خبراء: قتل قرداش بداية لهجمات نوعية ضد الإرهاب في العراق وسوريا

بغداد/ فراس عدنان

عدّ خبراء أمنيون، أمس السبت، مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي عبد الله قرداش بغارة جوية أميركية بداية لسلسلة هجمات تشن ضد أوكار الإرهاب وتصفيتها في العراق وسوريا، مشددين على أن نجاح هذه الضربات مرهون بدقة معلومات الأجهزة الاستخبارية الوطنية، مستبعدين حدوث ردة فعل مؤثرة في المشهد الامني خلال الأيام المقبلة.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس الماضي مقتل زعيم تنظيم داعش بضربة جوية لقواته في منطقة أدلب السورية المحاذية للحدود مع تركيا.

وتؤكد تقارير أمنية أن قرداش هو المسؤول عن عدد من الفتاوى الخطيرة ومنها قتل الايزيديين، إضافة إلى العديد من الجرائم الخطيرة التي ارتكبها التنظيم الارهابي خلال سيطرته على محافظة نينوى.

ولم يظهر زعيم داعش المقتول في أي تسجيل صوتي أو مصور، وليست له سوى صورة تناقلتها وسائل الإعلام تعود إلى فترة اعتقاله في سجن بوكا قبل الافراج عنه.

ويقول الخبير الأمني أحمد الشريفي، في حديث إلى (المدى)، إن “قتل زعيم داعش عبد الله قرداش يعدّ أمر مهماً جداً ويكتسب أهميته بالتزامن مع إعادة هذا التنظيم الإرهابي نشاطه وتشكيله تهديدا للعراق وسوريا بشكل عام”. وتابع الشريفي، أن “تحديد القيادة والسيطرة في التنظيم واستهداف زعيمه سوف يشكّل دالة إيجابية على مسرح الاحداث في العراق”، مشدداً على أن “التنظيم تأثر كثيراً بهذا الهجوم سواء على مستوى قدراته البشرية أو الجانب المعنوي”.

وأشار، إلى أن “مقتل قرداش يمكن اعتباره هدفا ستراتيجياً، هو تطهير أماكن وجود داعش في كل من العراق وسوريا بعمليات نوعية، وهو بداية لعمليات أخرى قد تنفذ في المستقبل القريب”.

وأوضح الشريفي، أن “القوة التي نفذت العملية هي الفرقة 101 المجوقلة”، ووصفها بأنها “قوة نادرة من حيث القدرات القتالية والنوعية حيث أنها تتمتع بالجاهزية العالية كونها عابرة على الحدود وبإمكانها تنفيذ واجباتها في ظروف استثنائية وأوقات قياسية”.

ولفت، إلى ان “الدور العراقي في مقتل قرداش كان من خلال المعلومات الاستخبارية، حيث أنه تحصّن في منطقة لا تخضع لسيطرة قواتنا الأمنية، فلو كان داخل العراق فأن الهجوم سينفذ عبر قطعاتنا الوطنية”.

وأورد الشريفي، أن “زعيم داعش كان موجوداً في منطقة معقّدة متاخمة للحدود السورية التركية وهي متاحة له في المناورة ومرونة تستوجب الاعتماد على عملية نوعية تنفذها قوات خاصة”.

ورأى، أن “الضربات الجوية كالتي تعرض إليها منزل قرداش لا تكون ناجحة دون أن تكون هناك معلومة دقيقة تقود إلى تحقيق النتائج”.

ويواصل، أن “كل ما حصل من ضربات جوية لعناصر تنظيم داعش وصولاً إلى زعيمه كانت بناء على معلومات عراقية من خلال الاجهزة المختصة سواء جهاز الامن الوطني او المخابرات والاستخبارات”.

ومضى الشريفي، إلى ان “إمكانية عودة نشاط الإرهاب في بعض المناطق ما زالت موجودة ولو كانت بنسب قليلة جداً ليست بالمستوى الذي كانت عليه في السابق خصوصاً في عام 2014، والتركيز قد يكون من خلال المشاغلة واستغلال حالة الارباك السياسي في العراق والوضع الانتقالي المتمثل بتشكيل الحكومة العراقية وغيرها من الاستحقاقات”.

وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد أكد في بيان له أمس الاول أن مقتل قرداش قد حصل بناء على معلومات قدمتها الاجهزة الاستخبارية العراقية.

من جانبه، ذكر الخبير الأمني الآخر عدنان الكناني، في حديث إلى (المدى)، أن “قرداش يعدّ من القادة التقليديين في داعش وكان في السابق أحد اعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي”. وتابع الكناني، أن “مقتل قرداش سوف يتسبب بإرباك التنظيم إلى حد كبير واستهداف قادة الإرهاب تشكل انتكاسة لداعش الذي يتأثر بشكل واضح في الجانب المعنوي”.

ولفت، إلى أن “المعطيات الأمنية المتوافرة لدينا لا تظهر أن هناك عمليات انتقامية كبيرة سوف يشنها التنظيم الارهابي، وسيقتصر على هجمة او هجمتين انفعالية قد يتم كشفها من القطعات العسكرية العراقية قبل تنفيذها”.

وانتهى الكناني، إلى أن “القوات العراقية على قدر كبير من الاستعداد وجاهزة للتعامل مع أي تطور يحصل على الساحة، وهو أمر لا نجده ممكن الحدوث”.

وكان تنظيم داعش الارهابي قد سيطر على بعض المناطق العراقية في عام 2014، لكنه تعرض إلى خسائر كبيرة انتهت إلى هزيمته في جميع المحافظات ومن ثم مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي، وتنصيب قرداش بديلاً عنه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here