سجناء فلسطينيون يحتجون على “العقاب الجماعي” الإسرائيلي ومطالب بتدخل المجتمع الدولي

يواجه السجناء الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي التعذيب والتنكيل والمعاملة الغير آدمية، بخلاف ما تروج وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن السجناء السياسيين الفلسطينيين يعاملون معاملة “خمس نجوم”. لكنهم في الواقع أسوأ ظروف معيشية وإنسانية.

اعتقال 504 فلسطينيًا خلال شهر يناير 2022

وقد بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية كانون الثاني، يناير 2022 نحو 4500 أسير/ ة، بينهم (34) أسيرة، ونحو (180) طفل.  

إضراب عن الطعام

جراء ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، قرروا بدء إضراب شامل عن الطعام لمدة يوم واحد. وسيشارك في الإضراب معظم الأسرى، وذلك رفضًا لاستمرار إدارة سجون الاحتلال بإجراءاتها التنكيلية العقابية الممنهجة بحقهم والذي كان أخرها حرمان من زيارة الأهل و”الكانتين” للشهر كامل. بالإضافة إلى محاولتها مؤخرًا بإجراء تغيير واسع على نظام “الفورة”.

كما سيمتنع الأسرى عن الخروج للفحص الأمني اليومي، وللساحات، وذلك لعدة أيام متتالية.

إجراءات عقابية بعد عملية نفق الحرية

وتسود حالة من التوتر الشديد تسود السجون الإسرائيلية، لعدة أيام متتالية. بعد إقدام إدارة السجون على تقليص المدة التي يقضيها الأسرى في “الفورة”. وعدد الأسرى الذين سيسمح لهم بالخروج في الدفعة الواحدة. وذلك في أعقاب عملية “نفق الحرية”، فتراجعت إدارة السجون عن الاتفاق المتمثل بوقف إجراءاتها التنكيلية والتضييق بحق الأسرى، وصعدت من سياسة التضييق عليهم.

مسلخ الموت

وفقًا لتقرير صادر عن نادي الأسير الفلسطيني، فأن سجن “عيادة الرملة” يُطلق عليها الأسرى الفلسطينيين “بالمسلخ”. إذ أنها شاهداً على الموت اليومي الذي يعيشونه الأسرى داخل سجون الاحتلال. ويقبع فيها نحو (16) أسيراً فلسطينياً مريضاً في ظروف مأساوية. وكان من بين الأسرى الذين اُحتجزوا فيه لسنوات واستشهدوا، الأسيرين بسام السايح، وسامي أبو دياك، وكمال أبو وعر وغيرهم الذين واجهوا السرطان والسجان معاً على مدار سنوات.

اعتقال نساء فلسطينيات من أجل الضغط لتسليم المطلوبين

وفي تقرير صادر عن هيئة الأسرى والمحررين، أمس الأربعاء، رصد معاناة الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، خاصة سجن الدامون.

ففي سجون الاحتلال لم يستثني أحد من بطشه، حتى النساء، بل أن الاحتلال تعمد استهدافهن بشكل صارخ واتبع كافة الاشكال للتنكيل بالمرأة الفلسطينية. في محاولة لردعها وتحجيم دورها. أو بهدف انتزاع معلومات تتعلق بالآخرين. حيث يتم في بعض الأحيان اعتقال سيدات للضغط على أفراد أسرهن إلى الاعتراف. أو لإجبار المطلوبين منهم على تسليم أنفسهم.

تعذيب جسدي ونفسي

وأوضحت الهيئة في تقريرها أن الأسيرات يتعرضن إلى تنكيل وتعذيب. والتحقيق القاسي والتعذيب الجسدي والنفسي. بالإضافة إلى ظروف الاحتجاز القاسية وسوء المعاملة و الاعتداء اللفظي والجسدي.

