عراقيون و عرب أما مع بوتين أو مع زيلنسكي

عراقيون و عرب أما مع بوتين أو مع زيلنسكي
بقلم مهدي قاسم

بعض من هؤلاء و أولئك يطالبون أن يكون المرء أما مع بوتين أو مع زيلنسكي و كأنما المسألة هي مسألة عواطف و مجددة حصريا بلونين أبيض و أسود فقط بينما هذه المسألة يجب أن لا تُطرح بهذه البساطة أو السذاجة ــ حسب تصوري ،لأن هناك عوامل كثيرة تتدخل سواء للتعاطف مع بوتين أو مع الرئيس الأوكراني او ضدهما وبالعكس أيضا منها أولا :
ما يتعلق بالنسبة لموقف بعض العراقيين ضده السلطة الأوكرانية و المتجسد أصلا بكون القوات الأوكرانية اشتركت في احتلال العراق ، علما أن أوكرانيا لم تكن حينذاك عضوا في حلف الناتو ، إنما هي التي تطوعت من تلقاء نفسها لتثبت ولاءها لأمريكا !! ، و تشترك في احتلال العراق ، وبعض آخر يؤيد بوتين نكاية بأمريكا لغزوها للعراق وبلدان أخرى وكذلك بسبب دعم إسرائيل التي تقصف دمشق بين وقت و أخر دون أن تبالي بكون دمشق أهلة بالسكان الآمنين فضلا عن قصف مناطق فلسطينية آهلة بالسكان ، بينما بعض آخر يؤيد الرئيس الأوكراني ويتعاطفون معه نكاية ببوتين لدعمه للنظام السوري و النظام الإيراني ــ مثلا وليس حصرا ، و بعض ثالث ينطلق من موقف إنساني بحت رفضا للحرب والعدوان ، بغض النظر عن شرعية أو عدم شرعية هذا العدوان ، بينما يسأل بعض رابع و يقول لماذا يحق لأمريكا أن ترفض وجود قاعدة صواريخ عسكرية روسية في كوبا المحاذية للحدود الأمريكية بحيث هددت بحرب نووية في حالة عدم سحب تلك الصواريخ ، بينما هي ــ أي أمريكا ــ تريد أن تفرض ذلك على روسيا من خلال تواحد حلف ناتو محتمل في أوكرانيا ؟.. إما بعض خامس فيقول إنه بناء على معطيات تاريخية أن أوكرانيا الحالية كانت هي أصلا أرض روسيا برمتها في القرون الماضية والغابرة ، بدليل أن الروائي الروسي المعروف نيقولاي غوغول ــ احب رواية النفوس الميتة و المعطف مثلا ــ هو من أصل أوكراني و كلك الزعيم السوفياتي السابق خرتشوف ، الذي قام بكرم حاتمي كبير بإهداء شبه جزيرة القرم لأوكرانيا كهدية متواضعة منه لبلده الأم ، و ذلك عندما كان أمينا عاما للحزب الشيوعي السوفياتي ومسؤولا أوحد في الاتحاد السوفياتي آنذاك ….ــ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here