قراءة في كتاب: [علي الوردي و المشروع العراقي] (1)

قراءة في كتاب: [علي الوردي و المشروع العراقي] (1)

تعريف بالكتاب: هذا الكتاب صدر عام 2010/ عن دار السجاد/ العراق/بغداد…رقم الإيداع في دار الكتب و الوثائق ببغداد هو 1165 لسنة 2009 / 360 صفحة من القطع المتوسط… الكتاب من إعداد د. علي ثويني و السيد مازن لطيف(فُك اسره) ومن تأليف نخبة من الكُتاب و المختصين حيث ورد في ص (3) منه النص التالي: [شارك بهذا الإصدار نخبة من المثقفين والمتخصصين: إبراهيم الحريري، بهاء الدين الخاقاني، جميل محسن، حسين الهنداوي، رشيد الخيون، رياض الأسدي، حامد كرم، سليم الوردي، ضياء الجصاني، عامر عبد زيد، عامر موسى الربيعي، سعد محمد رحيم، عبد الوهاب الحمادي، علي القاسمي، علي ثويني ، علي حاكم صالح، فالح عبد الجبار، قاسم حسين صالح، كريم عبد، محمد عباس الطائي، هشام عدوان، يحيى الشيخ زامل، محمد علي محيي الدين، ياسر جاسم قاسم.[(24) أستاذ كاتب و متخصص].

وورد في هامش الصفحة نفسها أي ص(3) التالي: ترد الأسماء بحسب التسلسل الابجدي ودون القاب علمية.

الصفحة رقم (4) من الكتاب خُصصت كاملة لقول منسوب للإمام علي بالصيغة التالية: [الحق ثقيل أنصاره قليل، الناس أعداء ما جهلوا] [ الامام علي (ع)].

الصفحات من 5 الى 7 تخصصت ببيان محتوى الكتاب حيثُ اُشير فيها الى انه يتألف من(8)فصول تكونت من (30)عنوان فرعي عدا التقديم الذي امتد من ص(9)الى ص(21)…هذا التقديم الذي خُتِمَ بالعبارة التالية: [ و لا يسعنا إلا الإطراء و التذكير بالمسعى الحثيث و التوجيه و المجهود التي بذله الزملاء في هذا المشروع العراقي وفي اخراج هذا المطبوع وغيره وهم السيدات و السادة: احمد شاكر احمد ، أمل بورتر، صبيحة ثامر، كريم عبد علي، محمد عباس الطائي] انتهى

ملاحظات أولية عن الكتاب:

أولاً: الكتاب اكثر كتاب ساهم فيه أساتذة ومتخصصين بخصوص الراحل الدكتور علي الوردي وحسب مما ورد أعلاه و بعد حذف الأسماء “المتكررة” يظهر ان من ساهم في هذا المشروع (إعداد وكتابة وتنظيم) (28) من السيدات و السادة الأساتذة… تناول الكتاب مواضيع مختلفة تخص الراحل الأستاذ الدكتور علي الوردي له الرحمة و الذكر الطيب و بوجهات نظر وعناوين مختلفة و معها ما ورد في الفصل الثاني تحت عنوان: [قبس من كتابات الوردي] (أربعة مواضيع) ،جعلت منه لامّْ/جامع للكثير من الآراء و الحكايات و المعلومات عن الراحل حتى تلك الخطأ التي سأُشير اليها في القادمات. وقد اُعْتُبِرَ هذا الكتاب مصدراً لمقالات نُشِرتْ حول الراحل الوردي و ان الكثير من فقرات و مواضيع الكتاب نُشِرتَ على المواقع الالكترونية بالصحيح وغير الصحيح منها قبل صدور الكتاب و بعد الصدور…وقد ذُكِرَ في التقديم/ المقدمة التالي في ص20: [يجد القارئ في هذا السِفر المتآلف توجهات واراء شتى بشأن المرحوم الوردي فمنها العلماني والعلمي الحر والماركسي و الديني الطائفي و القومي العنصري ويشمل الامر المتعاطف والمتحامل والمستصغر والمستكبر بالوردي….الخ]انتهى