إسراء جعابيص.. معاناة خطيرة مع الحروق

ونشرت حالة الأسيرة المقدسية الجريحة إسراء جعابيص (38 عامًا) من بلدة جبل المكبر /القدس والمحكومة بـ 11 عامًا. حيث اعتقلت في أكتوبر من عام 2015 أثناء قيادتها لسيارتها في الشارع المحاذي لبلدة الزعيم. ووجهت لها سلطات الاحتلال زورًا تهمة محاولة تنفيذ عملية بواسطة السيارة. وقد أصيبت بحروق شديدة في كافة أنحاء جسمها وخصوصاً بمنطقة الوجه والبطن والظهر. بعد أن اندلعت النيران داخل السيارة.

إهمال متعمد 

وتعاني اسراء من تبعات إصابتها بتلك الحروق الخطيرة. حيث أنها لا تستطيع التنفس إلا من فمها بسبب وجود كتلة لحمية في أنفها. كما أن أصابعها قد ذابت من الحريق والتصق ما تبقى منها ببعضها البعض. عدا عن حروق شديدة وتقرحات لا زالت تعاني منها في ثلثي جسدها. وهي بحاجة لعمليات جراحية وتجميلية. بالاضافة الى عملية لفصل الأصابع عن بعضها البعض. إلا أن إدارة السجون تماطل في تقديم العلاج اللازم لها بشكل متعمد وممنهج. 

أسيرة ستينية تعاني عدة أمراض وبحاجة إلى عمليات عاجلة

أما عن حالة الأسيرة شذى عودة- أبو فنونة- ( 61 عامًا) من رام الله. والتي تشغل منصب ( مدير عام لجان العمل الصحي). فهي معتقلة منذ 7 يوليو الماضي. وتعاني من عدة أمراض مزمنة منها السكري والكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والقولون العصبي. وخضعت في السابق لعدة عمليات جراحية منها قسطرة القلب، وجراحة على العينين وتتناول العديد من الادوية يوميا.

وكشفت الأسيرة أبو فنونة عن وضع السجن، قائلة: ”هناك مماطلة بإخراج الاسيرات للعلاج عند طبيبة نسائية. كما أن البوسطة تعتبر رحلة عذاب شديدة. فالكراسي حديد وباردة عدا عن غرفة الانتظار بمحكمة عوفر، فهي قذرة وشديدة البرودة 

التفتيش عاريًا

ولم يسلم الفتيان والشباب صغار العمر من بطش قوات الاحتلال، فعلى سبيل المثال الشاب قصي محمد ناجي (20 عامًا) تم اعتقاله من بلدته بطولكرم. وقد تعرض للضرب المبرح أثناء القبض عليه. حيث تم تقييده بقيود بلاستيكية محكمة، واقتياده إلى مركز تحقيق “بتاح تكفا”، ومكث فيه لمدة 3 أيام. ليتم نقله بعد ذلك الى معتقل الجلمة. وحين دخوله للمعتقل تم تفتيشه بشكل عاري ومسيئ.

التحقيق معصب العينين ومقيد اليدين

وأكد الشاب أن زنازين المعتقل سيئة للغاية، وذات رائحة كريهة. علاوة على أن جودة الاكل رديئة جدًا، مشيرًا إلى أن التحقيق معه استمر لمدة 32 يوماً بشكل متواصل. وتم إبقاءه معصب العينين ومقيد اليدين أثناء التحقيق. وبأن المحققين تعاملوا معه بطريقه همجية للغاية.

وأضاف، بعد ذلك تم نقله الى سجن مجدو ” قسم 10″. ومكث فيه 26 يومًا، ليتم نقله بعد ذلك الى قسم 5 حيث يقبع هناك.

