العراق: رحلة إعادة الحياة إلى الموصل متواصلة مع إعادة افتتاح مكتبة الجامعة ومحكمة الاستئناف

أعيد افتتاح المكتبة المركزية في الموصل في العراق رسمياً بعد ان أعيد تأهيلها حديثاً.

أعيد افتتاح المكتبة المركزية في الموصل في العراق رسمياً بعد ان أعيد تأهيلها حديثاً.

بعد بضعة أسابيع على إعادة تأهيل وافتتاح قاعة المسرح في جامعة الموصل، يأتي دور المكتبة الرسمية ومحكمة الاستئناف التي تركها تنظيم داعش في حالة خراب تام. لكن يُعاد اليوم افتتاحها رسميا لتكون “علامة فارقة مهمة في رحلة إعادة الحياة إلى المدينة” – كما أعيد افتتاح محكمة الاستئناف.

تقع المكتبة في ثاني أكبر جامعة على مستوى العراق، وهي جامعة الموصل. وأعيد افتتاحها بواسطة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجمهورية ألمانيا الاتحادية إضافة إلى محافظة نينوى.

كما أعيد اليوم افتتاح مبنى رئاسة محكمة الاستئناف الاتحادية في نينوى، ومقرها في الموصل والذي يضم محكمة الاستئناف ومحكمة الأحوال الشخصية ومحكمة الجنح ومحكمة التحقيق في محكمة العنف الأسري ومحكمة البداءة.

وصممت هذه المنشآت القضائية لتضم 50 قاضيا و300 موظفا إداريا و50 فردا من أفراد الأمن. ستتمتع المحاكم الست بالقدرة على التعامل مع حوالي 7,500 قضية شهريا.

وقالت السيدة زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق: “إن إعادة افتتاح المكتبة المركزية ومبنى رئاسة محكمة استئناف نينوى الاتحادية يعتبر علامة فارقة مهمة في رحلة إعادة الحياة لهذه المدينة العريقة.”

ويقول السيد بيتر فيلتن، القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية في بغداد: “بتحدثي إلى الناس في الموصل، أتفهم إلى أي مدى يعني لهم أن مكانين رئيسيين في حياة المجتمع قد قاما من الرماد كطائر العنقاء.”

تأتي إعادة تأهيل وافتتاح المكتبة ومحكمة الاستئناف بعد عدة أسابيع من إعادة افتتاح قاعة المسرح في جامعة الموصل رسميا، في أعقاب الدمار الذي أحدثه داعش فيها. وقد أعيد تأهيل القاعة من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبنك التنمية الألماني ومحافظة نينوى.

المكتبة المركزية: حرق الآلاف من الكتب والمخطوطات

إعادة تأهيل مكتبة الموصل المركزية بدعم من برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

إعادة تأهيل مكتبة الموصل المركزية بدعم من برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

تأسست المكتبة المركزية، التي كانت يوما من الأيام مركزا للمعرفة والثقافة، في عام 1921، وأصبحت تُعرف كواحدة من أغنى المكتبات في العراق، وتأتي في المرتبة الثانية بعد المكتبة المركزية في بغداد. لقد كانت خلية من النشاط وتضم ما يقرب من مليون مصدر ومورد. وخلال احتلال داعش، تعرضت للقصف بالصواريخ ولحقت بها أضرار بالغة مما أدى إلى حرق ما يُقدّر بـ 8,000 إلى 10,000 كتاب ومخطوطة.

وتقع المكتبة المكونة من طابقين بجوار المركز الطلابي المفعم بالحياة. ويمكن للمكتبة الآن أن تستوعب أكثر من ألف طالب في وقت واحد، وتضم أكثر من 100,000 كتاب. كما تحتوي المكتبة على مساحات مخصصة للدراسة والاجتماعات وكذلك أجهزة الحاسوب.

وقالت السيدة زينة علي أحمد: “أشعر بالفخر عندما أرى عدد الطلاب في الجامعة اليوم قد تجاوز معدلات التسجيل قبل احتلال داعش بنسبة قد تصل لأكثر من 40 في المائة. ما نراه هنا اليوم ليس مجرد جامعة تنبض بالحياة، لكنها رمز لمدينة على درب التعافي من الصراع المدمر، إن ما نراه هنا اليوم هو الأمل والعزيمة والقوة التي تظل سمة لطريقة حياة أهل الموصل.”

وضع الأولوية لإعادة البناء في الموصل

أهالي الموصل بإعادة افتتاح المكتبة المركزية لجامعة الموصل ومبنى رئاسة محكمة الاستئناف الاتحادية في نينوى.

UNDP Iraq
أهالي الموصل بإعادة افتتاح المكتبة المركزية لجامعة الموصل ومبنى رئاسة محكمة الاستئناف الاتحادية في نينوى.

تقول السيدة زينة علي أحمد، إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إنه نظرا للأهمية التاريخية للمدينة والدمار الكبير الذي طالها في ظل احتلال تنظيم داعش، أعطى الأولوية لجهود تحقيق الاستقرار وإعادة البناء في الموصل.

وكما قام برنامج إعادة الاستقرار للمناطق المحررة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإعادة تأهيل المكتبة المركزية بدعم مالي من جمهورية ألمانيا الاتحادية، والمقدم من خلال بنك التنمية الالماني.

بينما تم تجهيز المكتبة بدعم من الحكومة الهولندية. كما يتم تمويل إعادة تأهيل محكمة الاستئناف الاتحادية في نينوى من قبل جمهورية ألمانيا الاتحادية، ويتم توفير الأثاث الخاص بالمحكمة من قبل أستراليا.

 وتضيف السيدة زينة على أحمد قائلة: “هذا الجهد المشترك يؤكد مواصلتنا العمل معا لدعم شعب العراق في المضي قدما بشكل أفضل.”

من جانبه، أعرب السيد بيتر فيلتن أن هذه المشاريع تتيح للشباب في العراق أن يكونوا قادرين على بناء المعرفة والمهارات اللازمة ليساهموا بتشكيل العراق كدولة مستقرة وذات سيادة، وموحدة، وديمقراطية، وشاملة.

وأضاف يقول: “بالمثل، فإن المحكمة التي أعيد تأهيلها ترسل إشارة مطمئنة مفادها بأنه على الرغم من كل الدمار الذي عانى منه أهالي الموصل، إلا أن سيادة القانون تسود في النهاية.”

وتقول الدكتورة آنا كريستين يانكي، المديرة الاقليمية لمكتب بنك التنمية الألماني في العراق: “نحن مسرورون جدا لأن بنك التنمية الألماني بالنيابة عن الحكومة الألمانية، كان قادرا على تقديم الدعم المالي لإعادة تأهيل المكتبة المركزية. إنه لمن دواعي سروري أن نشهد إعادة افتتاح هذا المرفق ونتطلع إلى رؤية هذا المركز الهام للتعلم وتبادل المعرفة والتفاعل لإثراء الحياة الثقافية والأكاديمية في الجامعة.”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here