بسم الله الرحمن الرحيم
الشيعة (عارضوا تاسيس دولة العراق) وفتوى المرجعية وثورة العشرين ضد الانكليز..لمعارضتهم الاستقلال عن العثمانيين
شيعة العراق والتاريخ المغلوط المكتوب بايديهم.. فالشيعة بالعراق لم يكونون يوما بناة دولة بالعراق الحديث الذي اسس عام 1921.. بل لو وضع مصير العراق بيد المرجعية بالنجف لعارضت تاسيس دولة باسم العراق.. والتاريخ دليل على ذلك.. وليس ما نقوله من جيوبنا.. بل من مصادر ما يكتبه الشيعة انفسهم وما يتفاخرون به.. واتحدى كل شيعة العراق ومرجعياتهم الايرانية ان يثبتون بان هناك شيعي او مرجعية ايرانية بالنجف طالبت بدولة باسم العراق بالعهد العثماني؟ او طالبوا بدولة باسم العراق بعد دخول الانكليز اليه..
ولنتبه ما يقوله الشيعة بانهم بناة العراق.. اضحوكة كبرى..
فكل ما برز من كوادر ونخب محسوبة شيعيا فهي في ظل حكم السنة قبل 2003.. لكن عندما حكم شيعة العراق.. لم يبنى شي ورجع العراق 1000 سنة ضوئية للوراء.. ولم تبرز اي نخب وكوادر ومثقفين.. يشار لهم بالبنان.. بل العكس وجدنا يبرز (صكاكة وعلاسة وحيتان فساد وعمائم السوء)..
لنبدأ لمعرفة من مهد (لنكسة العشرين او ما يسميها البعض هزلا ثورة العشرين) من مصادرها:
1. الدعاية الاتية من الدولة العثمانية السنية..
– شجعت انتصرات كمال اتاتورك في الانضول الامال للكثير من سكان الولايات الخاضعة سابقا للعثمانيين الذين كانوا يبغضون العهد الجديد الذي بدأ بمجئ البريطانيين.. وكان هؤلاء يتمنون عودة الاتراك .. واخراج الانكليز.. (العبيد لو مطرت الدنيا حرية لرفعوا المظلات).. فجاء الانكليز وحرروهم.. فبدل ان يسعون لاستقلالهم كعرب شيعة.. قاموا بالعكس فعملوا للرجوع لزمن العبودية للعثمانيين السنة الاتراك.
– الدعوة والتمهيد: مهد لها بمجئ القادمين من تركيا لينشرون الدعايات بان الدولة العثمانية قادمة لتخليص العراقيين من الانكليز .. ووجدت الدعاية رواج في العراق تحت وطأ التذمر الذي خلقته المرجعيات الايرانية بالنجف.
2. الدعاية الاتية من روسيا البلشفية الشيوعية:
– كان لقيام الثورة البلشفية بقيادة لينين في روسيا في شهر تشرين الاول سنة 1917 الاثر الكبير لدى عامة السكان في العراق وخاصة بعد تأييد البلاشفة لاية حركة مناوئة لما يطلقون عليه الاستعمار.
– جاءت افكار الحركة البلشفية الى العراق عن طريق الزوار والطلبة القادمين من بلاد فارس واصبحت المنشورات التي يطلقها البلاشفة متداولة لدى العامة في العراق..
– كان لانتصارات الجيش الروسي و احتلاله باكو في اذربيجان وطرد الانكليز في سنة 1920 وكذلك احتلال ميناء انزلي في ايران والذي يقف في بحر قزوين الاثر الكبير في عراقيين للدلالة على ضعف الانكليز تجاه الروس..
– ولا ننسى اعلان الروس البيان البلشفي اثر كبير في العراق وبقية بلدان الشرق الاوسط لما فيه تاييد للعرب والمسلمين في نيل حقوقهم.. (تخيلوا الشيوعية يتحدثون عن تاييد للمسلمين)؟؟ مضحك اليس كذلك؟ لنفهم مدى سذاجة الراي العام الشيعي العراقي انذاك.
3. الدعاية القادمة من سوريا السنية للعراق..:
– حيث كان مصدرها الملك فيصل الاول السني الحجازي.. الذي كان يحكم سوريا.. وكان كثير من الضباط السنة من اصول عراقية يعملون مع فيصل بسوريا.. ويتولون مناصب عالية..