لا مناشف لا غطاء لا طعام

وفي شهادة أخرى لأسير يدعى أحمد خالد أبو العز( 20 عاماً) من نابلس، والذي اعتقل بعد مداهمة قوات الاحتلال لمنزله الساعة الرابعة فجرًا. بعد تفتيشه بطريقة همجية وقلب محتوياته رأساً على عقب. وبعد ذلك عصبوا عينيه بقطعة قماش وتم تقييده بقيود بلاستيكية محكمة. وأثناء ذلك قام الجنود بدفعه وشتمه بألفاظ نابية.

وأضاف الأسير لمحامية الهيئة، بأنه حين وصوله إلى مركز “توقيف حوارة” تم تفتيشه بشكل عاري ومهين. مشددًا بقوله، أن معتقل حوارة عبارة عن عذاب. حيث البرد قارس ولا يوجد سوى بطانيتين تستخدم كفراش وغطاء في نفس الوقت. بالإضافة إلى أنه بقى لـ 9 أيام دون استحمام لعدم توفر الملابس الداخلية والمناشف. كما أن الوجبات المقدمة سيئة جدًا. بخلاف مماطلة إدارة السجون بالاستجابة لطلبات الاسرى. وبعدها تم نقل أبو العز الى سجن مجدو حيث يقبع هناك.

أسرى يدخلون عامهم العشرين داخل سجون الاحتلال

على سبيل المثال لا الحصر.. نورد بعضًا من أسماء الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون المحتل منذ عشرين عامًا.

– الأسير عباس السيد (56 عاما) من طولكرم، وواجه تحقيقًا قاسيًا استمر لـ 5 أشهر متواصلة، وحكم عليه بالسجن المؤبد المكرر 35 مرة، إضافة إلى 150 عامًا. وحرم من زيارة عائلته لمدة 7 سنوات، فقد فيها والده وشقيقته. وكانت أول زيارة له داخل المعتقل بعد 7 سنوات من قبل زوجته.

– دخل الأسير يحيى حافظ صالح شريدة (51 عامًا)، من سكان محافظة طوباس، عامه التاسع عشر على التوالي في سجون الاحتلال. وذلك منذ اعتقاله بتاريخ 14/11/2003م، وهو محكوم بالسجن 22 عامًا.

– الأسير محمد إبراهيم نمر نايفة “أبو ربيعة” (44 عامًا)، من سكان محافظة طولكرم. يدخل عامه 20 على التوالي في سجون الاحتلال، وذلك منذ اعتقاله بتاريخ 14/11/2002م، وهو محكوم بالسجن المؤبد 14 مرة.

– الأسير أسامة محمد علي الأشقر (39 عاماً)، من سكان محافظة طولكرم. يدخل عامه 20 على التوالي في سجون الاحتلال، وذلك منذ اعتقاله بتاريخ 14/11/2002م. وهو محكوم بالسجن المؤبد 8 مرات بالإضافة إلى 50 عامًا .

– الأسير يوسف مصطفى حمدان مقداد (50 عامًا)، من سكان غزة. يدخل عامه 20 على التوالي في سجون الاحتلال، وذلك منذ اعتقاله بتاريخ 14/11/2002م، وهو محكوم بالسجن 21 عامًا.

الأسير ناصر أبو حميد.. أورام ومياه على الرئة

يعاني الأسير ناصر أبو حميد من تدهور كبير في حالته الصحية، وسط تعنت من قبل سلطات الاحتلال بنقله إلى مستشفى مدني للعلاج. وقبل يومين تم نقله إلى مستشفى “برزلاي” الإسرائيلي، لعلاج وجود ماء على الرئتين.

جريمة قتل متعمد

وخضع أبـو حـميد في نوفمبر من العام الماضي، لعملية جراحية في مستشفى “برزلاي” لاستئصال ورم سرطاني في الرئتين. حيث يعيش ظروفًا صحية صعبة. إلى جانب معاناته من عنصرية الاحتلال وإهماله الدائم والمتزايد الهادف لإنهاء حياته، والرافض للإفراج عنه.

