الصدق يُلبس العلاقات الجمال

الصدق يلازمه الجمال في جميع الظروف والحالات مهما كانت سهلة او قاسية  والنتائج في كثير من الأحيان لا تبرز الجمال بل مثالية الاخلاق تبرزه ولو بعد حين وتتغنى به الأجيال بالرغم من كون نتيجته كانت قاسية كالموت او السجون او التعذيب او النفي او الغربة او الفقر او العذاب ، لأن هذا الصدق مهما كان صغيرا ولا يشعر به لصغره ولكنه يتراكم مع قافلة الصدق الإنسانية التي تدفع بالإنسان الى طريق الصفات النبيلة التي هي امتداد طولي لطريق الأخلاق الكاملة ( طريق الله سبحانه وتعالى وهو طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين) الذي من سلكه يؤدي به الى السعادة الأبدية التي ينشدها كل إنسان عاقل وحكيم وهذا مصداق للحديث الشريف (… أي الجهاد أفضل ….: قال رسول الله صلى الله عليه واله : كلمة حق تقال عند ذي سلطان جائر ) وقال أمير المؤمنين عليه السلام ( وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق وأفضل من ذلك كلمة عدل عند إمام جائر) ، فالصدق ثوب جميل يُجَمل كل من ارتداه إن كان شخصاً أو علاقةً أو كلمةً ، وإذا غاب الصدق من مكان معين قبح وظلم وأحاط به الكدر مهما كان ذلك الشيء إن كان علاقة صلة الرحم او علاقة اجتماعية أو علاقة عمل ومصالح ، نلاحظ جميعها مهما طالت لا تصاحبها الطاقة المعنوية الإيجابية التي تنعش القلب وتريح النفس بوجودها بل يصاحبها النكد والكدر وعدم الارتياح لأن النفاق يحيط بها والتستر بغلاف يصعب حمله وخلعه عدة مرات يومياً ويمثل هذا علاقة قلقة لا استقرار فيها ولا راحة ، فأبذل الغالي والنفيس والجهد والوقت من أجل بناء العلاقات الصادقة لأنها الهدف الأسمى للإنسان العاقل الحكيم الذي يريد أن يسمو بنفسه في عالم المثاليات الحقيقي وهو عالم الثلة الطاهر من أل طه وياسين صلوات الله عليهم أجمعين ، فالمحاولة مهمة جداً وإن فشلت في تحقيق هذه الغاية ( تكوين العلاقات الصادقة)  لأن أهميتها تبرز وتتلألأ في عالم الوجود لأن رافقها  صدق النية في العمل ورسول الله صلى الله عليه واله يقول ( نية المؤمن خير من عمله وعمل المنافق خير من نيته وكل يعمل على نيته فإذا عمل المؤمن عملا نار في قلبه نور ) وانك وجدت العلامات الصحيحة للوصول الى طريق الحق ، لهذا يقول الحديث (النجاة في الصدق)  أي مهما كانت النتائج سلبية ام أجابية فأن فيها النجاة الحقيقية الأبدية ولا تفرح بالعلاقات التي تفتقر الى الصدق مهما طالت أو كثرة لأن الغرق في وحل النفاق  يرافقها و يلبسها الكدر والتعاسة وظلمة القلب الحقيقية  مهما كانت النتائج جميلة ظاهراً لأنها ستدفع بك الى طريق الشيطان الذي من سلكه قاده الى التعاسة الأبدية ، لأن الحديث يقول ( النفاق أخو الشرك ) ( النفاق توأم الكفر) ( النفاق يفسد الإيمان) (لأن النفاق شين الأخلاق). 

خضير العواد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here