التنسيقيون وحديث السيد الصدر!

علاء كرم الله

لم يكن حديث السيد الصدر قبل 5 أيام والذي خص به فضائية الشرقية ومن ثم تناقلته بقية وسائل الأعلام والفضائيات المحلية والعربية وحتى الدولية منها، حديثا عابرا من وجهتي نظري كمتابع للأحداث التي تجري على الساحة العراقية ، بل كان حديثا هاما وهاما جدا!، حيث أنه وكما يقال وضع النقاط على الحروف لأكبر مشكلة تواجه تشكيل الحكومة القادمة، وأسباب الخلاف بين تياره وبقية شركائه السياسيين وتحديدا مع أخوة المذهب في البيت الشيعي ، حيث لم يوفق شركاء الوطن والمكون من قادة التنسيقية بكل زعاماتهم ، السادة نوري المالكي والحاج هادي العامري والشيخ الخزعلي والحاج الفياض وأبو علي الولائي وبقية الأخوة في التنسيقية ، في الوصول الى تقارب في وجهات النظر بالكثير مما طرحه السيد الصدر ومايريده في تشكيل الحكومة القادمة من أراء ، منذ فوزه بأعلى نصيب من المقاعد النيابية ، وعلى الرغم من كثرة اللقاءات وحتى الوساطات الداخلية والخارجية العربية منها والأقليمية!، ألا أنها لم تفلح في تقريب وجهات النظر بين السيد الصدر وما يريده وبين زعامات التنسيقية وما يصرون عليه!، مما أضطر السيد الصدر أن يخرج عن المألوف الذي عرف عنه ويترك موضوع الكصكوصة والتغريدة! ، ليتحدث عبر وسائل الأعلام مباشرة وبكل شفافية و شجاعة وجرأة وبعيدا عن الدبلوماسية! ، وكما وضع النقاط على الحروف في حديثه ، فهو وضع أيضا وكرر ذلك في حديثه مصلحة المذهب والوطن فوق كل الأعتبارات!. وحقيقة كان الشارع العراقي والجمهور الشيعي تحديدا بحاجة لمعرفة ما دار في أجتماعات الحنانة بالنجف الأشرف حيث مقر أقامة السيد الصدر وما دار في أجتماعات بغداد في بيت الحاج هادي العامري ، أرى ومن وجهة نظري ، أن السيد الصدر أضطر الى ذلك الحديث أضطرارا ! ، ولربما لاحظ كل من شاهد حديث السيد الصدر، بأنه كان ، (يجر الحسرة بين لحظة وأخرى ويشرب الماء)! ، وتحس وكأنه يحاول أن يزيل جبلا من الهموم جاثما على صدره! ، وأنه مضطر الى أن يوضح للجميع صورة كل تلك اللقاءات لكي يضع حدا للتقولات والتكهنات والأتهامات والتعليقات التي تصدر من هنا وهناك ومن قبل هذا المحلل السياسي وذلك المراقب للشأن العراقي، كما وتشعر أيضا أن السيد الصدر في حديثه كأنه يشهد الله والشعب على ما يقول!. ((فقد ذكر السيد الصدر بأن الأخوة في التنسيقية رفضوا التوقيع على وثيقة تتضمن موضوع جمع السلاح وحصره بيد الدولة، ورفضوا حل الفصائل

المسلحة ودمجها بالقوات المسلحة ، وكذلك رفضوا موضوع القضاء على الفساد، وذكر السيد معلقا على هذا الموضوع بأن أحد الأخوان من التنسيقية قال له أذا نفتح هذا الملف ستمتليء السجون! ، فعقب السيد قائلا خلي تنترس! ، كما رفضوا تقوية الدولة وهيبتها ورفضوا بشكل حازم طلبه بعزل السيد المالكي وأبعاده عنهم! ، الى بقية الطروحات التي لم يتفقوا على واحدة منها! ، أجمالا رفضوا كل ما طرحه السيد الصدر عليهم!)) . ومما أكده في حديثه أيضا أن السلم الأهلي للمجتمع العراقي خط أحمر لا يجوز المساس به. ومن وجهة النظر أرى ، بأن حديث السيد الصدر وضع التنسيقيين بموقف حرج لا يحسدون عليه ليس أمام الشعب فحسب، بل أمام العالم أجمع ، حيث كشف في حديثه الشفاف والواضح من الذي يريد الأصلاح والخير للشعب للوطن ويريد أن يضع حدا للفساد ودمار البلاد ومن الذي لا يتفق على ذلك! ، ويريد أن تستمر الأوضاع كما هي عليه منذ 2003 ولحد الآن!، تلك الأوضاع التي أوصلت العراق لأن يكون الدولة الفاشلة الأولى بالعالم . ترى هل سننتظر من السادة وقادة وزعامات التنسيقية ردا على ما تحدث به السيد الصدر؟ وما موقفهم من الشارع العراقي في حال سكوتهم عما تحدث به السيد الصدر؟ ، لا سيما وأن طروحات السيد الصدر في حديثه لاقت رواجا وقبولا كبيرا لدى العراقيين وكانت هي الأقرب لنبض الشارع العراقي الذي يدعم ويتمنى أن يرى حكومة بأغلبية سياسية ووطنية تخدم الشعب وتعمل لمصلحة الوطن . السيد الصدر لازال مصرا وبقناعة راسخة وتامة على موقفه بأن تشكيل الحكومة القادمة ستكون بأغلبية سياسية وطنية ، والتنسيقيون لهم موقف أخر يختلفون معه جملة وتفصيلا! ، بالمقابل لازال موقف الأخوة الكورد عالقا مختنقا مختلفا بخصوص المرشح لرئاسة الجمهورية، هل يكون من الأتحاد الديمقراطي أو من الديمقراطي الكردستاني؟ فكل واحد من الحزبين الكرديين يرى أحقيته بذلك؟ ولا أحد يدري كيف ومتى سيتم حل هذه المشاكل العويصة ، التي ضيعت العراق منذ 2003 ولحد الآن! ، أخيرا نقول وبصبر ما قاله الجواهري الكبير رحمه الله ( صبرا فأم الخير في بطنها توأم وأم الشر في بطنها حيض) ، وبأنتظار الولادة السياسية المتعسرة عسى أن تأتي بتوأم الخير بأذن الله!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here