ثانياً: كل الأساتذة الكتاب و المتخصصين ال (24) الذين وردت أسمائهم(حسب التسلسل الابجدي) أعلاه ساهموا بمقالات توزعت على الفصول الثمانية للكِتاب ما عدا أستاذين هما الأستاذ علي القاسمي والأستاذ عامرعبد زيد حيث لم تظهر لهما مشاركة ولم أتبين شكل مشاركتهما في اصدار هذا المشروع/الكتاب وأسباب ورود اسميهما مع قائمة أسماء الأساتذة المؤلفين للكتاب/ المشروع. ولكن يجب ان أقول ان الأستاذ عامر عبد زيد ورد اسمه في فهرس الفصل السابع/ ص (303 ـ 324) كما التالي: [نقد بنية الذهنية العراقية عند الوردي]/ عامر عبد زيد ص324 لكن عندما تدخل على تلك الصفحة تجد التالي: [إشكالية الثقافة وتصدع المجتمع العراقي بين ثنائية الوردي وثلاثية الجميل]/ضياء الحصاني… هذا يعني ان مقالة او مشاركة السيد عامر عبد زيد لم تُنشر…عليه يكون عدد المواضيع/ العناوين الفرعية في الفصول الثمانية هي: (30). كما اود ان أقول ان السيدين (قاسم حسين صالح و ياسر جاسم قاسم)… ساهم كلٍ منهما بموضوعين/ مقالتين.

ثالثاً: في هامش ص(3) ذُكِرَ كما ورد أعلاه أن أسماء الأساتذة ال (24) الذين ساهموا في تأليف الكتاب وردت حسب التسلسل الابجدي ودون الالقاب العلمية…لكن نجد هناك عدم دقة في ذلك كما التالي:

1 ـ […رياض الأسدي، حامد كرم، سليم الوردي… أي بتسلسل ابجدي (ر…ح…س) حيث تقدم حرف (ر) على حرف (ح)].

2 ـ […عامر موسى الربيعي، سعد محمد رحيم، عبد الوهاب الحمادي… أي بتسلسل ابجدي (ع…س…ع) حيث تقدم حرف(ع) على حرف (س) و الأغرب هنا ان حرف(س) توسط حرفي(ع)].

3 ـ […يحيى الشيخ زامل، محمد علي محيي الدين، ياسر جاسم قاسم…أي بتسلسل ابجدي (ي…م…ي) أي تقدم حرف (ي) على حرف (م) و الغريب ايضاً ان حرف (م) توسط حرفي (ي)].

وهذا مخالف للتسلسل الابجدي وهو كما يبدو أول عيب في هذا الكتاب وهناك عيوب ربما ان اكتمل عرضها ستظهر دعوة لسحب هذا الكتاب من المكتبات وإلغاء إجازة إصداره و سحبه من دار الكتب والوثاق في بغداد وإعادته للناشر لغرض التصحيح/ التدقيق وإعادة النشر.ان الكِتاب اُعِدَ من قبل مختصين وشارك به/فيه نخبة من الكُتاب و المتخصصين المهتمين بالثقافة وباللغة العربية وابجديتها والمدافعين عنهما. عليه كان من الواجب التوقف عند نقطة التسلسل الابجدي هذه وبالذات ان هناك ما ورد عنها في هامش ص(3).

رابعاً: ورد ما نُسب للإمام علي بالصيغة التالية: [الحق ثقيل أنصاره قليل، الناس أعداء ما جهلوا][الامام علي (ع)]…وخُصِصَتْ لهذا القول صفحة كاملة هي ص(4).

