بوتن رجل المخابرات الروسية يمتلك من الاسرار ما جعله يخوض الحرب لإجهاض المشروع الامبريالي الجديد

بوتن رجل المخابرات الروسية يمتلك من الاسرار ما جعله يخوض الحرب لإجهاض المشروع الامبريالي الجديد

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

ان أمريكا هي آخر من يتحدث عن التنديد بالحرب الروسية ألاوكرانية ويصفها بالغزو لان أمريكا والغرب معها هم الغزاة القدامى وهم الغزاة الجدد ضد البلدان كما حصل مع العراق وأفغانستان وقبلها فيتنام وبورما واستخدام السلاح النووي في هيروشيما وناكازاكي وغيرها من البلدان والشعوب. و أمريكا والغرب هم أصحاب الحرب العالمية الأولى والثانية والنازية القديمة والحديثة وزرع الفتن وبؤر الصراع وخلق المشاكل للشعوب لابقائها خاضعة لنفوذها. ففي العراق هذا البلد الجميل ذو الخيرات الهائلة وصاحب الحضارة البشرية الأولى دمرته أمريكا والغرب وتركته مدمرا بين يدي عصابات وفاسدين وسلمته لأيران تعبث به كيفما تشاء بينما انهزمت هي شر هزيمة بعد افتعالها للحروب. ففي عام ١٩٩١ افتعلت أمريكا وحزب جو بايدن نفسه قضية احتلال الكويت من اجل تدمير العراق والهيمنة على المنطقة واستخدمت اليورانيوم المنضب مما رفع امراض السرطان التي قتلت مليون طفل عراقي بعد ان قطعوا عنهم الدواء في حصار بربري طال امده سنوات عديدة. وبعد ذلك جاء مجرمي الحروب جورج بوش الابن وتوني بلير المعروفين بكذبة (انبوبة المقبور الكذاب الاشر كولن باول) لكي يقوموا بغزو العراق واسقاطه كدولة بحجة تهديد الامن بعد ان نقلوا جنودهم ومرتزقتهم العلوج الاف الاميال عن حدود بلدانهم. وسبحان الله كانت أوكرانيا من ضمن الدول التي أرسلت دباباتها التي كانت تصوب فوهاتها نحو صدور العراقيين وتعبث ببنيته التحتية ومرتكزات شعبه وممتلكاته وامن مواطنيه تملقا لأمريكا التي وصفت قادة جيش اوكرانيا بالفاسدين حسب ما جاء في قول الجنرال الأمريكي المتقاعد (مارك هيرتليند) ان القوة الأوكرانية كانت قوة فضيعة جنرالاتها فاسدين وغير منضبطين (حسب قوله).

الصراعات العسكرية لاتحل بالعقوبات والذي لجأت اليه الدول الغربية بفرض عقوبات على روسيا هو امر خطير بل وإخراج للقضية من دائرة ضيقة الى دائرة أوسع هي اكثر خطورة خاصة مع دعواتهم لأرسال أسلحة فتاكة لأوكرانيا ولفتح باب التطوع لمواطني تلك الدول للقتال ضد الروس وهذا ما دفع الرئيس الروسي بوتن للتلويح بالسلاح النووي. هم وبسبب فشلهم او بالأحرى تعمدهم دفعوا بالوضع ان يصبح خطيرا جدا و لا يحتاج الا الى شرارة بسيطة لكي يتحول الى صراع عالمي وحرب نووية تعيد العالم الى عصور الظلام وشريعة الغاب. وفي كل الأحوال فأن العالم بعد اليوم ليس كما قبله ولم تعد أمريكا والقارة العجوز تمتلك نفس القدرات والوسائل الخبيثة لاستعباد الشعوب ولعلنا نشهد حرب صينية تايوانية قريبا ولربما ظهور احلاف جديدة. الفشل الأمريكي الغربي لم يعد يقتصر على هزيمة أمريكا المذلة من أفغانستان والعراق بل لم يعد خافيا على احد في أوكرانيا بسبب تخبط سياسات بايدن و ضعفهم بل وتخليهم عن حماية عملائهم. و لم يعد خافيا علـى احد السياسات الامبريالية الجديدة ضد الشعوب وقد اصبح واضحا بعد العقوبات لاسيما الإعلامية على روسيا مدى دكتاتورية الأنظمة الغربية ودكتاتورية مؤسساتها التي تدافع عن حقوقهم وليس حقوق الشعوب الأخرى كما ظهر في فلتات لسان مراسلة ال NBC من بولندا (كلي كوبيلا) عندما وصفت النازحين الاوكرانيين بانهم ليسوا سوريين بل هم بيض ومسيحيين مثل البولندين وهذا ينم عما يفكر به هؤلاء تجاه الشعوب التي استعبدوها واستعمروا بلدانها وسرقوا خيراتها وتعاملوا مع نازحيها بسبب حروبهم هم بسوء نية وقسوة. على كل حال تعاملهم مع روسيا النووية والعضو الدائم في مجلس الامن صاحب حق الفيتو سوف لن يكون كما حلموا به او أرادوا له ان يكون ويبدو ان الرئيس بوتن يمتلك من الاسرار ما لم يبوح به بعد لهذا اضطر الى الدخول بحرب لتحييد أوكرانيا التي كانت تعد لكي تكوت قنبلة موقوته لشرذمة روسيا التي اجهضها بوتن الى الابد وجعل العالم مهما كان مصيره بعد اليوم مختلفا عن قبل اليوم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here