من مع ومن ضد والسياسة مصالح وليست صداقة

من مع ومن ضد والسياسة مصالح وليست صداقة

د.جعفر القزويني

البعض يتفاجأ ان سويسرا تخلت عن حيادها وقررت تجميد اموال روسيا

وان فنلندا التي ارسلت رسالة حياد الى بوتين قبل اسبوع قد لحست حيادها وقررت الانضمام للناتو وارسال اسلحه لاوكرانيا

وان المانيا وبعد 77 سنه خرجت من تحديدات الحرب العالميه الثانيه وبدأت في عسكرة الصناعه الالمانيه لمستويات عام 1939.

وان السويد التي بقيت محايده من عام 1914 قررت القاء حيادها في البحر وان تنضم للناتو..

كل هذا لم يفاجئني.

1- في دراستي للاقتصاد العالمي تجد ان الاقتصاد العالمي في حالة ركود لم تخرج منه من عام 2008 وان كل ما تم اتخاذه هو اجراءات ترقيعيه لتمشية الامور

الاقتصاد الرأسمالي وصل الى نقطة التوقف خصوصا بعد كارثة كورونا. الحل الوحيد هو تصفير النظام وهذا لا يحدث الا بحرب كبرى.

وقبل سنوات قرأت كتاب عن الحرب العالميه الاولى لا اتذكر كل تفاصيله ولكن ما اذكر منه ان رئيس نقابات العمال في فرنسا حذر في سلسلة مقالات في الجرائد ان البنوك الرأسماليه و صناعيي اوربا من روسيا الى المانيا الى النمسا الى فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وامريكا اتفقوا على خوض الحرب بينهم!!! وانهم اتفقوا على ان تصبح سويسرا ارض محايده لتكون ملجأ آمن لارباحهم من الحرب.

بعد نشره للمقالات تم اغتياله واعلنت الحرب عام 1914.

نفس الشيء تكرر عام 1939 بعد الانهيار العالمي في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي.

الان الاوضاع مشابهه لتلك والعالم من وجهة نظر النظام الرأسمالي بحاجه للحرب لتصفير النظام.

2-الكل يلاحظ ان الغرب يسير في خطوات منتظمه وليس كرد فعل وانما كأنه يسير على خطه مرسومه سلفا.

كان بامكان الغرب ان يقبل اوكرانيا في حلف الناتو من يوم دمرت سلاحها الستراتيجي النووي والقاذفات والصواريخ العابرة القارات كما فعل مع دول البلطيق. ولكن الغرب ترك اوكرانيا وحيده في حضن الدب الروسي منتظرين ان تقوم قياده روسيه بتهديد اوكرانيا فيتخذوها ذريعه لجر روسيا للحرب.

هناك فرق بين مراكز الابحاث الستراتيجيه عندنا وبين مراكز الابحاث الغربيه. في مراكز ابحاثنا ياتون بضباط سابقين او سياسيين في المراكز يقرأون الكتب والمنشورات ويتابعون الاخبار ويكتبون التقارير التي قد يقرأها السياسي او يهملها صاحب القرار.

مراكز الابحاث الامريكيه والغربه تختلف .. يأتون بخريجي جامعات في الاحصاء والتخمين والكومبيوتر ويعملون جنبا الى جنب مع العسكريين والاقتصاديين والسياسيين ويقومون بشيء مهم جدا هو ال(سيميليشين) اي اجراء تشبيه على الكومبيوتر لحاله معينه.

يعني يضعون في الكومبيوتر امكانيات كل دوله العسكريه والاقتصاديه ويجربون وضع معين مثل اجتياح روسي لاوكرانيا او دول البلطيق او اجتياح العراق للكويت مثلا.

مخرجات هذا التشبيه توضع في دراسه ومنه يتم وضع خطه مرسومه لخطوات والتوقيتات لكل خطوه يتم اتخاذها.

هذه الخطه توضع في لوكر فيه كل وضع ممكن ان يحصل والخطه الخاصه به. حين يتحقق هذا السيناريو يتم سحب الخطه وتطبيقها او ادخال تعديلات صغيره عليها قبل التطبيق.

لذلك نرى خطواتهم متتابعه ومحسوبه وليست رد فعل ابدا.

3-كانت العقوبات الاقتصاديه مفاجئه ليست لبوتين وحده وانما للعالم كله. اشد من وضع العقوبات هي بريطانيا. فمنذ عام 1991 حين سقط الاتحاد السوفيتي قدمت بريطانيا نفسها كجنه لاصحاب الاموال الروس. بالضبط مثلما فعلت مع حرامية العراق حيث وفرت للاموال المسروقه ملاذ آمن ومنحت الحراميه الروس جناسي واقامات ذهبيه ومنعت عنهم الملاحقات القضائيه لكي تشجعهم على جلب اموالهم الى لندن. في نفس الوقت وبعد ان لاحظت تكالبهم على العقارات رفعت اسعار العقارات في بريطانيا ولندن خصوصا الى مستويات فلكيه. فالشقه التي كانت في التسعينيات بمئة الف باون او اقل صارت اليوم باكثر من مليون باون اي اكثر من 10 اضعاف ان لم يكن عشرين. وبذلك سحبت اموال الحراميه الروس طوال ثلاثين سنه.