الحقيقة لا اعرف أسباب هذه الاستعارة او هذا الاقتباس ومع ذلك فقد بحثتُ عن هذا القول/ النص/الصيغة في النت فلم اُوَّفق في الوصول اليه بهذه الصيغة…… مما يوجب طرح السؤال التالي: هل ان هذا القول بهذا النص/ الصيغة ورد فيما تركه الامام علي؟

شخصياً لا أعرف… وأشكُ في ذلك حيث من تفسير بسيط للنص يمكن ان يظهر التالي: ان قلة أنصار الحق هنا جاءت عن معرفة الكثرة من ان الحق ثقيل فهربت الكثرة من ثقل الحق وهذا يعني ان الكثرة عرفت ذلك فلا يمكن حشرهم تحت “أعداء ما جهلوا” حيث هم هنا ليسوا أعداء ما جهلوا انما أعداء ما عَرِفوا وعَلِموا ولَمَسوا. ان هذه العبارة/ القول/ الصيغة ربما لم ترد في التراث بهذا الشكل/ الصيغة مجزأة أي ورد في مكان :[ الحق ثقيل أنصاره قليل] وفي مكان آخر ورد: [الناس أعداء ما جهلوا]…وربما هناك من يقول ان الكثرة لا تعرف فضائل الحق فصارت من أعداء الحق لانهم يجهلون فوائده عليهم وعلى المجتمع…هكذا أتصور و قد يكون هناك تفسير آخر أتمنى ان يُعرض لنستفيد فلا تبخلوا علينا بالتوضيح لطفاً ومن يتفضل بالتوضيح له اجر من أحْسَنَ عملا.

…………………….

في رحيق الزنابق/ بتاريخ 12.02.2022/المثقف/ كتب العزيز عقيل العبود التالي:

[بينما مع المنظر مشهد راح يتحرك بعيداً في النفس، لعله يبحث عن مكان به تستقر حركة التساؤلات] انتهى

ونحن جميعاً نعرف ان حركة التساؤلات دائمة مذ تكورت ولن تستقر فكل سؤال ينتج أسئلة ومنها ما سيأتي من أسئلة.

……………………..

نذهب الى مناقشة ما ورد في هذا الكتاب:[ علي الوردي و المشروع العراقي] والتي اعتقد انها ستكون مناقشة مفيدة للراحل الدكتور علي الوردي و الأرشيف و الأجيال وللأساتذة المتخصصين و للقراء وهذا ما اتمناه وربما ستكون مزعجة لبعضهم وهذا ما لا اتمناه و اعتذر عن الازعاج حيث ارجو من الأساتذة الذين ساهموا في هذا المشروع قبول ما أقول وهي وجهة نظر قد تكون قاصرة او هو بيان رأي قد لا يكون ناضج .

كما السابقات سأضع ما ورد في الكتاب واُبَين رأيي فيه واعرض تناقضه او خطأه إن وجد وكما اتصور… و اكيد سيكون فيما اطرح بعض غير المناسب فأتمنى الرد لبيان الصح حتى تعم الفائدة ونتعلم مع علمي ومعرفتي و اشارتي أعلاه من ان الكتاب ضم وجهات نظر مختلفة وفيها حتى نقد للراحل الوردي.

في هذه المناقشة سأمر ربما على كل العناوين الفرعية التي وردت في الفصول الثمانية وأسماء الأساتذة أصحاب تلك العناوين واليوم ابدأ بالتقديم/المقدمة الذي/التي لم يُثَّبَتْ لها صاحب/ه او كاتب/ه او محرر/ه. والتقديم/المقدمة كما هو معروف مهم/ة لكل كتاب وهو/هي ربما خلاصة او تكثيف لما سيرد في الكتاب او تعريف بعنوان الكتاب و الكاتب /الكُتابْ فكان من المفروض ان يُذَّيل/تُذَّيل بتوقيع وأسم صاحبه/ صاحبها.

