اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره عن سورة البقرة (ح 1)

الدكتور فاضل حسن شريف

 عن النظرة الإسلامية حول إعلان حقوق الإنسان لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: أن ما في الأرض قد خلق لخدمة البشرية وسهولة معاشها كما جاء في سورة البقرة 29 “هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”، ولم يلحظ فيها فرد دون فرد، فالبشر جميعاً متساوون بالنسبة إليها تخدمهم بمجموعهم دون تمييز وتفضيل، وإنما يأخذ الفرد منها ما يحتاجه لتيسير أموره.

 

عن خطبة الجمعة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: حول صبر الامام الحسين عليه السلام حيث قال سماحته الحسين سلام الله عليه، صبر اكثر من كل الأنبياء السابقين على الإسلام، بلاء الدنيا ما يقصر، يأتي الصغير والكبير والكامل والداني، حتى الانبياء حتى المعصومين يأتيهم بلاء الدنيا، الدنيا دار بلاء ومن ظن خلاف ذلك فذاك جهل في عقله وضلال في فكره، بلاء الدنيا موجود لكن اين الصبر، حيث عدم الاعتراض على القدر والقضاء الإلهيين. ان لم ترض بقدري وقضائي فعليك ان تخرج من أرضي وسمائي. هو البلاء لا بد منه. ان رضيت فطريقك من هنا، وان لم ترض فعليك بطريق آخر. الله تعالى يريد ان يمتحننا ويريد لنا الكمال ويريد لنا الجنة. مع ذلك تأخذه الاسباب الطبيعية وتصعد في نفسه أهمية هذه الأسباب فيفتح فمه بالاشكال امامهم. هل صبر الحسين عليه السلام أكثر من الملائكة. من هو الأفضل المؤمن الحقيقي ام الملائكة. لابد ان المؤمن الحقيقي أفضل من الملائكة. الحسين عليه السلام أفضل من الملائكة. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة 30). 

 

زوجة ابراهيم عليه السلام أليست معصومة لكن الحسين عليه السلام صبر اكثر منها، حين بشرتها الملائكة بولادة اسماعيل او اسحاق. الآن اقرأ لكم نصوص قليلة مما قال الحسين سلام الله عليه. صمود كامل وصبر شامل ليس فيه زحزحة ولا قيد شعرة. يقول الامام الحسين عليه السلام (ما خرجت اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله). اي اريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر واسير بسيرة جدي وابي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق والله اولى بالحق ومن رد عليّ اصبر. و محل الشاهد اصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين. 

 

وفي خطبة الجمعة هذه قال سماحته قدس سره لا اطيل عليكم فكلمات الحسين عليه السلام كثيرة ، ولكن هذه امثلة: الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة. يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وارحام طهرت وانوف حمية ونفوس أبية من ان نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، الا واني زاحف بهذه الاسرة على قلة العدد وخذلان الناصر. اليس الامام الحسين عليه السلام كان قادرا ان يقدم شيء من التنازل مهما قل ولا يُقْتَلْ، ولكنه صمد وصبر الصبر الحقيقي الذي لا مثيل له في البشرية من أولها الى آخرها حتى قالوا بعض أهل المعرفة: بأن أصحاب الحسين فضلا عنه طبعا، خير من أصحاب رسول الله في بدر وخير من أصحاب المهدي الذين هم خلاصة الغيبة الكبرى والامتحانات الدنيوية والبلاء الدنيوي خلال الغيبة الكبرى احسن منهم الاثنان لأن أصحاب النبي صلى الله عليه واله، واصحاب المهدي يقدمون على الحرب مع احتمال النجاة. واما أصحاب الحسين عليه السلام ، اقدموا على الحرب مع اليقين بالممات. فكيف بالحسين سلام الله عليه. ان المهدي سلام الله عليه ، حينما يستتب له شيء من الأمر يرسل باللغة الحديثة وفدا او ارسالا إلى بلاد الروم فيكتبون شيئا على أقدامهم ويمشون على الماء، حسب الظاهر على ماء البحر الابيض المتوسط الى ان يصلون الى شواطئ الروم طبعا هذا باللغة القديمة، فيرونهم الروم يمشون على الماء فيفتحون لهم الأبواب سلما ويدخلون الأبواب سلما ويدخل الناس في دين الله افواجا، في حين السيف مشتغل في الشرق في قتل الفلانيين الذين يعارضوه حيث انه يخرج له جماعة من رجال الدين وغير رجال الدين ويقولون له الاسلام بخير والدين بخير ارجع من حيث اتيت ، فيضع فيهم السيف فيقتلهم عن آخرهم. هذا حال شرقنا العجيب الغريب ، الذي مليء بالمآسي الباطنية فضلا عن الخارجية. وكل من كان قلبه طيبا يتبع المعصوم سلام الله عليه، ويعني معناه نحن اسوء من الأوروبيين ومن اليهود والنصارى.