عقوبات بريطانيا اليوم تضمنت قائمه بثمانمئة اسم اتضح انهم كانوا تحت المراقبه من سنوات طويله وممكن من قبل ان يتوجهوا لبريطانيا تم سحب الجنسيه والاقامه منهم وحجز اموالهم المنقوله وغير المنقوله وكذلك طائراتهم ويخوتهم وسياراتهم الخاصه.

ما سمعته كذلك ان الشرطه اقتحمت قصورهم وشققهم وامرتهم بالخروج بالملابس العاديه بلا فراء ولا ملابس ثمينه وبلا حلي او ساعات ونقلتهم الى اماكن سكن عاديه وستصرف لهم راتب اسبوعي بحدود 500 باون وهم تحت المراقبه وممنوعين من السفر.

لا توجد للآن احصائيه عن كمية الاموال المصادره والمحجوزه ولكنها تقدر بمئات المليارات من الباونات.

هذه فقط بريطانيا وكذلك امريكا وباقي اوربا وكندا واستراليا ونيوزلند واليابان وللغرابه … سويسرا ايضا!!!

الغرب مول حربه من اموال روسيا.

4- طول الفتره السابقه وخلال مناقشات يوميه تجري بيني وبين الدكتور نوري المرادي كنا ننتظر من سيقوم بالهجوم اولا من الاحتمالات الثلاث.

فقد كنا ننتظر اما ان تهاجم روسيا اوكرانيا

او ان تهاجم الصين تايوان

او تهاجم اسرائيل ايران ( كان اضعف الاحتمالات)

هذه كلها ممكن ان تكون مدخلات لمواجهه دوليه

بوتين اخطأ في حساباته (حسب ما اعتقد) توقع انه حين يهاجم اوكرانيا فان الغرب سيتراجع ويتفاوض معتمدا على ان الغرب لايريد مواجهه

وان الصين ستستغل الفرصه لتهاجم تايوان

وان المانيا لن تتمكن من التخلي عن غاز ونفط روسيا

وان السويد وفنلندا سيحافظون على حيادهم

وان سويسرا لن تحجز على اموال روسيا

كل هذا لم يحصل ولن يحصل…

وان القياده الصينيه الجماعيه وليست الفرديه لن تخاطر باقتصادها لاسترجاع تايوان التي ستعود الى الصين ان عاجلا او آجلا

اتضح ان الغرب يسعى للمواجهه باكثر مما يسعى لها بوتين

وانه حتى التهديد بالنووي لم يؤثر فيهم للتراجع.

مازال بامكان بوتين ان يتراجع ولا عار في هذا فالاصرار على الاستمرار سيؤدي للكارثه, سيدفع بوتين وروسيا ثمنا للتراجع ولكن الثمن الذي سيدفعه العالم للاستمرار سيكون موت شامل ودمار هائل للعالم كله وليس لاوربا وامريكا وحدهما.

هل سيستمع بوتين لصوت العقل؟

لا اعتقد ذلك

الغرب درس نفسية بوتين وهو متفرد بالسلطه وليس هناك من ينصحه بعكس ما يريد

حتى مدير مخابراته الذي لمح باقل ما يمكن للتفاوض زجره بوتين وهدده على رؤوس الاشهاد

الغرب سيستفز بوتين ويمنعه من التراجع لان الغرب الرأسمالي المجرم يريد الحرب وهم درسوا نفسيته وسيستفزوه بما لا يستطيع تحمله فيجعلوه يمضي في طريق هم رسموه له.

لا ملجأ لنا اليوم الا الدعاء الا يصر بوتين على السير في طريقه وان يستمع الى صوت العقل لا في طريق الدمار العالمي الشامل.

في الوقت الذي يتابع فيه العالم الغزو الروسي لأوكرانيا بقلق بالغ، تشعر تايوان بالخطر من أن تقدم الصين على شن هجوم خاطف لضم الجزيرة المستقلة، فماذا تقول الصين؟ وهل هذا احتمال وارد بالفعل؟

كان الأوكرانيون والروس والعالم أجمع قد استيقظوا الخميس 24 فبراير/شباط على وقع الحرب في أوكرانيا، بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء عملية عسكرية في دونباس، لكن سير العمليات الحربية يشير إلى أن الهدف العسكري لروسيا لا يتوقف عند حدود الإقليم الانفصالي، فالهجوم الروسي يطال جميع الأراضي الأوكرانية وصولاً إلى العاصمة كييف.