ورد في التقديم التالي:

1 ـ [فَقَدَ عالم الثقافة و التنوير في نهايات القرن العشرين وخلال خمسة أعوام علمين عالمين ترك كل منهما الأثر والفائدة بحسب اجتهاده في قراءة المجتمع العراقي وهما العراقي علي الوردي (1913 ــ1995) والفلسطيني الأمريكي حنا بطاطو (1926 ــ 2000) وقد أثر غيابهما في دفق مشروع التنوير الاجتماعي العراقي و العربي وتركا فراغا لا يرتق بسهولة كما هو حال مشاريع التاريخ الاستثنائية التي تشكل القاعدة. ويكمن الحنين الماضوي “النوستالجيا” لآرائهما على أثر الحاجة لهما في تفسير ما آلت اليه أحوال العراق الحالية وإيجاد تأويل لخروقات التشرذم و تقاذف المصالح والاهواء وطفوح الغرائز وسطوة الانانية للأفراد و الجماعات المتشدقة بمكارم الدين و العرف والمتحججة بواه الأمور ويتراكب الامر مع تأسينا على حالة ضياع غير متوقفة النكوص او عابئة بوزن العراق وقيمته في التاريخ والمنجز ومع تكرار الاحباطات وخيبة امل بصنع نخب وطبقات للوعي الواعد تداني ما بنيناه اخر مرة وللمرة السابعة في تاريخنا الإنساني قبل الف عام ونيف وتتوج دفقه في فكر المعتزلة او صفوة اخوان الصفا او صفاء المتصوفة]انتهى

*تعليق: ونحن نتكلم عن الراحل الكبير الوردي فلا اجد مناسبة لوضع اسم الدكتور حنا بطاطو…ما دفعني الى هذا القول الذي قد يكون غير مناسب، هو ان الراحل بطاطو زار العراق و”درس حال العراق” ولم أقرأ وربما هذا قصور مني من انه التقى مع الراحل الدكتور علي الوردي. والوردي في تلك الأيام هو العائد المثير من هيوستن الجامعة وتكساس الولاية الامريكية والذي اثار ضجة كبيرة خلال الأيام والأشهر و السنوات الممتدة بين عودته من تكساس بعد حصوله على إجازة الدكتوراه وربما اول عراقي حصل على الدكتوراه من الولايات المتحدة الامريكية في علم الاجتماع، وبين تفرد وتطوع وتبني مشروع الراحل حنا بطاطو في الاقتراب من المجتمع العراقي وزيارته العراق حيث ترك حالة بلده فلسطين ومشاكل فلسطين و حالة المجتمع الفلسطيني في تلك السنوات الصعبة…كل ذلك يدفع الى وضع علامات استفهام كثيرة وكبيرة على كلٍ من الوردي و بطاطو و أول سؤال هو: لماذا يأتي باحث من أمريكا لدراسة المجتمع العراقي في ظروف تفاقم الحرب الباردة و المكارثية و حلف بغداد ونتائج موضوع فلسطين في حينها؟ هل السبب هومن ضمن التفكير الأمريكي لبناء حائط صد منيع لمنع وصول الاتحاد السوفييتي الى المياه الدافئة في الخليج وبالذات بعد ارتعاش القبضة الاستعمارية البريطانية على دول المنطقة؟

ثم لكل باحث خطوته الأولى في وصوله الى المكان الذي يريد دراسته وخطوة أولى في بحثه وبالذات عندما يكون غريب بعيد عن المكان الذي فكر بالتوجه اليه و لا يعرف شيء عنه…أين وضع خطوته البحثية الأولى: هل في كلية الآداب/ جامعة بغداد/ قسم علم الاجتماع؟ أم هل وضعها بلقاء مع باحثين عراقيين سبقوه في الكتابة ولو بتحفظ عن المجتمع العراقي ؟ أم وضعها في باحة السفارة الامريكية و البريطانية في بغداد؟ ما هو الخزين الذي جاء يحمله عن العراق قبل البدء بالبحث والدراسة؟ لماذا سُمح له بالوصول الى أرشيف الأجهزة الأمنية العراقية التي لم يتمكن ربما أي باحث عراقي او عربي من الاقتراب منها؟ هل وجد مجتمع عراقي؟ هل التقى حنا بطاطو خلال الفترة التي قضاها في العراق بأساتذة عراقيين وسياسيين عراقيين وتجار عراقيين واقطاعيين عراقيين؟ هل قضى بعض الليالي في مضيف احد رؤساء العشائر او الاقطاعيين في الريف العراقي؟ هل طلب لقاء أعضاء من المجلس العلمي العراقي؟ هل القى محاضرة في جامعة او حضر ندوة في العراق؟ هل التقى من كتبوا عن المجتمع العراقي قبل وصوله للعراق من العراقيين؟

