البحث عن الاسباب الحقيقية لضمور القيم في المجتمع

البحث عن الاسباب الحقيقية لضمور القيم في المجتمع :
قلم ( كامل سلمان )

رجل يقتل أبنته لإنه رآها واقفة مع شخص غريب فظن بها سوءًا فأقدم على قتلها ، وعندما سألوه عن سر قتلها قال خشيت العار امام المجتمع ، وهذا يعني ان المجتمع هو القاتل الحقيقي الذي خلق من عقل هذا الإنسان اداة لا تفكر .
رجل يقتل افراد عائلته وينتحر لإنه لم يعد قادرا على توفير مستلزمات الحياة ولقمة العيش لهم فيصيبه اليأس من هذه الحياة فينهي حياته وحياة عائلته . المجتمع هو من جعل من هذا الأنسان يعيش اليأس بعد ان أصبح ضعيفا في تفكيره وفقدانه للحلول .

شاب يهرب من حياة الجحيم الذي يعيشه فيجازف بالهروب عبر البحر فيغرق ويموت فنرى المجتمع يحزن عليه وينسى بإنه السبب في رحلة الموت التي غيبته عن الحياة ويترحمون عليه، فلو ترحموا عليه قبل مماته لما هرب وجازف وفقد حياته .

رجل يعتدي على طفلة ويغتصبها لإشباع شهوته الجنسية ونقصه العقلي ، يفعل ذلك وهو يعلم بحجم الخطأ لكن الاهمال المجتمعي وإهمال أولياء الامور في مراقبة الاطفال سهل له الامور . يعني مراقبة المجني عليه اصح من مراقبة الجاني لكي لا يصبح ضحية للجاني لإنك لا تعرف دواخل الناس و نواياهم .
هذه بعض من الظواهر الاجتماعية غير الطبيعية لا يجوز المرور عليها مرور الكرام ، نسمعها ونهملها وكأنها حدثت في اعالي البحار ، انها مؤشرات لانحلال المجتمع وضعف الترابط الاجتماعي المتولد بسبب الايدلوجية الاجتماعية الدخيلة الفاشلة وهي نذير شؤم لتردي حال المجتمع والانحدار الى الأسوأ .
المشكلة ان هذه السلوكيات الشاذة تحدث اليوم في مجتمع كان ينظر اليه في السابق كمجتمع مثالي من الناحية السلوكية المتوازنة ، وهذا يعني ان العثور على الاسباب والمسببات ستكون سهلة بمجرد اعادة عقارب الساعة زمنيا الى الوراء لكي نصل الى المنعطف الكبير الذي جلب معه هذه المآسي والويلات . وعندما نصل الى اصل المشكلة سيكون الحل في متناول اليد .
من منا سيكون امام الجمع في البحث ، لابد انه ليس من يقف خلف الكواليس ، لابد ان يكون في المقدمة هم اصحاب الضمائر الحية الذين لم تتلوث اياديهم من قريب او بعيد بأي ملوثات ! . ومن سيعطيهم الفرصة ، اكيد سوف لن يجدوا فرصتهم الصحيحة لتصحيح الخطأ ، ولكن مع مرور الزمن وتعقد المشهد سيضطر الجميع خانعين خاضعين مستسلمين لإعطاء الفرصة لمن هو جدير بتحمل المسؤولية واهل لها .
نحن لسنا اول مجتمع يتعرض للانحلال والضعف ولن نكون أخر مجتمع لكنها طالت معنا ولايمكن ان نعفي انفسنا من ذلك .
هل تعلمون ان سر النجاح وسر العودة من الفشل الى النجاح هو الاعتراف بالخطأ وليس العناد مع الخطأ وتبريره … فهل عندنا تلك الجرأة لمواجهة انفسنا وامام الملأ نقول الحقيقة اين الخلل ؟ ام سنستمر وصولا للأسوأ وعندها لا مفر من الاعتراف . اظن الخيار الثاني هو ما تعودنا عليه وما تعود عليه من سبقونا واصبحت سنة ثابتة تجري في عروقنا !!! .
صحيح العقل من يرثي زمانه
وزمانه لكل ذي عيب خليل .

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here