الهجوم الروسي على أوكرانيا له تداعيات سلبية هائلة لن تتوقف عند حدود الدولتين، بل تتعداها إلى القارة الأوروبية ككل وسيتأثر جميع سكان الكوكب بتلك التداعيات سواء الاقتصادية أو الجيوسياسية، فالنفط ارتفعت أسعاره إلى ما فوق 105 دولارات للبرميل وكذلك ارتفعت أسعار القمح، كرد فعل مباشر على بدء الهجوم الروسي.

تايوان ترفع درجة الاستعداد العسكري

وإذا كانت الأزمة الأوكرانية هي التهديد الأكبر على الأمن في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، فإن تأثير تلك الأزمة انعكس بشكل مباشر على أزمة تبدو متشابهة وهي أزمة تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، ويقول الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بكين ستعيد الجزيرة إلى السيادة الصينية بالقوة إن لزم الأمر.

إذ كانت الصين وتايوان قد انفصلتا خلال حرب أهلية في الأربعينيات، وتعتبر تايوان نفسها دولة ذات سيادة وتحظى بدعم أمريكي وغربي، لكن لا يعترف بتايوان سوى عدد قليل من الدول، إذ تعترف معظم الدول بالحكومة الصينية في بكين بدلاً عن ذلك. ولا توجد علاقات رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان، ولكن لدى واشنطن قانون يلزمها بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.

وخلال السنوات القليلة الماضية بدأت الصين تصعيد لهجتها فيما يتعلق بتايوان وبدأت تجري تدريبات عسكرية وطلعات جوية مكثفة تخترق المجال الجوي للجزيرة واتخاذ خطوات عدوانية تجاه أي دولة تقيم علاقات من أي نوع مع تايوان.

وقبل أن تندلع الحرب في أوكرانيا بالفعل، أعلنت الحكومة التايوانية أنها تتابع عن كثب الموقف في المضيق الفاصل بينها وبين الصين، وتكثف استعدادها للرد على مجريات الأمور في أوكرانيا.

وقال المكتب الرئاسي في تايوان، الأسبوع الماضي، إن الجيش يواصل تعزيز عمليات الاستطلاع والمراقبة، مضيفاً أن السلام والاستقرار الإقليمي “مسؤولية مشتركة بين كل الأطراف”.

“كل الوحدات العسكرية مستمرة في متابعة الوضع في أوكرانيا والتحركات في مضيق تايوان عن كثب ومستمرة في تعزيز الاستطلاعات والمراقبة المشتركة وتزيد تدريجياً من مستوى الاستعداد القتالي رداً على العلامات والتهديدات المختلفة، وذلك للرد بفاعلية على المواقف المختلفة”.

وشكلت رئيسة تايوان تساي إنغ-وين مجموعة عمل ضمن مجلس الأمن القومي لتايوان لمتابعة الأزمة الأوكرانية، وبعد أن أعلن بوتين الإثنين 21 فبراير/شباط الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين في دونباس، زاد القلق بشكل واضح في أروقة الحكومة التايوانية، وانعكس ذلك في تصريحات تساي نفسها.

فعلى الرغم من قول تساي إن هناك اختلافات جوهرية بين تايوان وأوكرانيا من حيث الجغرافيا السياسية والجغرافيا التقليدية وسلاسل التوريد العالمية، فإنها أضافت أنه “في مواجهة القوى الأجنبية التي تنوي استغلال الموقف في أوكرانيا والتأثير على معنويات المجتمع التايواني، لابدَّ أن تقوي جميع الوحدات الحكومية استعدادها لمنع حرب المفاهيم والمعلومات التي تنشرها القوى الأجنبية والمتواطئين معهم على الساحة المحلية”، بحسب تقرير لموقع يوراكتيف.

كيف ردَّت الصين؟

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، قالت الأربعاء إن المقارنات بين القضيتين الأوكرانية والتايوانية غير مناسبة، وأشارت إلى أنه بعد ظهور الأزمة الأوكرانية، بدأ الكثيرون يذكرون تايوان باستمرار، لكن هؤلاء الناس يفتقرون حتى إلى الحد الأدنى من الفهم لقضية تايوان.

وأكدت تشون أن قضية تايوان نشأت نتيجة للحرب الأهلية والمواجهة السياسية، لكن سيادة الدولة الصينية ووحدة أراضيها لم يتم تقسيمهما ولا يمكن تقسيمهما، وهذا هو الوضع الراهن لقضية تايوان.

