المضحك المبكي  لعبة خداع الجماهير

  *فارس حامد عبد الكريم
تم القبض على رئيس وزراء العراق ووزير خارجيته لثمان مرات في العهد الملكي العراقي الدبلوماسي والتربوي القدير الدكتور الاستاذ فاضل الجمالي وإحالته الى محكمة المهداوي وتم الحكم عليه بالاعدام شنقاً حتى الموت حسب نطق المحكمة كونه( عميل ومن اذناب الاستعمار والصهيونية).
وهذا الوصف خلاف الحقيقة والواقع بالمرة
حتى ان الصحف العالمية وبكل اللغات ومنها الصحف التونسية التي كان يسكنها ويدرس في جامعاتها نعته عند وفاته بالقول؛
 ( ان الجمالي كان من مؤسسي الامم المتحدة وأخر من تبقى من الموقعين على ميثاقها ويعد من أشرس المدافعين عن القضية الفلسطينية واستقلال المغرب العربي في المحافل الدولية).
تشهد بما تقدم كل تصريحاته امام الامم المتحدة والمحافل الدولية ومؤلفاته … وقيامه بإدخال الحبيب بورقيبة رئيس الحزب الدستوري التونسي الذي اصبح لاحقاً رئيسا لجمهورية تونس الى مقر الامم المتحدة سنة 1954 والذي منعته السلطات الامريكية من دخولها لعدم حمله صفة رسمية مع الوفد العراقي ليلقي كلمة حركات التحرر التونسية ضد الاستعمار الفرنسي مما ادى الى غضب ممثل فرنسا في الامم المتحدة واعتراضه والمطالبة بطرده لأنه لايمثل دولة ما، ولكن المسؤولين في الامم المتحدة ابلغوه انه مسجل رسمياً ضمن اعضاء الوفد العراقي وهي دولة عضو ومؤسس للأمم المتحدة ولايمكن بأي حال من الأحوال طرد أحد اعضاء وفدها.
انسحب ممثل فرنسا من الإجتماع.
وبعد القاء كلمة العراق قال الجمالي سأحيل الميكرفون إلى أخي الحبيب بورقيبة للتحدث باسم دولة تونس الحرة وهنا ساد الصمت في القاعة
استلم بو رقيبة الميكرفون وألقى خطاباً حماسياً بطولياً نال استحسان الحاضرين وإعجابهم وتفهم العالم أجمع حقيقة الاستعمار الفرنسي ومأسيه على الشعب التونسي ووقف الجميع يصفق ويحيي هذا البطل القومي وبعد انتهاء خطابه توجه بورقيبة إلى الدكتور فاضل الجمالي وقال له؛
(لا أنا ولا بلدي تونس سننسى لك صنيعك هذا).
بعد اقل من سنتين من هذه الحادثة أي في العام 1956 حصلت تونس على استقلالها من الاستعمار الفرنسي بفضل كفاح شعبها بالدرجة الاولى ومن ذلك المبادرة الجريئة والشجاعة من الدكتور محمد فاضل الجمالي.
اصدر عبد الكريم قاسم عفواً عن الدكتور فاضل الجمالي بتوسط دولي واسع ومنهم الحبيب بورقيبة وانتقل للعيش في تونس والتدريس في جامعاتها حتى وفاته سنة 1997.
ماتقدم يعد مثالاً تاريخياً نادراً عن قيام رجل واحد بدعم قيام دولة ضد دولة عظمى واحراجها الذي ينتهي بانتهاء احتلالها لتلك الدولة ونيلها استقالالها.
نسخة منه الى القلة من ابناء تونس الذي كانوا ولازالوا يعادون ابناء العراق أشد العداء وخاصة اولئك الدين قاموا بأعمال ارهابية تسببت بإستشهاد العشرات من ابنائه.
نبذة عن حياته؛
محمد فاضل الجمالي، هو وزير وسياسي ومفكر ومؤلف عراقي ألف العديد من الكتب والمقالات في مجال الوحدة العربية والعلوم التربوية. شغل منصب رئيس وزراء العراق خلال عامي 1953-1954، كما أنه أول شخصية عراقية تحمل شهادة دكتوراه في علوم التربية من جامعة هارفارد ويعتبر من المؤسسين للأمم المتحدة في عام 1945. ويكيبيديا
تاريخ ومكان الميلاد: 20 أبريل 1903، الكاظمية، بغداد، العراق
تاريخ ومكان الوفاة: 24 مايو 1997، تونس، تونس‎
المنصب السابق: رئيس وزراء ووزير خارجية العراق.
الكتب: Letters on Islam، خبرات وآراء في الدراسة الجامعية،
Letters on Islam
1965
خبرات وآراء في الدراسة الجامعية
1993
دعوة الى الاسلام: رسائل من والد في السجن الى ولده
2013
صفحات من تاريخنا المعاصر
1993
مأساة الخليج والهيمنة الغربية الجديدة
1992
دفاعا عن العربية
1996
التعليم: جامعة كولومبيا، الجامعة الأمريكية في بيروت، Teachers College, Columbia University

____

* استاذ جامعي – النائب الأسبق لرئيس هيئة النزاهة الإنحادية.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here