هل وجود الاعداء عذر مقبول لعدم القدرة على النجاح :

بقلم ( كامل سلمان )

من يبرر وجود الاعداء سبب لعدم القدرة على النجاح كلام يحتاج الى دراسة ، فعندما يتبجح احدهم ان الشخصية الفلانية لم تنجح بسبب كثرة الاعداء فهذا ليس تبرير وانما اعتراف بفشل تلك الشخصية لإن مفهوم النجاح يكتمل بالقدرة على سحق الاعداء او تسيسهم او ازاحتهم هذا إذا سلمنا بصدق سريرته وكذب سريرة الأعداء . ولا يوجد قائد تأريخي سطع نجمه مالم يكن له اعداء من العيار الثقيل وبداية نجاحه بأذابة اعداءه ومن ثم تحقيق اهدافه وهذا ينطبق على جميع من تصدى للقيادة والمسؤولية والامثلة في التأريخ والحاضر كثيرة لا تعد ولا تحصى . فبالامس القريب كان عبد الفتاح السيسي القائد المصري الكبير امام اعتى واقذر عدو ارهابي منظم ولكن بصلابته وصبره وعقليته الفريدة استطاع خلال سنين معدودة صهر اعداءه واذابتهم والانطلاق لبناء بلده بكل ثقة واصرار . وهكذا كان صحابة الرسول ع من قبل وكذلك فعل ماو تسي تونغ وغاندي ولينين وجورج واشنطن واخرون ، اما من يعجز عن القيادة ويضع الاعداء سببا لفشله فهذا هو الفاشل . وهذا عراقنا نموذج اخر لجميع القادة الفاشلين الذين حكموه كان عذرهم للفشل هو وجود الاعداء واذا لم يوجد الاعداء فيلعنون الشعب لإنه لم يتعاون معهم واذا تعاون الشعب لحد العبودية سيرمون بالسبب على اسرائيل او شيء شبيه له واذا لم يوجد اي عذر سيقولون الشيطان هو السبب ولا ندري مالمقصود بالشيطان ، شيطان عقولهم ام ابليس .
انظر الى جميع القادة الفاشلين في التأريخ والحاضر يجمعهم قاسم مشترك واحد وهو تسلقهم الى سلم القيادة في غفلة من الزمن او بالغدر والمؤامرة بذلك يكون قد بدأ هؤلاء القادة من نقطة الفشل ، بداية غير مشرفة . فكيف سيحققون النجاح ؟
الحقيقة المخفية هو ان هؤلاء القادة الفاشلون هم العدو الاول للأمة وللناس وفي ازمانهم تزدهر الحروب والاغتيالات والاعتقالات وانهار الدم وكثرة اليتامى والارامل والفقر والبؤس ويخلقون لأنفسهم اعداء ليظهروا انفسهم ابطال تأريخين مشاغلين الناس عن اي تطور واستقرار ، وبنفس الوقت يسعون لجعل الحكم والقيادة عائلية وراثية ويعطون لأنفسهم الرمزية والفوقية على حساب المجتمع اضافة الى محاولة استحواذهم على المال العام والممتلكات تحت مسميات مختلفة ، ولو راجعنا مسيرة حياة هؤلاء اعداء الإنسانية الفاشلين لوجدنا هذه صفة مشتركة تصاحب فترات قيادتهم الدموية .
يا أخوتي القيادة فلسفة تستند على مرتكزات ثلاث الا وهي ( الرعاية والتوجيه والحساب ) وهذه المرتكزات تجدها بشكل واضح في حياة القادة المبدعين وهذه الفلسفة لا تتكون صدفة في حياة القائد وانما تأتي في تركيبته العقلية والتربوية مع الاحساس بمعاناة الناس وهموهم . وغالبا ما نجد القادة الصادقين هم مثقفين من الطراز الرفيع .
الفاشل عليه ان يعترف ان عدوه هو الإنسان الناجح ، عليه ان يعترف انه في المكان والزمان الخطأ أصبح قائدا ، عليه ان ينظر حوله ليرى ان من يحيط به ويدعموه هم حثالة المجتمع ولم يجد بينهم من يستحق التكريم . اي نجاح يتامل من وجوده على رأس القيادة وهو ليس اهل لها . واخيرا لولا وجود الاعداء لبقي الأسوأ وحده في الساحة يصول ويجول ولبقيت الحياة عند نقطة الصفر .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here