“تايوان في الحقيقة ليست أوكرانيا، لقد كانت تايوان على الدوام جزءاً لا يتجزأ من أراضي الصين، وهذه حقيقة تاريخية وقانونية لا جدال فيها”. وأشارت هوا تشين ينغ إلى أن مبدأ “الصين الواحدة” هو معيار مقبول للعلاقات الدولية، وأن السلام في الجزيرة يعتمد على التطور السلمي للعلاقات بين بكين وتايبيه، وليس على استمالة تايوان لقوى خارجية على أمل بيع أسلحة أو تقديم الدعم العسكري. ولخصت بالقول إن “استقلال تايوان طريق لا يؤدي إلى أي مكان، ولا ينبغي أن يسيء أحد فهمه أو تقديره”.

لكن حقيقة الأمر هي أن المقارنات بين أوكرانيا وتايوان لم تأتِ فقط على لسان المسؤولين في الجزيرة ذات الحكم الذاتي، إذ كان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نفسه قد حذر الأسبوع الماضي، أثناء خطاب له أمام البرلمان، من أن فشل أوروبا في منع غزو روسيا لأوكرانيا سيشجع الصين على أن تفعل الأمر نفسه في تايوان.

كما أن تلك المقارنات بين أزمتَي أوكرانيا وتايوان حاضرة بشكل لافت في التحليلات السياسية في الغرب والشرق على السواء، وازدادت وتيرتها مع دخول الأزمة الأوكرانية مراحلها الساخنة ومن ثم اشتعال الحرب بالفعل ودخول القوات الروسية إلى الأراضي الأوكرانية، دون أن يكون للتهديدات الغربية بفرض عقوبات اقتصادية أي تأثير على قرار الرئيس الروسي.

أين تقف الصين من الغزو الروسي لأوكرانيا؟

يعتبر هذا السؤال هو لب القضية الآن بالنسبة لمسألة تايوان من جهة ولتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا بالنسبة للنظام العالمي الحالي بشكل عام. فإذا ما دعمت الصين روسيا بشكل واضح ومباشر، سيكون ذلك نفاقاً واضحاً من بكين، التي ترفع شعار عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى في وجه أمريكا والغرب طوال الوقت.

وتتركز أسئلة الصحفيين وتحليلات المحللين والخبراء حول هذه النقطة تحديداً، خصوصاً منذ اعتراف بوتين باستقلال دونيتسك ولوغانسك، ثم ازدادت حدة بعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

فبعد أن أعلنت الدول الغربية فرض عقوبات على روسيا بسبب الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين وقبل أن يبدأ الغزو، واجهت هوا تشون ينغ، الأربعاء، عاصفة من الأسئلة تركزت حول ما إذا كانت بكين ستفرض عقوبات على موسكو.

لكن الرد كان مباشراً، وهو أن الصين تعارض أي عقوبات أحادية الجانب، وتابعت: “تسأل عما إذا كانت الصين ستفرض عقوبات على روسيا؟ من الواضح أنك لا تفهم سياسة الحكومة الصينية بما فيه الكفاية… الصين تعارض دائماً العقوبات غير القانونية من جانب واحد”، بحسب تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية.

“منذ عام 2011، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا أكثر من 100 مرة، لكن يمكننا التفكير بهدوء أو مناقشة ما إذا كانت العقوبات الأمريكية قد حلت المشكلة؟ هل تغير العالم للأفضل بسبب العقوبات الأمريكية؟ هل ستحل المشكلات في أوكرانيا لأن العقوبات الأمريكية ضد روسيا، هل يصبح الأمن في أوروبا أكثر موثوقية بسبب العقوبات الأمريكية ضد روسيا؟”.

وأعربت الدبلوماسية عن أملها في أن تنظر الأطراف المعنية بجدية في ذلك، مضيفة أنه “ينبغي بذل الجهود لحل القضية من خلال الحوار والمشاورات. إن موقف الصين بشأن القضية الأوكرانية ثابت ولا يتغير، وإن موقفها من هذه القضية يتفق مع الموقف الثابت منذ فترة طويلة بتعزيز الحوار والتشاور لحل القضايا الإقليمية الساخنة. لا يزال هناك أمل في حل سلمي للأزمة الأوكرانية على الرغم من التصعيد المستمر للتوترات”.

لكن الواقع هو أن روسيا هاجمت أوكرانيا بالفعل، ورغم ذلك أحجمت بكين عن إدانة ذلك الهجوم، بينما قالت تايوان إنها ستنضم “للدول الديمقراطية في معاقبة روسيا لغزوها أوكرانيا”، وهذا يعني أن الصين وتايوان ليستا “دولة واحدة” كما تردد بكين، فماذا يعني ذلك للخطوات الصينية على المدى القصير؟

تايوان وأوكرانيا متشابهتان على أرض الواقع

المتابع لتصريحات الرئيس الروسي الخاصة بالأزمة الأوكرانية طوال الأسابيع الماضية يرى بوضوح أن التاريخ كان حاضراً بقوة في التمهيد للقرارات التي اتخذتها موسكو، وبالتالي فإن حديث الصين عن أن تايوان جزء لا يتجزأ منها وأن سبب الأزمة هو الحرب الأهلية يشبه إلى حد ما المنطق الروسي، بحسب محللين غربيين تحدثوا إلى مجلة Newsweek الأمريكية.

