القوة العلمية!!

القوة في العلم وكل قوة تولد من رحمه , فالعلم يصنع ويعزز القدرات , فالدول الصناعية بالعلم تكوَّنت , وبالبحث وإعتماد المناهج العلمية تطورت وتجددت قدراتها , وتعاظمت إرادتها المعرفية والإبتكارية , حتى سادت الدنيا وتشامخت بما تنتجه عقولها العلمية المتفاعلة.

الدول الغربية بالعلم تسامقت , الصين بالعلم تواصلت وتوثبت , ففي العلم قوة وفي الدين ضعف , وهذا واضح في الأمم التي تسيد فيها الدين , وإنتفى العلم , فالدين رافد من روافد الحياة وليس الحياة , فالحياة في العلم , والدين في الحياة.

فالذي لا يصنع ما يحتاجه , عليه أن لا يتبجح بالقوة , فحالما يستورد طعامه وشرابه وحاجاته الأساسية الأخرى وما يلزمه للدفاع عن نفسه , فأنه ضعيف وخانع وتابع , فالقوي الحقيقي مَن يصنع سلاحه ويطوره وينافس الآخرين بعقول شعبه وأمته.

فأين نحن من هذا وذاك؟

البشرية عاشت قرونا متعاقبة متوهمة أن الحياة في الدين , فأذاقها الويلات والعجائب المتوحشة الجسام , والشواهد على ذلك في أرجاء المعمورة كافة.

وعندما إستيقظت من أوهامها وهذياناتها , وتحركت عقول نخبها وأبصرت وتعلمت وتباحثت وإكتشفت وإخترعت , أدركت أنها كانت تعيش في عصور ظلماء دامسة , فبعد أن أضاء العلم دروب وجودها إتخذته سبيلا لبناء حاضرها ومستقبلها , وتبين لها أنها بالدين دمرت وخربت وسفكت دماء الملايين , دون أسباب معقولة , إلا لأنهم كانوا يتعقلون ويتفكرون.

وتجدنا في بعض مجتمعات الأمة قد إندحسنا في أنفاق العصور المظلمة , التي قاست منها أوربا خصوصا , وأنهكتها معتقداتها وتصوراتها , التي كانت سيدة المواقف والقرارات.

وقد يغضب مَن يغضب ويتهم من يتهم , من القول ان الضعف في الدين والقوة في العلم , وهما طريقان لا ثالث بعدهما أو بينهما , فمن يريد حياة الضعف والهوان عليه بالدين أيا كان ذلك الدين , ومن أراد حياة القوة والعزة والكرامة والشموخ فعليه بالعلم.

وتلك رسالة إقرأ يا أيها المتأدينون!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here