الطموح لا يعرف المستحيل

الطموح لا يعرف المستحيل
ضياء محسن الاسدي

(( أخذ يتفرس وجوه النسوة والفتيات في صفه لدروس محو الأمية الذي يقوم بتدريسه بصفوفه المنتظمة أمامه بصمت جميل يغشاه الحياء والوقار وهن يرمقن أستاذهن الشاب أخذ يتعرف على أسمائهن واحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى وجه جميل يسر الناظرين إليه ويشده بقوة وهيبة وعنفوان الشباب الملفت للنظر والمميز بين أقرانه يدخل إلى القلب بدون استئذان شده إليه هذا الاسم والوجه الأبيض المستدير المملوء بحمرة الدم المتدفق منه أطال النظر إليها أطرقت حينها الفتاة بنظرها إلى طاولتها باستحياء التي جُبلت عليها والذي يُعبر عن أخلاقها .
كان كلما يقف بجانبها يشم عطرها المميز يذوب في مكانه ويسافر معها بقلبه وإحساسه إلى خيال وعالم الجمال والرقة . وبمرور الأيام أخذ المعلم يتقصى عنها من زميلاتها وخصوصا الكبار في السن عن عائلتها وأخلاقها فلم يجد منها إلا خيرا والسمعة والتزكية الخالصة مما زاد في قلبه حبا وشغفا وتمسكا حيث وجد فيها ضالته المنشودة لتكون شريكة حياته في المستقبل . كان يراها في كل يوم أمامه تُزهر وتزدان كبرعم ينمو ويكبر في مخيلته ووجدانه ليلا ونهارا يتفحص هذا الجسم الممشوق بعنفوان يسير نحو السبورة واثق الخطى في فهم الجواب ودروس الحياة سابقة لزمانها بهذا القوام والشعر المتدلي على ظهرها .حين وقعت عينه عليها بالفخر والاحترام لشخصيتها وهو يرى زهور الحب تزدهر في أرض الطموح وتُسقى من ماء الأمل الصافي الذي وصل إلى مراتب عليا يستوطن في قلوب العاشقين إلى أن أستشار القلب والعقل معا ليتفق على القرار الصائب والسديد أن تكون النهاية سعيدة في الوقت المناسب زوجة رسمتها لهم الأيام لإنهاء محطة العزوبية الصعبة ليُسعدا في حياة قادمة كانت بدايتها الطموح مرسوم على خطى الأمل المنشود للتقدم نحو مسيرة الحياة الجديدة بعدما أجبرتها الظروف العائلية على ترك مقاعد الدراسة لكن الإصرار والعزيمة والطموح سر من أسرار حياة الإنسان المثابر لا يقف عند حدود . ))

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here