وحتى إذا ما كانت اختلافات شكلية بين طبيعة العلاقة بين أوكرانيا وروسيا من جهة وبين الصين وتايوان من جهة أخرى، فإن طبيعة الأزمتين تحمل قدراً لا يستهان به من التشابه، وبالتالي فإن تأثير الغزو الروسي، إن تم وتحققت أهداف بوتين كاملة، سيكون ضخماً ومباشراً على قرار نظيره الصيني شي جين بينغ فيما يتعلق بتايوان.

والمقصود بالطبيعة المتشابهة لبعض جوانب الأزمتين هو أن روسيا تريد بالأساس منع حلف الناتو من ضم أوكرانيا، وبالتالي تهديد حدودها مباشرة، والصين تريد أيضاً أن تبعد قوات الناتو بزعامة أمريكا عن محيطها الإقليمي، فالأزمتان تتعلقان بنظام عالمي تقوده وتهيمن عليه واشنطن وترفضه موسكو وبكين وتتحديانه وتريان الوقت مناسباً للتخلص منه.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى جاهداً إلى منع التحالف بين بوتين وشي، لكن الواضح من مسار الأزمة الأوكرانية هو أن تلك الجهود الأمريكية قد فشلت فشلاً ذريعاً، وأصبحت المواجهة بين أمريكا والصين وروسيا أمراً واقعاً، وهذا ما يجعل تايوان وأوكرانيا أزمتين متشابهتين في طبيعتهما.

وفي هذا السياق يرى خبراء أن الصين ستؤيد روسيا دبلوماسياً، وربما اقتصادياً، بعد غزو أوكرانيا، وهو ما يزيد تدهور علاقات بكين المتصدعة بالفعل مع الغرب، حتى وإن لم تقدم الصين دعماً عسكرياً لروسيا. إذ كان موقف الخارجية الصينية المتكرر هو اتهام الولايات المتحدة “بنشر معلومات كاذبة” وإثارة التوترات، وحث واشنطن على احترام المطالب الأمنية التي تقدمت بها روسيا والاستجابة لها.

وقد أظهرت الصين بالفعل أنها صديق يعول عليه، فلم تنضم إلى الإدانة الغربية لروسيا بعد بدء الهجوم على أوكرانيا، وكانت الصين الدولة الوحيدة التي صوَّتت بلا إلى جانب روسيا في الشهر الماضي، في محاولة فاشلة لمنع مجلس الأمن الدولي من الاجتماع بطلب من الولايات المتحدة لمناقشة الحشود العسكرية الروسية قرب حدود أوكرانيا.

في تهديد غير مسبوق، وعلى وقع الحرب الروسية في أوكرانيا والتصعيد بشرق أوروبا، هددت الصين الولايات المتحدة الأمريكية بـ”دفع ثمن باهظ” إذا استمرت في تحركاتها بدعم تايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ منها وترفض محاولات دعم استقلالها من قِبَل واشنطن. فهل تتطور التحذيرات الصينية إلى تحركات عسكرية في جزيرة تايوان، مستغلة انشغال الغرب بالحرب الروسية التي تهدد شرق القارة الأوروبية؟

الصين تحذر أمريكا من “اللعب بالنار”.. هل تندلع الحرب في تايوان بعد أوكرانيا؟

حذرت وزارة الخارجية الصينية، الثلاثاء 1 مارس/آذار 2022، من أن “أي محاولات تقوم بها الولايات المتحدة لدعم تايوان ستكون عبثية وغير مجدية”، وذلك في الوقت الذي وصل فيه وفد من كبار مسؤولي الدفاع والأمن السابقين الأمريكيين إلى تايوان.

حيث أضافت الخارجية الصينية، في بيان لها، أن “الولايات المتحدة تضخّم مرور سفنها الحربية عبر مضيق تايوان، إن كان قصدها إرسال رسالة لدعم استقلال تايوان، فإن هذه التصرفات لن تؤدي إلا إلى تسريع انهيار قوي لاستقلال تايوان، وستدفع الولايات المتحدة ثمناً باهظاً لأفعالها”.

فيما أكدت أنه “إذا حاولت الولايات المتحدة ترهيب الصين، والضغط عليها بهذه الطريقة، لدينا هذا التحذير الصارم: ما يسمى بالردع العسكري سوف يتحول إلى نفايات حديدية عند مواجهة السور العظيم الحديدي المتكون من 1.4 مليار صيني”، وفق تعبيرها.

