اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره عن سورة البقرة (ح 3)

الدكتور فاضل حسن شريف
يقول الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره عن هدف رجل الدين في خطبة للجمعة: ان رجل الدين اذا فكر بمصالحه الشخصية وخاصة الاقتصادية منها فلا يرجى منه خيرا فهو ظالم لنفسه كما قال الله تعالى “وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” (البقرة 57) سوف نستحق البلاء الآتي كما استحققنا البلاء الماضي، لا ينبغي أن نقول إن النصائح الأخلاقية لا تؤثر، لا إن شاء الله تؤثر من الماضي والى الآن والى المستقبل إن شاء الله تؤثر. إما أن يكون الإنسان نموذجا لا تؤثر فيه المواعظ الأخلاقية، والنصائح والتوجيهات فشيء مؤسف لا ينبغي أن أكون أو تكونوا على هذا الغرار نسمعها هنا ثم ننساها في الشارع، ننساها في دروسنا ننساها في أسرتنا ننساها في علاقاتنا، كل هذا من الأخطاء. الله تعالى يريد أن يرانا حيث طلبنا ويفقدنا حيث نهانا. من جملة الأشياء ان نتعاون في الحوزة لأجل بناء الحوزة لا اكثر ولا اقل. لأجل ترتيبها بالشكل الذي تصان عن الضرر والخطأ. شخص مثلا  له 30 سنة ولم ينه المكاسب لا يصح ذلك. هذه نماذج مضرة أكثر من كونها مفيدة، وأي واحد منا يريد أن نكون مفيدين أكثر مما نكون مضرين. صحيح توجد نفس أمارة بالسوء لكن النهاية الضرر لابد منه، لكنه على الأقل نفعها أكثر من ضررها. ينبغي أن تكون لنا أسوة برسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام الذين لهم نفع وليس بهم ضرر. لا يهم، فينا نفع وفينا ضرر، لكنه كلما تعمدنا أن يكون ضررنا اقل ونفعنا أكثر يكون أحسن بطبيعة الحال.
قال الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: حثَّ عليه القرآن الكريم بأساليبَ مختلفةٍ عديدةٍ، نذكر منها: شجب الأعراض ومنها عدم الإلتفات إلى المواثيق كقوله تعالى: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ” (البقرة 83) . وقد ورد لفظ  مُعْرِضُونَ ومُعْرِضِينَ تسع عشرة مرةً في القرآن الكريم منها.
و في كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد قدس سره: أهداف التفكر: وإن قلنا إنَّ الفكرة تكون في الذهن كما هو المشهور أو المتعارف، إلا أنَّ الذهن لم يذكره القرآن الكريم إطلاقاً، وإنما نسب التفكير إلى العقل تارة ً “لِقَوْمٍ يَعْقِلُون” (البقرة 164)، وإلى اللبِّ أخرى “أُولِي الأَلْبَابِ” (البقرة 179)، وإلى القلب ثالثةً “وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ” (البقرة 93)، وإلى النفس رابعةً “أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ” (الروم 8)، وإلى الصدور خامسةً، كقوله تعالى: “قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ” (البقرة 284). والحثُّ على استعمال العقل: قال سبحانه “إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون” (البقرة 164)، وما في مضمونه القريب حوالي ثماني مراتٍ في القرآن الكريم كما في سورة البقرة 164. كما شجب القرآن إهمال العقل وعدم استعماله في آياتٍ عديدةٍ. وقد ورد قوله: “أُولُو الأَلْبَابِ” ستَّ عشرة مرة. منها قوله تعالى “وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة 179).
جاء في كتاب فقه الاخلاق للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: العبادات بالمعنى الأعمّ الأعمال الحسنة والنافعة للنفس وللآخرين عموماً، هي من العبادات المرضية لله سبحانه وتعالى. ولكن إذا قصد منها ذلك، أعني رضاء الله سبحانه وتعالى، فستكون أفضل. وأما بعض الأعمال، فهي لا تصحُّ إلا بقصد القربة، وبدونها تكون باطلةً، وهي ما تسمى فقهياً بالعبادات بالمعنى الأخصّ.  الدليل على ذلك: من الأدلَّة على أنَّ الأعمال الحسنة كلَّها عبادةٌ مرْضيَّةٌ لله عزَّ وجل، وإن لم يقصد بها القربة بالتفاتٍ تفصيليٍّ، ما جاء بالقرآن الكريم من أنَّ الله سبحانه وتعالى “يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (البقرة 222) وغير ذلك. و معنى قصد القربة “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” (البقرة 186): قصد القربة التي اشترطها الإسلام في العبادات، لابدَّ أن نستبعد منه قصد التقرب المكانيِّ أو الزمانيِّ أو الرتبي، وكلَّ أمرٍ ثبت بالدليل القطعيِّ بأنَّ الله سبحانه يجلُّ عن الإتصاف به. إذن فالقربة بهذه المعاني غير مقصودةٍ لا محالة. وكلُّ من قصدها فقصده باطلٌ. و العُجْب: وفيه عدَّة احتمالات منها المتسلط الذي يزهو على الناس بسلطته. ويقابله قوله سبحانه في سورة البقرة 257 “اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”. إلى غير ذلك من النماذج. وعلى أيِّ حال، فإنَّ الفقهاء لم يفتوا ببطلان العبادة المتصفة بالعجب، أو قل: مع إعجاب صاحبها بها. فهي إذن مجزية، ولكنها على أيِّ حالٍ غير مقبولة، لا تصل إلى درجة الأهمية والترحيب بها عند الله تعالى، لأنها بكلِّ تأكيدٍ قد أعطيت قيمةً خاطئةً أكبر من حجمها وأهميتها تجاه الله سبحانه وتعالى. واللبِّ هو العقل، وأن يكون الفرد من ذوي الألباب. وقد ورد قوله ” أُولُو الأَلْبَابِ” مرات في القرآن الكريم منها قوله تعالى (وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) في سورة البقرة 269.
جاء في كتاب الطهارة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: معاني الطهارة: لابدَّ لنا أن نعطي معنى الطهارة فقهياً، فانقطاع دم الحيض، فإنه من معاني الطهارة في اللغة، ومنه قوله تعالى: “ولا تَقرَبُوهُنَ حَتّى يَطْهُرنَ” (البقرة 222).
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here