الزراعي خلال الموسم السابق حسب المعلومات التي تم جمعها هو عامل الجفاف حيث أشار 61‌% من المزارعين الى عامل الجفاف الذي اثر على دخلهم وانتاجهم الزراعي. 55‌% منهم كانوا متمركزين في محافظتي ديالى ودهوك و 30‌% في ميسان ونينوى.

وبين التقرير ان 85‌% من العوائل الزراعية ذكروا بانهم يعملون في مجال انتاج المحاصيل. واعرب 74‌% منهم عن صعوبات في الإنتاج خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وعزوا الأسباب الرئيسية لذلك الى صعوبة حصولهم على الأسمدة وصعوبة حصولهم على البذور ومبيدات الحشرات، وبينوا ان ارتفاع أسعار هذه المواد المستوردة بسبب تخفيض قيمة الدينار وفرق العملة قد اثر عليهم كثيرا.

فضلا عن عامل الجفاف الذي كان مؤثرا حسب المسح، فان 45‌% من الذين استطلعت آراؤهم من العوائل الزراعية اعربوا عن تحد آخر وهو صعوبة حصولهم على مياه الري، واعرب 41‌% من منتجي المحاصيل الزراعية عن صعوبات في بيع محاصيلهم بسبب الأسعار المنخفضة وارتفاع كلف التسويق. وجاء ذلك بسبب رداءة نوع المحصول من الحنطة التي انتجوها مقارنة بالموجود في السوق وذلك خلال موسم الحصاد السابق واضطروا لبيع المحصول بأسعار متدنية اقل مما اعتادوا عليه في السابق.

وما يتعلق بتربية المواشي فقد اعرب 88‌% من المزارعين عن صعوبات بالإنتاج في شراء علف لهم وانتشار الامراض بين الحيوانات الداجنة وصعوبة إيصال الماء لمواشيهم. وأشار 62‌% من المزارعين الى انخفاض عدد المواشي لديهم مقارنة بالسنة الماضية وأعرب 41‌% منهم عن صعوبة في بيعها لقلة سعرها.

من بين الذين استطلعت آراؤهم من العوائل الزراعية اعرب 98‌% منهم عن الحاجة الى مساعدة خلال الستة اشهر القادمة، من بينهم منتجو المحاصيل الزراعية، وبين 91‌% منهم الحاجة الى دعم في مجال الأسمدة، في حين بين 71‌% منهم الحاجة الى بذور وذكر 48‌% منهم الحاجة الى مياه ري. وبين 91‌% من مربي المواشي الحاجة لدعم بتوفير أعلاف.

ومن ضمن التوصيات التي ادرجتها منظمة الفاو انه بسبب تراجع مصدر الدخل للمزارعين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ولأجل توفير هذه الاحتياجات للعوائل الزراعية الأكثر تضررا، فانه يتوجب توزيع مبالغ نقدية ومستندات صرف وذلك بالتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي WFP.

وأوصت المنظمة أيضا انه بالنظر للصعوبات التي وردت على لسان العوائل في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني، فانه يتوجب توزيع البذور للمزارعين المحتاجين وكذلك الاعلاف والأغذية المكملة لمربي المواشي.

وذكرت المنظمة في تقريرها أيضا انه لأجل رفع تبعات الجفاف وصعوبة الحصول على مياه الري ولتفادي ازمة شحة المياه فيجب تطوير تقنيات موارد مياه سطحية في الأراضي الجافة وأراضي الرعي. ويمكن التقليل من مخاطر النزاع حول موارد المياه من خلال تعزيز الحياة الزراعية بين العائدين من النازحين والمجتمعات المضيفة لهم، وإدخال إجراءات تخفيف تبعات الجفاف من خلال إجراءات الحفاظ على التربة والمياه والحفاظ على بيئة الزراعة.

عن منظمة الفاو FAW

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here