محاربة داعش شكلية

محاربة داعش شكلية، نعيم الهاشمي الخفاجي

لايوجد أي تضافر وتعاون دولي حقيقي في محاربة داعش وحرمان التكفيريين من منبعهم الروحي والعقدي في تنقية وحذف فتاوى التكفير والكراهية لدى أمام المفخخين أحمد بن تيمية مؤسس المدرسة الوهابية السعودية الحاكمة، توجد أسباب لتفسير حالة العجز المزمن في عدم محاربة الفكر الحاضن والمنبع للعصابات التكفيرية، ولا توجد رغبة من الدول الكبرى التي صنعت الفكر الوهابي في القضاء بشكل حاسم ونهائي، على جماعات الإرهاب الوهابي ذات الصبغة الاسلامية، من صنعهم مستفيد منهم وإن اضروه ببعض المواقف والعمليات الإرهابية التي استهدفت شعوب صانعي الفكر الوهابي، لازالوا بحاجة هذه العصابات الإرهابية لمحاربة نفوذ دول كبرى لتحقيق مصالحهم بعد أن ايقنوا استحالة أن تتحارب القوى العظمى فيما بينهم بعد دخول السلاح النووي بالحرب العالمية الثانية.

الدول الكبرى التي صنعت الفكر الوهابي يستهدفون بعض قادة المجاميع الإرهابية لإعطاء شعور وإحساس بأنهم يحاربون الارهاب، وهم بالحقيقة يدعمون الإرهاب وحتى عمليات قتل قادة داعش تمت في مناطق خارجة عن سلطة الحكومة العراقية والسورية وضمن مناطق يسيطر عليها قوات التحالف الدولي وانصارهم وحلفائهم الذي يحمل اسم التحالف الدولي لمحاربة داعش، قادة التنظيم تم قتلهم في إدلب السورية ضمن مناطق سيطرة القوات التركية العضو في حلف الناتو.

لذلك عملية قتل زعيم أو أكثر من زعماء تنظيم داعش»، كقتل زعيمه القرشي مؤخراً ومن قبله ضابط المخابرات البعثي الصدامي الجرذي ابو بكر البغدادي، لن يغير كثيراً من الواقع العملي للجماعات الوهابية الارهابية، ومن فرص تغير اسماء الجماعات الارهابية، مازال الفكر الوهابي التكفيري باقي عندما يتم استهداف فصيل إرهابي وقتل قادته يتم تغيير أسماء التنظيم إلى أسماء ورايات جديدة.

لذلك اقتصار محاربة الإرهاب على داعش والقاعدة فقط وتقريب النصرة والجبهة الشامية وفيلق عمر وطالبان يثبت أن الحرب على الإرهاب من قبل من شكل تحالف لمحاربة داعش كذبة كبرى، الذي يريد محاربة العصابات القاعدية الداعشية ومشتقاتها عدم اختصار ذلك الخيار الأمني والعسكري في استهداف فئات وتقريب فئات تعتقد بنفس المدرسة الوهابية السلفية التكفيرية، محاربة الإرهاب ينبغي محاربة الفكر الإرهابي الذي ينتج هذه الجماعات المجرمة، استمرار السعودية وقطر والإمارات بنشر كتب ابن تيمية وتدريس فكره في المدارس المدنية والدينية في السعودية وقطر والإمارات واستمرار حديث شيوخ الوهابية في الحديث في الإعلام وتبنيهم الأفكار المحرضة لنشوء التشدد الديني والإرهاب الإسلامي الوهابي في تكفير الشيعة والمتصوفة وكل بشر لا يؤمن في دين الوهابية، البيئة الوهابية بدوية الحاكم بالسعودية مستبد ومجتمع يغلب عليه التخلف والجهل والفقر والتمييز والفساد….الخ.

اندلعت حربين واسعتين في أفغانستان والعراق، النتيجة القوات المحتلة التي رفعت شعار الديمقراطية قامت في تقيد الحكومات في أفغانستان والعراق وجعلهم أضحوكة واسقاطهم بنظر الجماهير والنتيجة سلموا أفغانستان إلى طالبان مرة ثانية، وقبلها أرادوا تسليم العراق لعصابات داعش في انقلاب عام ٢٠١٤ والتي أسقطت مشروعه الداعشي المرجعية العليا الشيعية بفتوى الجهاد الكفائي والتي هزمت مشروع تسليم العراق للعصابات الوهابية التكفيرية، بايدن نفسه اعترف أنهم لم يذهبوا إلى أفغانستان إلى نشر الديمقراطية، عشرين عاما من الاحتلال إلى أفغانستان النتيجة سلموا أفغانستان لطالبان ولم يدعموا تحالف الشمال للاحتفاظ في مناطق وسط وشمال أفغانستان وهذا يكشف حقيقة اتفاقهم مع طالبان ولايهمهم عدالة طالبان والديمقراطية.