وبحسب وسائل إعلام غربية، جاءت زيارة وفد من المسؤولين الأمريكيين السابقين إلى تايبيه كخطوة يُنظر إليها على أنها طريقة الرئيس جو بايدن لطمأنة شعب الجزيرة بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا؛ حيث ذكرت صحيفة “نيوزويك” الأمريكية أن المراقبين في جميع أنحاء العالم سارعوا للتنبؤ بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيحاول قريباً اتباع خطوات روسيا ضد تايوان.

في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين، إن “إرادة الشعب الصيني في الدفاع عن سيادتنا الوطنية ووحدة أراضينا ثابتة”، مردفاً: “أياً كان من ترسله الولايات المتحدة لإظهار ما يسمى بدعمها لتايوان، فلن يكون مجدياً”. المتحدث ذاته، استطرد قائلاً إنه “يتعين على واشنطن التعامل مع موضوع تايوان بحكمة، حتى لا تزيد من تقويض العلاقات الصينية- الأمريكية بشكل خطير”.

وكان مايك مولين، الذي كان رئيساً لهيئة الأركان المشتركة في إدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما، قد ترأس الوفد الأمريكي نحو تايوان؛ حيث حضر معه كبار مسؤولي الدفاع السابقين ميغان أوسوليفان وميشيل فلورنوي ومستشارا الأمن القومي السابقان مايك غرين وإيفان ميديروس؛ حيث سيجتمع هذا الوفد مع رئيسة تايوان تساي إنغ ون، وموظفي الأمن القومي لديها، ووزير الدفاع تشيو كو تشنغ يوم الأربعاء، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.

بعد أوكرانيا.. هل تتحول الأزمة في تايوان إلى صراع عسكري بين الصين وأمريكا؟

يقول المحللون الغربيون إن المبررات التي دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدخول أوكرانيا، تشابه مبررات الصين حول حقها التاريخي في جزيرة تايوان، وحماية نفسها من النفوذ الغربي.

والمقصود بالطبيعة المتشابهة لبعض جوانب الأزمتين هو أن روسيا تريد بالأساس منع حلف الناتو من ضم أوكرانيا، وبالتالي تهديد حدودها مباشرة، والصين تريد أيضاً أن تبعد قوات الناتو بزعامة أمريكا عن محيطها الإقليمي، فالأزمتان تتعلقان بنظام عالمي تقوده وتهيمن عليه واشنطن وترفضه موسكو وبكين وتتحديانه وتريان الوقت مناسباً للتخلص منه.

ولا يزال الموقف الرسمي للصين بشأن النزاع في أوكرانيا “غامضاً”، على الرغم من أن بكين رفضت المقارنات بين تايوان وأوكرانيا. وفي 23 فبراير/شباط 2022، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ إن المقارنات بين تايوان وأوكرانيا أظهرت “عدم وجود فهم أساسي لتاريخ قضية تايوان”.

وأضافت أن “تايوان ليست أوكرانيا”، مؤكدة أن “تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين”. واتهمت هوا السلطات التايوانية بجعل القضية الأوكرانية “موضوعاً ساخنا”. وبصرف النظر عن تصريحات الصين الرسمية بشأن النزاع في أوكرانيا، تنظر السلطات التايوانية بقلق إلى التطورات في أوكرانيا.

لكن على عكس أوكرانيا التي تجنبت أمريكا التدخل العسكري المباشر فيها، تحذّر أمريكا من أن أي تحرُّك من جانب الصين لغزو تايوان “ربما يكون قراراً كارثياً”، متعهدة في أكثر من مناسبة بالدفاع عن الجزيرة، وهو ما يرفع مخاطر الصدام المباشر بين بكين وواشنطن إلى درجة أعلى.

وكان السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تشين غانغ، قد حذر، يوم الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2022، من احتمال نشوب “صراع عسكري” بشأن تايوان، متهماً تايبيه بـ”السير على الطريق نحو الاستقلال”.

إذ قال تشين غانغ، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية الصينية، إنه “إذا استمرت السلطات التايوانية، بتشجيع من الولايات المتحدة، في السير على طريق الاستقلال، فمن المرجح أن تنخرط الصين والولايات المتحدة، الدولتان الكبيرتان، في صراع عسكري”.

كما حذر السفير الصيني من أن واشنطن “تلعب بالنار”، في تصريحات أشد حدة من تلك التي تدلي بها عادة الحكومة الصينية فيما يخص التوترات بين البلدين.

في حين لفت إلى أن تايوان هي “أكبر برميل بارود” يواجهه البَلَدان حالياً، في ظل وجود عدد من القضايا الأخرى التي تضغط على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، كقمع بكين المستمر لأقلية الإيغور المسلمة.

