وقرانا سورة الفاتحة على روحه الطاهرة , وتذكرنا اياديه البيضاء ومواقفه الوطنية , حيث كان صمام الامان للعراق وخيمة تجتمع فيها جميع الاحزاب للتفاهم والوصول الى حلول ناجعة لكل العقد والمشاكل التي تثار بين مختلف الاحزاب .. وكان الفقيد رحمه الله . قد ترك اثرا ايجابيا في قلوبنا جميعا , وحبا جارفا , ولا استطيع ان اصف مشاعري وانا اقف امام قبر الرئيس الراحل مام جلال رحمه الله . والحزن يعتريني لفقده , لانه رحمه الله , ثروة وطنية وعالمية , فقدانها يترك في القلب لوعة وحرقة لا يمكن لها ان تزول .. وقد شعرت باني لا استطيع ان امسك دموعي واحبسها , فاطلقت عنانها وبكيت , نعم بكيت الرئيس والاب والقائد الذي كان يعاملنا كابنائه , ويرعانا بحبه ويحنو علينا .. وعندما انتهينا من زيارة الرئيس مام جلال رحمه الله , عدنا ادراجنا الى مقراتنا في مدينة السليمانية , وبعد فترة من الزمن تحركنا لزيارة مدينة حلبجة وقرانا سورة الفاتحة على ارواح الشهداء الذين سقطوا في جريمة حلبجة التي قصفت بالسلاح الكيمياوي سنة 1988 , واستطعنا بتعاوننا ان نمد يد العون لمساعدة 200 عائلة , وان نتعهد للاهالي ببذل الجهود الكبيرة لفتح ملف حلبجة في اروقة الامم المتحدة من جديد والمطالبة بالحصول على حقوق الاحياء منهم ليعيشوا بعزة وكرامة , ويشعروا بوجودهم في الحياة ويحاولوا طوي صفحة الماضي , والمضي باقدام ثابتة الى الامام ورسم خارطة طريق تصل بهم الى تحقيق اهدافهم في الحياة . وقد اجتمع الكثير من ابناء مدينة حلبجة لاستقبالنا والترحيب بمقدمنا , وطرح بعض المشاكل التي تحتاج الى حلول
انية ومستعجلة . مثل البحث عن الاطفال المفقودين في تلك المجزرة والذين نقلوا الى القرى المجاورة من اجل انقاذهم وظلوا هناك .. لا يعرفون عن ذويهم شيء ولا عن اصلهم , وضاعت اخبارهم . وكان اعضاء المنظمة الامريكية العالبمية لحقوق الانسان , قد تحركوا على جميع الاصعدة , لفتح ثغرة في جدار الياس والنفاذ منها لخلق مناخ ملائم لابناء حلبجة , لتعبيد طريقهم ومتابعة سيرهم والوصول الى ما يبتغون , من امن وسلام واستقرار .