ثم بعد ما تقدم بالبحث و كتب ملاحظاته الأولى هل وجد ان سطوة رؤساء العشائر غريبة عن المجتمع العراقي و العربي ام هل غريب الاقطاع؟ بماذا انتفع العراق و المجتمع العراقي من دراسات وبحوث حنا بطاطو او هل هناك شيء جديد طرحه غير السياحة اللفظية الكلامية التي داخ بها هو نفسه في تفسيره للطبقات في العراق في ضوء ماركس وفيبر وغيرهم؟ هل هناك شيء قاله حنا بطاطو عن العراق وينطبق على العراق و المجتمع العراقي اليوم؟ قال ماركس وقال دوركهايم وقال فيبر وكل ما قالوه لا يقترب من المجتمع العراقي و الحالة العراقية لأنه ببسيط العبارة ليس هناك مجتمع عراقي فعراق سومر وبابل واشور يختلف عن عراق علي بن ابي طالب ومعاوية والرشيد والباب العالي…شوارع وازقة بغداد كل شارع يختلف عن الشارع الاخر باللغة المتداولة و العادات و اللباس ربما فكيف عن مجتمع الجبال والصحراء والسهل الرسوبي و كيف عن الأديان و الطوائف؟

ما هو التنوير الذي نورنا به السيد حنا بطاطو؟ ثم ونحن في عالم اليوم (2010) مَنْ مِنَ “المجتمع العراقي” بما فيهم أساتذة الجامعات واواجهات السياسية بكل الوانهم اليوم يعرف الباحث حنا بطاطو؟ فهو لم يُنَوِرْ ولم يُشْعِلْ شمعة في زقاق من ازقة العراق في كل الفترة من وصوله العراق الى اصدار هذا الكتاب

أتمنى من السيد/ه معد التقديم/ المقدمة ان يتكرم علينا ببعض شعاع من نور أو انوار الدكتور حنا بطاطو ومنافعه في دراسة المجتمع العراقي وانتفاع المجتمع من ذلك النور… الوردي ابن المجتمع العراقي داخ في دهاليز المجتمع العراقي فكيف الغريب.

بخصوص “أنوار” الباحث حنا بطاطو ورد في نفس التقديم التالي عنها:

1 ـ في ص13 ورد التالي: [ اعتمد بطاطو في تأويلاته على نظريات غربية محضة ومنها الطبقات الاجتماعية وماهيتها وكتب عن الحركة الشيوعية في العراق وكان ناجحا الى حد بعيد في مسعاه وحقق من خلالها مبتغاه ومبتغى من وجهه حتى اضحى المصدر الموثوق و المحلف لدى كثير من الباحثين في تاريخ الحركة الشيوعية او الحركات السياسية في العراق المعاصر] انتهى

*تعليق: هذه من تنويرات الراحل حنا بطاطو ودراسته للمجتمع العراقي…نعم الشيوعيين لهم دور وتأثير ووزن في الشارع العراقي لكنهم جزء من مجتمع عراقي وكان لهم أعداء تبادلوا سفك الدماء…ثم ان الإشارة هنا الى”وكان ناجحاً في مسعاه وحقق من خلالها مبتغاه ومبتغى من وجهه” تلغي “”تنوير”” حنا بطاطو واتهام له بأن هناك من دفعه بهذا الطريق ليس لخدمة المجتمع العراقي انما لغايات أخرى و الباحث في هذه الحالة يجب ان يُذمْ لا ان يشمله القول التالي الذي ورد في التقديم/المقدمة: [فَقَدَ عالم الثقافة و التنوير في نهايات القرن العشرين وخلال خمسة أعوام علمين عالمين ترك كل منهما الأثر والفائدة بحسب اجتهاده في قراءة المجتمع العراقي وهما العراقي علي الوردي (1913 ــ1995) والفلسطيني الأمريكي حنا بطاطو (1926 ــ 2000) وقد أثر غيابهما في دفق مشروع التنوير الاجتماعي العراقي و العربي وتركا فراغا لا يرتق بسهولة كما هو حال مشاريع التاريخ الاستثنائية التي تشكل القاعدة].

