جابر محمد جابر.. قامة روائية وأدبية وصحفية ضاربة في أعماق الإبداع العراقي

حامد شهاب

الإعلامي والقاص والروائي والشاعر المبدع زميلنا جابر محمد جابر ، قامة صحفية وثقافية والأدبية، سجلت في سفرها من الكتب والروايات والمشاركات الصحفية الأصيلة، ما يعد مفخرة للأجيال الثقافية والأدبية ، يضاف الى هذا خلقه المثالي وتواضع الرجل وغزارة إنتاجه ، وهو إبن ميسان العريقة ، ذات الإرث الحضاري، وكيف لا وهي المملكة التي شغلت الدنيا بما أرسته من دعائم حكم وأدب وثقافة وعلم، ينهل منه كل من يريد أن يغترف من بحورها ما يزيده تألقا وشموخا وكبرياء.

الزميل العزيز جابر محمد جابر ( أبو زيدون) الطيب المعشر ، وأرث العائلة العراقية العروبية الأصيلة ، هو من مواليد العمارة 1954 ، وقد كنا دخلنا معه في إحدى الدورات الإعلامية المتقدمة بوزارة الثقافة المنحلة قبل عقود من الزمن ، برفقة كوكبة من أعلام الثقافة والأدب ، وكانت مشاركات الرجل ونتاجاته محل تقدير مثقفينا ومبدعينا على أكثر من صعيد ،وكان يعمل معنا بجريدة الفرات رئيسا للقسم الثقافي يوم كنت حينها رئيسا للقسم السياسي.

ومن إحدى رواياته التي شغلت إهتمام الأدباء والمعنيين بشؤون الرواية هي (سلالم الصحو) ، التي شكلت نظرة إجتماعية واقعية فاحصة داخل الانسان والأسرة ، كما يقول الأديب حامد عبد الحسين حميدي رئيس إتحاد أدباء نيسان ، وهو يبحر في مضامين تلك الرواية ويبرز دلالاتها وسياقاتها ، وكيف كانت تغور في أعماق الانسان العراقي ، وتقاليده وقيمه، لتشكل عمقا روائيا وسرديا، أغنى ثقافة السرد الروائي ، ورواية (سالم الصحو) وجدت الكثير من المهتمين بتفحص إبداعها ، وما سطرته من مثل وقيم سلوكية للعائلة العراقية ، وكيف يكون بمقدور الإنسان ، أن يلم بتلك التقاليد والمثل لتكون له أصولا وقواعد ، ترتقي الى حجم الأصالة العراقية، وكيف ينبغي للإنسان أن يكون معطاء ، بلا حدود.

وكان أدباء ميسان وكتابها قد اختفوا بالروائي والقاص جابر محمد جابر على قاعة إتحاد أدباء ميسان، بحضور جمع غفير من الأدباء والكتاب والمثقفين والفنانين ومحبّي الأدب نهاية العام الماضي، وإحتفى الجميع بمنجزه الإبداعي ، وقد تم توقيع بعضا من كتبه ومؤلفاته ومنها كتابه الأخير ( بئر برهوت) الذي شغل هو الآخر إهتمام الأوساط الأدبية والثقافية.

وقد تم تكريم زميلنا المبدع جابر محمد جابر من قبل رئيس إتحاد الأدباء والكتاب في ميسان الأستاذ حامد عبد الحسين حميدي ، بـــ (وسام ميشا للإبداع) مع صورة شخصية تذكارية للأديب ، وهو القامة الميسانية التي لها حضورها الفاعل في المشهد العراقي والعربي ، بشكل لافت ، وقد حل ضيفا على مدينته المترعة بالإبداع والمبدعين.

وقد أشار الزميل جابر محمد جابر قبل فترة الى أنه من بين طموحاته إنجاز مجموعته (مطر على رصيف الذاكرة) ، وهي قصص قصيرة جدا ، وكانت أمنيته أن يكون كتابه السادس هو مجموعته الشعرية : (وحيدا في الأزقة أغني) ، لكن كما قال : تجري الرياح بما لايشتهي السفن..

تحياتنا للزميل العزيز والقامة الثقافية والأدبية المعطاء جابر محمد جابر ..وله من نخبنا ومثقفينا كل محبة وتقدير..وأمنياتنا له بالتوفيق الدائم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here