 

جاء في كتاب الصوم للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: فكرة العيد.إنَّ يوم العيد في الحقيقة هو يوم الوصول إلى الهدف, والفرح به إنما يكون لأجل ذلك، وتقديسه وأهميته إنما يكونان لمدى قدسية الهدف وأهميته، والإحتفال به أو قل: ضرورة إظهار الفرح في العيد، إنما هو من أجل ذلك. أولاً: أنَّ الوصول إلى الهدف من أعظم النعم. ثانياً: من باب الشكر على تلك النعمة. فإنَّ الإعتراف بالنعمة والتجاوب معها، شكلٌ من أشكال شكرها بلا إشكال. 

 

تبقى الإشارة إلى الفرق بين العيدين – الفطر والأضحى – مختصراً، بعد العلم أنهما معاً يشتركان بالفكرة التي عرفناها. إنَّ عيد الفطر يأتي بعد الصوم, والصوم من جملة مقدمات الهدف ومقرباته بلا شكّ. قال الله سبحانه: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ” (البقرة 45). وقد فسر الصبر في الآية بالصوم، وقد قيل – كما سمعنا قبلاً- : [(الدنيا صوم يوم). ومع الوصول إلى الهدف تنتفي الحاجة إلى الصوم ويجب الإفطار وإظهار الفرح لذلك معنوياً. وأما عيد الأضحى، فهو يأتي بعد عناء السفر إلى الحجّ، الذي يرمز إلى السفر إلى الهدف, بتقديم مقدماته وإنجاز أسبابه. فإذا حصل الوصول وانتهى السفر، كان معناه حصول الهدف، لأنَّ السفر إلى الهدف ينتهي بالوصول إليه لا محالة، ومع حصول الهدف يحصل العيد والفرح.

 

ومن الواضح أنه ما دام يمثل الوصول إلى الهدف، وهو هدفٌ معنويٌّ وأخرويٌّ، وليس دنيوياً, حتى وإن كان مربوطاً بالدنيا أحياناً من بعض الجهات.. فلا معنى للإحتفال به احتفالاً دنيوياً، وإظهار فرحه بطريقةٍ محرمة. وإنما الطريقة الأهمُّ والأفضل لذلك، هو تحويل الطموح إلى المزيد من التكامل، ومدُّ البصر إلى المزيد من الأهداف، وذلك بالشروع بالإعداد إلى الهدف الذي يليه، بالطريقة المناسبة له، فإننا قلنا عديداً، إنَّ طريق التكامل لا نهائيُّ السير، وكلما وصل الفرد إلى مرحلةٍ استحقَّ الحصول على المرحلة التي بعدها، بشرط أن يسعى لها سعيها المناسب لها. والله سبحانه وتعالى كريمٌ لا بخل في ساحته، فيهب العبد ما يأمله من الأهداف والطموحات في عالم المعنى والنور.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here