أكثر من طبل لحنا بطاطو هم رفاقي الشيوعيين لأنهم قرأوه بفرح غامر اعماهم عن ما ورد ولو عادوا الى قراءته بتأني لوجدوا انهم على عدم دقة في ما ذهبوا اليه… ولو وقف احدهم امام سؤال هو: لماذا سمحت السلطات له بمقابلتنا في السجون والمعتقلات دون غيره…هل حبناً بنا ام نزولاً عند دعوات عالمية لنصرتنا لوجدوا ان السببين غير واقعيين؟ هل ظنوا انه سيشكل مشاريع ضغط عالمية لنصرتهم ام انه سيتزعم تظاهرات تهز عواصم العالم نصرة لهم؟

2 ـ في ص14 ورد التالي وهي إشارة خطيرة وضعها لها ربط بما ورد مع الفقرة السابقة: كتب كاتب التقديم / المقدمة التالي: [(اسوق لكم هنا مثال الى ما وجدته بالصدفة لدراسة أقامها اجتماعي امريكي يدعى مالكوم كوينت كتبها على ضوء تجربته بين أعوام 1956 و 1958 وهو يعايش فلاحي قرية نائية تبعد 65 كلم شرق مدينة العمارة ضمن هور (الحويزة) تدعى (ام النهر) والدراسة انصبت على مفهوم التقدم) ثم يُكمل: (ويبدو ان التحضيرات للانقضاض على العراق عام 2003 لم تكن محض صدفة…..فالأمر برمته كان متداعيا من نفس غربي طويل غذّتهُ البحوث والقراءات والخطط على مستويات ثلاثة يكون مركزها وميزانها الجانب الاجتماعي الفاعل في كل معادلة وهنا لا نبالغ اذا قلنا بان ما حدث بعد 1963……1991 …..2003 حاصدين ما زرعوه قبل أربعين عاما كان من السهولة و السذاجة وواه المبررات ما لا يمكن ان يستوعبه اللبيب ولا سيما العراقي الشكوك و المحلل كل ذلك لم يأتي من فراغ ورجم بالغيب بل من خلال دراسات متأنية منهجها علمي والياتها تراتبية ونتائجها تدلل على بداياتها ومسارها] ثم يقول: [ ولا نغالي ان ذهبنا الى ان التناحر الطائفي في العراق اليوم يمت بالصلة أصلا بذلك السياق ولا نستبعد اليد الخفية للمحتل واعوانه وراء تفجير الروضة العسكرية…الخ) ثم يكمل: ( وهنا جدير ان نرصد بان لا يمكن الحدس بمدى علم علي الوردي وبطاطو وهل كانو يعون من سيستفيد من دراساتهم؟] انتهى

وفي ص18 يقول: [ ان ما حدث من ردة على ثورة تموز في 8شباط1963 فإننا نعزيها الى قراءات حنا بطاطو ونتاج لها أراد الرجل في ذلك ام أبا اغفل او استغفل فبالنتيجة فان معطيات دراسته للمجتمع العراقي وظفت على احسن صورة من قبل أجهزة المخابرات الامريكية في إيصال البعثيين الى سدة الحكم….الخ] انتهى

*تعليق: إذن اين التنوير البطاطوي الوردي؟

يتبع لطفاً

عبد الرضا حمد جاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here