هل الفكر الديني ضرورة

هل الفكر الديني ضرورة :
بقلم ( كامل سلمان )
نعم الفكر الديني ضرورة لكل انسان عندما يكون عامل بناء ايجابي لشخصية الفرد و للمجتمع وعندما تكون المبادىء الاخلاقية والإنسانية خارجة من الدين مباشرة الى القلوب دون وجود الوساطات والملوثات وعندما يكون هذا الفكر سببا لسعادة الإنسان وراحة باله ، ولكن عندما يكون هذا الفكر جالبا الويلات للناس وسالبا لحرية الإنسان ويكبت تطلعات الإنسان وينشر الخرافة بين بني البشر يصبح وجوده مرفوض . اكيد الفكر الديني لم يكن في يوم من الايام فكر سيء ولكن عندما يصبح اداة لتحقيق مآرب اخرى بالتأكيد سيكون فكر سيء.
كيف يصبح الفكر الديني سيء ؟ عندما يفرض بالإكراه وعندما يصبح وسيلة دنيوية للحصول على المكاسب وهذا مايقرره ادعياء الدين . وبشهادة كتاب الله ( فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ، فسوف يلقون غيا ) وهذه الاية تخص دعاة الدين لإن الإنسان الذي يتربى في العوائل المحترمة لا يضيع الصلاة ولا يتبع الشهوات ولا يبحث عن الجواري والغلمان والليالي الحمراء ، فهنا يصبح الدين غير مقبول اجتماعيا والمقصود ليس ذات الدين بل حملة الدين المسترزقين به وهو موردهم الوحيد . وللأسف اعتاد الناس ان يفهموا بإن هذا هو الدين الذي يسمعوه من رجال الدين والمتجسد في سلوك ادعياء الدين . رغم فصل الدين عن الدولة في معظم المجتمعات الإنسانية فقد ظل الدين له حضور عند الناس بل زادت مكانته نظرا لأن الدين قد اخذ موقعه الصحيح بعد فصله عن الدولة واصبح بعيدا عن المزايدات والمضاربات السياسية .
الدولة المدنية الصحيحة تعطي للدين حقه وتلبي متطلبات الدين واهداف الدين ، الم نعتقد بإن الدين يطالب بحرية الإنسان ، الم نعتقد بإن الدين يطالب بالعدالة الاجتماعية ، الم نعتقد بإن الدين يطالب بفرض القانون ، الم نعتقد بإن الدين يطالب بتوفير الامن والقضاء على الفقر ومحاسبة الفاسدين ، الم نعتقد بإن الدين يرفض المحاباة والمحسوبية وان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب ، كل هذه الاشياء واشياء اخرى يطالب بها الدين تستطيع الدولة المدنية توفيرها بسهولة لأن تركيبة الدولة المدنية لا تتقبل غير ذلك بوجود الرقابة من جهات رقابية شديدة الحساب والاكثر من ذلك الجميع يرضى بها بمختلف دياناتهم وعقائدهم وانتماءاتهم ، بينما يعجز ادعياء الدين ارضاء الجميع او حتى ارضاء اتباعهم ، إذا لماذا هذا الاصرار والصراخ على تطبيق الشريعة وتطبيق الدين الاستعراضي مادام البديل الصحيح موجود دون ان يسبب اي ضرر للدين ويحقق اهداف الرسالات السماوية في حفظ الإنسان وصون كرامته وفرض العدالة الاجتماعية . هنا سنكون امام نتيجة حتمية وهي سوء النوايا من لدن اصحاب الدين الذين تعودوا ان يتسيدوا المجتمع ويحتفظوا لعوائلهم بالامتيازات . اي من خلفاء المسلمين و سلاطينهم وأمرائهم الذين حكموا بأسم الدين خلال ١٤٠٠ عام لم يجعل الحكم امتيازات عائلية ؟ من من خلفاء المسلمين خلال ١٤٠٠ عام لم يكن الفقر والمرض والجهل مصاحبا لحكمه .. ارحموا الدين ويكفي متاجرة به واعلموا انكم ستموتون والدين باق . كم مرة تحتاج ان تجرب لكي تنجح ، عشرات الدول الاسلامية وربما المئات تأسست من بعد وفاة الرسول ع ولحد يومنا هذا ، ومن مختلف المذاهب ومن مختلف الافكار ومن مختلف الاعراق ( عربي ، كوردي، فارسي، تركي، وغيرها) ومن مختلف العوائل والانساب ، لم تنجح دولة اسلامية واحدة في التأريخ بل كانت كل دولة عبارة عن حمامات من الدم وكلها بأسم الله وبأسم الشريعة . فهل نحن بحاجة الى المزيد مادام الدم رخيص ، اتقوا الله .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here