أفــــقٌ رماديٌّ

أفــــقٌ رماديٌّ

جميل حسين الســـاعدي

أفق ٌ رمــــاديُّ الرؤى كالطيـــــن ِ

أنفاسُــــــه ُ حجـــــريّة التكـــــوين ِ

لوّنتــه ُ بخواطــري فوجــــــــدته ُ

مستعصيــــــا ً حتى على التلويـن ِ

كاشفْتـُــــه ُ سِـــرَّ الجراح ِ بنظرة ٍ

فأجـــابنــــي بتثــاؤب ِ التنّيــــــــن ِ

فوجدتُـــني والصمْت ُ يذبحُ لوعتي

كالطيـــر ِ يأمــل ُ رحْمة َ السكيــن ِ

وحــدي أجر ُّ خطـايَ دوْن َ موؤنة ٍ

متحـــــديّا ٌ قَـــدَري برُمْـحِ يقينـــي

كمـــؤذن ٍ في الريح ِ ينْدُب ُ رايــة ً

من أمْــس ِ قَـدْ تُـرِكتْ بلا تأبيــــنِ

ساءلْت ُ نفســي ايَّ ذنب ٍ قدْ جَنـَـتْ

حتّـى تكون ّ الموحشـــات ُ عريني

ولِمَ استباح َ الليل ُ شمْس َ مقاصدي

وامتـدَّ عـثُّ الموج ِ نَحْو َ سفينــي

هـــذا أنا فَــرَسي الرياحُ وبيرقــي

و َهْـم ٌ يرفرف ُ في سماء ِ جنوني

للحُـزْن ِ آيـات ٌ عظـــام ٌ نُزّلَــــتْ

رتّلْتُـــــها فـي صومعات ِ سكوني

لكن َّ وجْــهك َــ فاِتني ــ لمّا بدا

خَلْـف َ المدى ولّى ظلام ُ شجوني

قَبّلْتُـــه ُ صبحا ً فريدا ً مــا رأتْ

أنوارَه ُ الأبصــارُ منــــــذ ُ قرون ِ

فــي مقلتيك َ قرأت ُ سِــر َّ حكايتي

وعرفت ُ اصْــل َ مسـرّتي وأنيني

وعلــى شِفاهِــك َ بسمـــة ٌ سحريّة ٌ

سَبَقــتْ عصور َ الخلْق ِ والتكوين ِ

مـــــا أنت َ إلاّ نَفْحــــــة ٌ قُدُسيّـــة ٌ

وشـــرارة ٌ في هيكـل ٍ منْ طيـــن ِ

لمّا رأيتُك َ في دروب ٍ حُوصِـرَتْ

بالثلــــج ِ والظلماءِ مِثْـلَ سجيـــن ِ

غنّـى الربيع ُ نشيـــدَه ُ في خافقـي

واخضـرَّ عودٌ في عجافِ سنينـي

رَقَصت على خضْر الضفافِ وريدة ٌ

وأنارَت ِ البسمــات ُ وجْه َ حزين ِ

ومراكب ٌ عادتْ إليـــها بَعْدَمــــا

هجَعَتْ خيالات ُ الهوى المجنون ِ

نَشَـرَت ْ صواريها لتحتضن َ المدى

والريح َ تجري لا على التعييـــن ِ

مَرَقتْ كرعْد ٍ في السكون ِ وأشعَلَت ْ

نارا ً على مذرى رمــــاد ِ حنيني

هـذي هي َ الأقداحُ قدْ فَرغتْ وَلَـمْ

تبلـغْ سواحـل َ من بحار ِ ظنونــي

ألوى بهـــا الإعياءُ يلعن ُ بعْضُــها

بعضـا ً تُحـدَق ُ فـي سماء عيوني

مسحورة ً وهِـي َ التي عًرِفَــتْ بما

فيهــــا من الإغـراء ِ والتطميــــن ِ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here