إن خيار اغتيال وقتل بعض رؤوس داعش والقاعدة، لم يكن مجدياً وحده في التصدي لهذه الجماعات المتشددة واستئصال شأفة الإرهاب، بل ساهم في توسيع انتشارها وانتشار الإرهاب ذاته… والوقائع تقول، إن الواقع يحتاج إلى محاربة الإرهاب فكريا من خلال الضغط على السعودية في اتخاذ قرار بحذف فتاوى التكفير والكراهية، تصوروا بالسعودية يذهب الطلاب من الشيعة والمتصوفة للمدارس ويتم تدريسهم أن الشيعة والمتصوفة كفره فكيف تكون حالة المواطن السعودي الشيعي والصوفي، أين حق المواطنة والمساواة، أين العدالة، العالم منح حقوق الحيوانات مثل القطط والفئران بحق العيش والأمان بينما بالسعودية المواطن الشيعي والصوفي يعامل معاملة كافر يجوز قتله وسلبه وسبي نسائه واضطهاده واحتقاره، أين العدالة، وكيف نصدق ان السعودية تتبنى محاربة الإرهاب وهي تتبنى هذا الفكر بالتعامل مع مواطنيها من الشيعة والمتصوفة.

اصدعوا رؤسنا بشعاراتهم بنشر الديمقراطية وخاصة عندما احتلوا أفغانستان والعراق قالوا أن الحرب على الإرهاب الإسلامي الوهابي الغاية منه ، دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنمية المجتمعات المتخلفة كسبيل لسحب البساط من تحت أقدام التطرف الديني، لكن الواقع على الارض عكس ذلك تماما، بقيت الأنظمة المستبدة الوهابية تنشر الكراهية ويفتي ٥٥ شيخ سعودي وهابي بقتل الشعب العراقي بحجة محاربة الاحتلال، رغم أن القوات التي احتلت العراق انطلقت من السعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين والاردن، وهل يعقل الإدارة الأمريكية عاجزة عن أن تامر الحكومة السعودية في اعتقال ال٥٥ شيخ وهابي الذي اصدروا فتوى الجهاد لقتل الشعب العراقي، لازالت الأنظمة الخليجية الوهابية الإسلاموية تدعم وتخوض حروب وتدعم الصراعات الدينية والمذهبية لتعزيز تسلطها ونفوذها ولنا في تشكيل السعودية تحالف إلى احتلال اليمن وفرض الدين الوهابي على اليمن الشمالي الشيعي الزيدي بالقوة.

الفكر الديني في السعودية والإمارات وقطر لديهم ازدواجية هم يتبنون حكم وفق الإسلام الوهابي ويدعون أن ولي عهدهم يتبنى مشروع اصلاحي تنويري، والادارة الأمريكية تعتبر الوهابية بالخليج دول اعتدال وهم يدعمون نشر تيار وهابي مدخلي يأتمر بأمر ولي العهد والحاكم يوجههم أين مايريد، مخطئ من يعتقد دعم هذا التيار الوهابي الذي يسمى في التيار الوهابي المدخلي، بل دعم التيار الوهابي المدخلي أحد أسباب نمو الفكر المتطرف هذا الرهان خاطئ وبعيد كل البعد عن اعتدال جماعات الإسلام السياسي الوهابي ومنهم حركة الإخوان المسلمون المتوهبة، من دون الأخذ في الحسبان أن هذه الجماعات الوهابية المتطرفة منبعها المدرسة الوهابية السعودية الحاكمة وهي الوعاء العقائدي والاجتماعي لنمو التعصب والتطرف الإسلامي الوهابي، ولنقل التربة الخصبة، آيديولوجياً وتنظيمياً، لتبلوره وترعرعه، فكلاهما ينهل من منهل واحد، وهي المدرسة الوهابية الدينية السعودية الحاكمة.

في السعودية تم اعتقال وسجن داعية سعودي وهابي اسمه الشيخ حسن بن فرحان المالكي الرجل قال سبب التطرف والإرهاب منبعه من العقائد الوهابية ويجب حذف فتاوى التكفير النتيجة تم اعتقاله وإصدار حكم في قطع راسه بسبب كفره حسب عقيدة القاضي الوهابي الذي حكمه بالاعدام، يفترض الحكومة السعودية تدعم الشيخ حسن بن فرحان المالكي ليقوم في تنقية الفكر المتشدد وتحويله إلى فكر معتدل.

ما دامت المدرسة السعودية الوهابية باقية تدرس عقائد التكفير والكراهية ، فالمناخ الملائم لاستمرار داعش والقاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية باقين، المناخ العام والبيئة الجاهلة البدوية تبقى الملاذ الديني لنشر الوهابية والتطرف وزيادة أعداد الانتحاريين والقتلة، البيئة البدوية تزيد تلقائياً من فرص نمو الفكر الإسلامي الوهابي المتشدد وخياره العنفي.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

20/2/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here