“بكين تراقب تماسك الناتو والغرب عن كثب”.. ما أوجه التشابه والاختلاف بين أوكرانيا وتايوان؟

أدانت الحكومة التايوانية الاجتياح الروسي لأوكرانيا، مؤكدة على الخلافات بين الأوضاع في تايوان وأوكرانيا. وقالت رئيسة تايوان تساي إنغ ون في بيان يوم 25 فبراير/شباط لطمأنة شعبها: “أريد أن أؤكد أن الوضع في أوكرانيا يختلف اختلافًا جوهرياً عن الوضع في مضيق تايوان”.

“يمثل مضيق تايوان حاجزاً طبيعياً، وتايوان لها أهميتها الجيواستراتيجية الفريدة. جيشنا ملتزم بالدفاع عن وطننا ويواصل تحسين قدرته على القيام بذلك، ويسهم شركاؤنا العالميون في أمن منطقتنا”، وأضافت تساي: “لدينا ثقة قوية في أمن تايوان”.

يقول بعض الخبراء إنه بينما رفضت الصين المقارنة بين أوكرانيا وتايوان، لا تزال الحكومة الشيوعية في بكين تحلل رد فعل المجتمع الدولي على الغزو الروسي لأوكرانيا. وقالت بوني جلاسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني بالولايات المتحدة، لشبكة دويتشه فيله الألمانية، إنه “من المؤكد أن بكين ستستخلص الدروس التي يمكن أن تستخدمها في استراتيجيتها تجاه تايوان”، مضيفة أن “الصين ستراقب تماسك حلف الناتو والتحالفات الأمريكية الأخرى، واستعدادهم لتحمل تكاليف فرض عقوبات على روسيا. وسوف يتابعون عن كثب دليل الحرب المختلطة لروسيا، وكيف يجمع بين المعلومات المضللة والهجمات الإلكترونية للتأثير على الوضع على الأرض وتشكيله للمواقف تجاه الصراع “.

من جهته يقول ليف ناشمان، الباحث في مركز فيربانك للدراسات الصينية بجامعة هارفارد، إن “الصين تحاول موازنة خططها بالنظر إلى الصراع في أوكرانيا”. وقال لـ DW: “تريد الصين منح نفسها بعض المساحة الدبلوماسية حتى لا يتوقع الناس بالضرورة أن تتصرف بنفس الطريقة العدوانية التي تتصرف بها روسيا، على الأقل في المدى القصير”. وأضاف أنه “إذا حان الوقت للصين لاستعادة تايوان، فلن يتصرفوا بنفس الطريقة التي تتصرف بها روسيا”، حسب تعبيره.

كيف سيرد الغرب على الصين إذا ما اجتاحت تايوان؟

يقول الخبراء الغربيون إن رد أمريكا والغرب على صراع محتمل بين الصين وتايوان سيكون على الأرجح مختلفاً عن الطريقة التي استجابوا بها للحرب في أوكرانيا. حتى الآن، تفرض الدول الغربية عقوبات اقتصادية على موسكو وتزود موسكو بالمعدات العسكرية كطريقة لدعم أوكرانيا.

لكن قد يكون رد فعل الولايات المتحدة مختلفاً إذا ما اجتاحت الصين لتايوان، بالنظر إلى تصريحات المسؤولين الأمريكيين المتكررة حول حماية تايوان وأهمية أمنها القومي لواشنطن. ومنذ أن تولى بايدن منصبه، سلطت الحكومة الأمريكية الضوء على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان في العديد من البيانات الدبلوماسية التي أصدرتها مع الحلفاء.

وأظهرت واشنطن اهتماماً كبيراً بالوضع في مضيق تايوان، على العكس من ذلك، لم تدل الولايات المتحدة مطلقاً بتصريحات مماثلة بشأن أوكرانيا، وما زالت تصر على أنها لن ترسل قوات إلى أوكرانيا.

مقارنة بين القوة العسكرية الصينية والتايوانية بحسب وزارة الدفاع الأمريكية 2021 (عربي بوست)

من جانبها، قالت الرئيسة التايوانية تساي، بُعيد دخول الجيش الروسي لأوكرانيا، إن تايبيه واصلت تعزيز دفاعها المدني وقدرتها على مواجهة الحرب المعلوماتية، وذلك لمنع “القوى الخارجية” من استخدام الوضع في أوكرانيا لنشر معلومات مضللة تهدف إلى تقويض الروح المعنوية بين التايوانيين، بحسب وصفها.

لكن حقيقة الأمر هي أن المقارنات بين أوكرانيا وتايوان لم تأتِ فقط على لسان المسؤولين في الجزيرة ذات الحكم الذاتي، إذ كان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نفسه قد حذر مع بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا، أثناء خطاب له أمام البرلمان، من أن فشل الغرب في منع غزو روسيا لأوكرانيا سيشجع الصين على أن تفعل الأمر نفسه في تايوان.