– الشعب السوري رفع شعار سوريا للسوريين.. فلم يرحب بالغرباء فيصل الحجازي وضباطه الغير سوريين.. فبدأ فيصل يوجه انظاره للعراق.. ويسعى للحصول على ملكه.. وساعده ضباط كانوا يعملون لدى العثمانيين ثم تحولوا للعمل مع فيصل الاول واصولهم عراقية.. املا بالحصول على مناصب عليا ان سيطروا على العراق..
– حزب العهد السني بسوريا اصدر جريدة تهرب ايضا للعراق يطلق عليها العقاب.. تتميز باسلوبها الحماسي المبالغ فيه عن اخبار العراق وانتصاراتهم،
– ضباط سنة كانوا مع فيصل الاول عندما كان ملكا على سوريا.. وبايعوا الامير عبد الله ملك للعراق بعد تتويج اخوه فيصل ملكا على سوريا.. في 1920.. وارسلوا سعادة من البدو رسائل الى علماء منطقة الفرات الاوسط وشيوخ العشاير يخبرونهم بهذا النبأ وحددوا لهم حتى (العلم ذا الالوان الاربع) واتخذوا شعار للعراق…
(لنتبه سذاجة الشيعة.. ضباط سنة موالين للعثمانيين حينا.. ثم لفيصل السني حينا اخر.. ثم للامير عبد الله اخو فيصل حينا ثالثا).. يتحكمون بمصير العرب الشيعة عبر شيوخ عشائر ورجال دين منسلخين عن الواقع العربي الشيعي.. بدل ان يسعى العرب الشيعة الالتفاف حول الشيخ خزعلي العربي الشيعي بالاحواز لقيام دولة لهم كبرى تضم الاحواز ووسط وجنوب الرافدين.
4. طبقة الافندية:
حيث حصل تعاون ما بين طبقة الافندية وما بين طبقة الملالي وقيام الافندية بزيارة مجالس الملالي والجلوس بين ايديهم باحترام وخشوع.. (لواكة)..
5. تقلب الشعرات والكتاب
بعد ما كانوا يمدحون العثمانيين انتقلوا ليمدحون الانكليز .. وصاروا يشكون من ما يدعون ظلمهم وتعسفهم وذلك مسيارة للراي العام الذي كان سائدا بين سكان العراق والذي كان بفعل العوامل السابق مؤجج ضد الانكليز..
6. العشائر:
هذه العشائر التي كانت تمتهن الغزو والسلب.. وجدت بالحكم الانكليزي الذي يميل للنظام.. يحد من نفوذهم .. ويهدد سطوتهم .. مما تسببوا (باحداث الرميثة) و (احداث المشخاب)..
الزبدة من ما سبق:
تبقى أهمية ما حققته نكسة 1920 من حسم الصراع بين مدرستي السياسة البريطانية
مدرسة الهند البريطانية، ومدرسة القاهرة البريطانية، إذ كانت الأولى ترى مصلحة بريطانيا في ادارة دول الشرق الأوسط إدارة عسكرية مباشرة، أو إلحاق هذه المناطق بحكومة نائب الملك في الهند. بينما كانت مدرسة القاهرة ترى أن الأفضل للامبراطورية البريطانية المنهكة من الحرب، والمفلسة نتيجة ما تكبدته من خسائر، إقامة حكومات محلية وربطها ببريطانيا، عبر نظام الانتداب أولا، ومن ثم المعاهدات التي تضمن المصالح البريطانية. وقد فازت هذه المدرسة في الصراع، وتم الاتفاق مع الأمير عبد الله بن الحسين على تسنم عرش شرق الأردن، والأمير فيصل بن الحسين على تسنم عرش العراق بعد سنة واحدة فقط من اضطرابات 1920، لتولد تغيرات جيوسياسية مهمة في منطقة الشرق الاوسط من رحم احداث 1920 بالعراق.
من ما سبق يتبين ..:
1. لا يوجد اي دعوة لقيام دولة باسم العراق.. سواء بفتوى المرجعية ضد الانكليز عام 1914 او بنكسة العشرين..
2. من قام بالتمرد ضد النظام عام 1920 هي عشائر شيعية عربية.. يتيمة القيادة والمشروع.
3. هيمنة رجال الدين العجم الايرانيين على مصير العرب الشيعة.. كان عامل بفشل الشيعة العرب بقيام دولة لهم..
4. الافندية وطبقة الشعراء و الكتاب.. كانوا لوكية ينعقون مع كل ناعق.
…………….
واخير يتأكد للعرب الشيعة بالعراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية العرب الشيعة بمنطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
سجاد تقي كاظم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط