مريم سفيرة السلام والثقافة

مريم سفيرة السلام والثقافة

 بغداد: هدى باسم
أصيبت مريم أحمد عبد الزهرة (11 سنة) بتليّف حاد في الرئة نتيجة تشخيص طبي خاطئ، ولأنَّ هذا المرض أفقد مريم المناعة فقد أحيطت بعناية فائقة وباتت ترافقها أسطوانة الأوكسجين كظلها منذ الصفِّ الثالث إلى السادس الابتدائي.
مريم أحمد عبد الزهرة عوَّضها الله بموهبة الرسم ونجحت رغم المعوقات بإقامة معرض تشكيلي لها في كربلاء أبهر المتخصصين وبيعت كل اللوحات المعروضة في سابقة فنية هي الأولى من نوعها.
تقول مريم: إنها رفضت “الانتساب” وأخذت تذهب إلى المدرسة وتؤدي امتحاناتها حضورياً لأنها تلقت في مدرسة الاعتماد بكربلاء كل الرعاية والحب سواء من معلماتها الحنونات أو من زملائها الذين كانوا يحيطونها بأقصى أنواع الرعاية ويجنبونها كلَّ ما يؤذي صحتها.
تفاصيل كثيرة عن مشقات مرضها ترويها مريم بتأثر، متكلمة عن حرص معلمات مدرسة الاعتماد في كربلاء، وفرحهن بقرارها الشجاع في المجيء إلى المدرسة. تقول:” أعطاني حب معلماتي الدعم الكبير، وزملائي الذين رافقوني في مراحل دراستي كانوا أعظم سند لي لتجاوز المحنة والتغلب على كل الانكسارات، وأشعروني بقيمة أن نحب بعضنا وننتصر على الصعاب”.
 أخذت مريم تمارس الرسم وتتعلم، وكانت تبهر الجميع بجماليات لوحاتها ورسوخ ألوانها وتجليات أفكارها فنالت العديد من شهادات التقدير إحداها من نقابة التشكيليين في فلسطين.
رئيس مجلس السلام العالمي البروفيسور الهندي افيناش سكودا منح مريم لقب سفيرة السلام والثقافة الدولية لدورها في تحدي الصعوبات والتغلب على مرضها ونشر الحب والسلام. هذا التقدير أسعدها كثيراً وجعلها تواصل الرسم وتتقدم في دراستها محققة التميز.
تقول مريم إنها تعمل على نشر رسالة المحبة بين الناس والتذكير بكل الأطفال الذين يحتاجون إلى العناية بسبب المرض وإنها تريد من خلال الرسم إيصال رسالة للعالم بضرورة التضامن من أجل تعزيز المساعدة الإنسانية بين الشعوب.
عددت مريم شهادات التقدير العربية والعالمية التي حصلت عليها، وقالت بصوت موجوع: “بلدي الوحيد الذي لم ينتبه لما قمت به وأنجزته.. بلدي للأسف لا يعرفني”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here