سؤال البائع عن مدى جودة مبيعاته!!!!

فارس حامد عبد الكريم

هل يسوغ لك ان تسأل البائع عن جودة مبيعاته؟ أم ان سؤالك هذا يعتبر  لغواً باعتبار ان البائع سيؤكد لك جودته!!

كثيراً ما أسأل البائع قبل الشراء وبعد الفحص للمبيع عن مدى جودته فيستغرب من معي من الاصدقاء سؤالي معللينذلك ان البائع (طبعاً سيقول لك انه جيد، فهل من المعقول ان يطعن في بضاعته!!!!!؟)

اعتراضكم يااصدقائي لامحل له في قواعد الشريعة الإسلامية والقانون لسببين؛ 

أولهما؛ الزام البائع التاجر الحجة الشرعية والقانونية.

ثانيهما؛ أن الإسلام أمر التجار بالصدق في التعامل وعدم الغش أو التغرير؛

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

 (البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا).

فأن اجابني البائع كذباً فإن ذلك يعتبر من الغشّ وأكل أموال الناس بالباطل، وذلك حرام شرعاً؛ لقول الله تعالى: {وَلَاتَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِالبقرة/ 188، 

وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما (مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فَقَالَمَا هَذَا يَاصَاحِبَ الطَّعَامِ

قَالَأَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ، 

قَالَأَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي).

وقد عد أئمة الإسلام على اختلاف مذاهبهم  مسألة كتمان عيب المبيع غشاً وخيانة، 

وعليه؛ فإننا ننصح الإخوة التجار بعدم كتمان العيب في السلع، أو القيام بما يسمى (توجيه الخضراوات)، وأن يحددالسعر الحقيقي للسلعة المشتراة، بحيث يكون هنالك صدق في البيع والشراء ليستطيع المشتري معرفة الجيد من الرديء،لقوله صلى الله عليه وسلم

(الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، ولَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ، إِلَّا بَيَّنَهُ لَهُ).

ومن ذلك ايضاً بيوع الامانة ومنها ان تقول للبائع اشتري منك هذه السلعة بما قامت عليك من الثمن مع ربح كذا بالمئةمثلاً وهنا يلزم الشرع البائع ان يذكر المبلغ الحقيقي الذي اشترى به المبيع فأن كذب يعتبر خائناً للامانة وهذا يسمى بيعالمرابحة اي بيع السّلعة بالثّمن الّذي اشتراها به وزيادة ربح معلوم لهما‏.‏

اما بيع الوضيعة فهو بيع الشّيء بنقصان معلوم من الثّمن الأوّل، وهو ضدّ بيع المرابحة‏.‏

كل ماتقدم يقودنا الى قول النبي –صلى الله عليه وآله وسلم(إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)،

فمكارم الأخلاق يجب ان تغطي كل مظاهر الحياة من تربية أسرية وسياسة وتعامل مدني وتجارة واخلاقيات مهنية بلحتى الخصومات ينبغي ان تكون ضمن مكارم الأخلاق فلا تتحول الى فاحشة من الفواحش وسبيلاً لقلة الأدب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here