يذكر أن الأسـير أبو حـميد (49 عاما) من مخيم الأمعري بمدينة رام الله. معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن خمسة مؤبدات و50 عاما. وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات.

وتعرض منزل أبو حميد للهدم عدة مرات على يد قوات الاحتلال كان آخرها خلال عام 2019، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لعدة سنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم. 

حملة الحياة حق

وأطلقت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، حملة “الحياة حق” لفضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى المرضى وسياسة الإهمال الطبي المتعمد، (القتل البطيء) داخل السجون.

وجاء إعلان الحملة ، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر وزارة الصحة في رام الله، نظمه نادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، والهيئة العليا لشؤون الأسرى، بالتعاون مع وزارة الصحة.

كشف الظلم والقتل البطيء الذي يتعرض له الأسرى

وتهدف الحملة إلى فضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى المرضى وإعلاء صوتهم في ضوء ما يتعرضون له من ظلم وإجحاف. يتمثل بتجاوز وخرق واضح للأنظمة والقوانين الدولية التي تكفل للأسير الحق في العلاج والحياة. وكذلك إطلاع المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال المتمثلة بسياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء).

أورام وأمراض خطيرة وأسير تخطى الـ 80 عامًا

ويعاني (550) أسيرًا يعانون من أمراض بدرجات مختلفة وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة. بينهم أسرى يعانون من السرطان والأورام بدرجات مختلفة. من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي (82) عاماً، وهو أكبر الأسرى سنّا.

رئيس الوزراء يطالب الأمم المتحدة بوقف جرائم الاحتلال بحق الأسرى

من جانبه طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، د. محمد اشتية، الأمم المتحدة بإدانة ممارسات التنكيل والعنصرية التي يمارسها الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين من الشبان والأطفال والفتيات.

كما طالب بضرورة حشد الجهود الدولية لوقف تلك الممارسات، ومحاسبة مرتكبيه. والعمل على إطلاق سراح الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال.

على المجتمع الدولي ردع المحتل ووقف سياسية التنكيل بالأسرى

كما دعت مؤسسات فلسطينية عدة، المجتمع الدولي بمؤسساته للتدخل وردع المحتل الإسرائيلي عن ممارسات التنكيل بالأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، كما شددوا على ضرورة توحد منظمات المجتمع المدني المحلية والعربية والدولية ووسائل الإعلام بمنح الأولوية لقضية الأسرى. من أجل فضح انتهاكات الاحتلال بحقهم، وممارسة الضغوطات لتلبية مطالبهم واحترام حقوق الأسرى والمعتقلين.

اللواء قدري أبو بكر يطالب المجتمع الدولي بالخروج عن الصمت الذي يضعه شريك فيما يحدث

ووجهت المؤسسات العاملة في مجال الأسرى وفصائل العمل الوطني، من خلال مؤتمر شعبي انعقد في 9 فبراير الجاري، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، لنصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، خاصة المرضى وفي مقدمتهم الأسير المريض ناصر أبو حميد، والأسرى الإداريين، ولعموم مكونات الحركة الأسيرة.

وطالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، مؤسسات المجتمع الدولي بكل مسمياتها وتشكيلاتها بالخروج عن صمتها. الذي أصبح يضعها كشريك أساسي ورئيسي في هذه المعاناة التي يعيشها أسرانا وأسيراتنا كل يوم. والتي تنفذ بشكل مدروس ومنظم ومقنن، وأن حجم الجريمة المتصاعد يجعلنا في حالة من القلق الدائم عليهم.

مطالباً (الكل) الفلسطيني القيام بواجباته والحفاظ على الوحدة والتماسك الذي يكرسه أسرانا في هذه اللحظات داخل السجون والمعتقلات. وتفويت الفرصة على من يريد استغلال المأساة التي يعيشها الأسرى، ومن يريد الاستثمار من معاناتهم. مشددًا على رفض كل الإجراءات والعقوبات التي تفرض عليهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here