“المواجهة العسكرية بين واشنطن وبكين حول تايوان ستأتي حتماً”

منذ العام الماضي، يروج الإعلام الرسمي الصيني أن المواجهة العسكرية بين واشنطن وبكين حول مستقبل تايوان “ستأتي حتماً”، واصفاً السيناريو الوارد بأنه “صراع حياة أو موت” بين الأمتين، طبقاً لما أوردته مجلة Newsweek الأمريكية في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

وحذَّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في 3 ديسمبر/كانون الأول 2021، من أن أي تحرُّك من جانب الصين لغزو تايوان “ربما يكون قراراً كارثياً”، لافتاً إلى أنه يأمل أن يفكر الزعماء، في بكين بتأنٍّ شديد في “عدم التسبب بأزمة”. فيما أضاف بلينكن، أن “الولايات المتحدة ملتزمة تماماً بالتأكد من أن تايوان لديها الوسائل للدفاع عن نفسها، وأن الصين تحاول منذ سنوات، تغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان”.

الصين الآن تتمتع بثاني أقوى اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، ويقول خبراء الاقتصاد إن بكين قد تزيح واشنطن من الصدارة على المدى القصير، ومن الناحية العسكرية بات جيش التحرير الشعبي الصيني واحداً من أقوى جيوش العالم وأكثرها تسليحاً وتطوراً.

ويبدو أن نزوع الصين إلى القتال آخذ في التزايد خلال عام 2021، فجيشها يتدرب من أجل حرب قادمة، كما يقول أحد كبار القادة العسكريين الأمريكيين، وذلك في ظل ما تبنيه من قوة عسكرية تقليدية ونووية، هدفها مضاهاة القدرات العسكرية الفائقة للولايات المتحدة الأمريكية.

وزاد مؤخراً أحد كبار القادة العسكريين الأمريكيين، وهو الجنرال الأمريكي جون هيتن، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة المنتهية ولايته، المخاوف حدةً بعد تحذيره من أن الصين قد تُقدم يوماً ما على شن هجومٍ نووي مفاجئ على الولايات المتحدة.

وتقول صحيفة The Times البريطانية إنّ صوت الجنرال الأمريكي المحذِّر من قارعة التقدم العسكري الصيني سريع النمو، والذي وصفه سابقاً بأنه “تقدُّم مذهل”، يعكس اتجاهاً عاماً بين كبار قادة البنتاغون بأن بكين على مسار “يمكن أن يؤدي حتماً، وعلى نحو يبدو لا مفر منه، إلى صراع عسكري مع الولايات المتحدة”.

وخلال عام 2021، حشدت الصين قواتها ونفذت طلعات جوية فوق تايوان أكثر من مرة، كان أضخمها في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث انتهكت 93 طائرة صينية “منطقة الدفاع الجوي” التايوانية، وفي الرابع من الشهر نفسه أعادت 52 طائرة للجيش الصيني الانتهاك، وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2021، كررت 27 مقاتلة صينيةً الأمر ذاته، وسط تحذيرات تايوانية من غزو محتمل لها.

وفي نفس اليوم الذي شنت فيه روسيا الحرب على أوكرانيا، قال سلاح الجو التايواني إنه 9 طائرات عسكرية صينية دخلت “منطقة الدفاع الجوي” في تايوان، يوم الخميس 24 فبراير/شباط 2022، وذلك بعد ساعات فقط من بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، حيث تخشى تايبيه أن تشجّع الأزمة بكين على زيادة الضغط على الجزيرة أو حتى مهاجمتها.

ما خلفية الأزمة بين الصين وتايوان؟

تعد تايوان قضية محورية للصين التي ترفض أي محاولات لأنصار الاستقلال، لسلخ الجزيرة عن الصين، وتؤكد أنها لن تتوانى عن حماية أمنها الإقليمي وسيادتها، وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في أكثر من مناسبة، إن “بكين ستعيد الجزيرة إلى السيادة الصينية بالقوة إن لزم الأمر”.

بينما أصبحت الصين عام 1945 عضواً مؤسساً بالأمم المتحدة وإحدى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، إلا أن خسارتها الحرب الأهلية (القوات القومية) عام 1949 دفعت بأعضاء الحكومة للهرب إلى تايوان وتشكيل حكومة هناك، فيما أسس الشيوعيون في الصين بزعامة ماو تسي تونغ، جمهورية الصين الشعبية.

يذكر أن بكين تتبنى مبدأ “الصين الواحدة” وتؤكّد أن جمهورية الصين الشعبية هي الجهة الوحيدة المخول لها تمثيل الصين في المحافل الدولية، وتلوّح بين الحين والآخر باستخدام القوة والتدخل عسكرياً إذا أعلنت تايوان الاستقلال. ولا تحظى تايوان باعتراف دولي كامل، بل فقط من 22 دولة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here