مجرد تلاعب بالالفاظ

منى سالم الجبوري

في الوقت الذي صارت فيه معظم الاوساط السياسية والاعلامية التي تتابع محادثات فيينا وحقيقة وواقع المطلب الاساسي الذي يصر عليه القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وذلك برفع العقوبات الدولية المفروضة عليهم وإن هذه العقوبات قد أثرت على الاوضاع الاقتصادية بصورة کبيرة جدا حتى إن الاعترافات الرسمية بذلك تتوالى دونما إنقطاع، وفي الوقت الذي صار فيه معروفا بأن النظام الايراني وبسبب من الاوضاع الداخلية الصعبة وإحتمال إندلاع إنتفاضة عارمة بوجهه، فإنه يعقد آمالا عريضة على محادثات فيينا ولاسيما من حيث رفع العقوبات الدولية عنه وإحتمال أن يٶدي ذلك الى تهدئة الاوضاع الداخلية ويقلل خطر إنفجار الغضب الشعبي بوجه النظام، فإنه وفي هذا الوقت وتحديدا بالذرى ال43 للثورة الايرانية فقد قال الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بأن النظام الايراني لم يعقد أي آمال على المحادثات النووية في فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015!

الشعب الايراني الذي وصل به الحال الى أن يرزخ أکثر من 60% منه تحت خط الفقر وصار يعاني من أوضاع معيشية بالغة الصعوبة وهو يعلم جيدا بأن مايعاني منه النظام من أوضاع وأزمات حادة إنما هو حاصل تحصيل ونتيجة لفشله في قيادة البلد وإن الاوضاع تزداد تأزما عاما بعد عام وحتى إن رئيسي عندما يضيف في خطابه الذي تم بثه من التلفزيون يوم الجمعة المنصرم: “نعلق آمالنا على شعبنا وبلادنا، بشرقها وغربها وشمالها وجنوبها، ولم نعقد الآمال يوما على فيينا أو نيويورك”، فإنه يعلم بأن نظامه قد عقد الامال دائما على الخارج من أجل مواجهة أزماته وأوضاعه الصعبة ورفض الشعب له في الداخل.

الانکى من ذلك إن رئيسي عندما يستطرد قائلا:” نعول على قدراتنا الداخلية، ولن نربط مصيرنا بمحادثات فيينا أو العلاقة مع واشنطن”، فإن هذا الکلام أشبه مايکون بنکتة أو دعابة من جانبه ذلك إن القدرات الداخلية التي يتحدث عنها قد إستنزفها نظامه أيما إستنزاف وإن هذه القدرات قد أصبحت مشلولة ولايمکن أن تتحسن إلا بعملية إعادة بناء من الاساس من قبل نظام سياسي آخر يضع مصلحة الشعب على رأس أولوياته وليس کما يفعل هذا النظام بأن يضع مصالحه الضيقة فوق کل إعتبار.

بلدان المنطقة التي عانت وتعاني الامرين من جراء تدخلات هذا النظام السافرة في شٶونها الداخلية حتى صار هذا الامر واحدا من المشاکل المستعصية لهذه البلدان وخصوصا بعد أن قام هذا النظام بتأسيس أحزاب وميليشيات عميلة له تقوم بتنفيذ سياساته في هذه البلدان بالوکالة، فإن رئيسي عندما يقول في خطابه الديماغوجي هذا بأن نظامه يسعى في سياسته الخارجية الى “علاقات متوازنة مع العالم”، مضيفا: “نولي أهمية خاصة لدول الجوار”، فإن هذا الکلام ليس سوى مجرد تلاعب بالالفاظ إذ مامعنى هذا الکلام في ظل مايقوم به هذا النظام في المنطقة؟!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here