وقفة مع مبادرة السيد مسعود البارزاني بإرسال وفد فيلي الى بغداد

بقلم ( كامل سلمان )

مبادرة السيد مسعود البارزاني بإرسال وفد فيلي رفيع المستوى برئاسة المستشار الخاص لشؤون الكورد الفيلية الى بغداد لها دلالات سياسية غير خافية على احد ، وقد تحسب كألتفاتة ابوية ومن موقع المسؤولية لزعيم كوردي كبير لمكون كوردي كان ولفترات زمنية طويلة هذا المكون خارج دائرة الاهتمام بالنسبة للقيادات الكوردية في اقليم كوردستان ولأسباب كثيرة وحان الوقت الان للم الشمل بعد هذا الشتات الزمني السحيق .. وفي كل الاحوال فهي مبادرة تحسب للسيد البارزاني ، ولكن الجانب الاخر غير الجانب السياسي لهذه المبادرة وهو الاهم والاكثر حساسية الا وهو الجانب الذي استطيع تسميته الجانب الفكري فهناك حسابات عميقة جدا قد لا يدركها الا القليل .. هذه المبادرة تعني اضافة قوة كبيرة ثقافية وعلمية وسياسية الى قوة كوردستان ، والكورد الفيلية كما هو معروف للجميع هم الاقرب فهما ودراية للواقع العربي الذي عاشوه لعقود طويلة والكورد الفيلية هم حلقة الوصل للثقافة الكوردية والعربية والفارسية وهم الملتقى ومع هذه المبادرة ستتحرك القوى الأخرى لمغازلة ودغدغة العواطف الطائفية عند بعض الكورد الفيلية لمحاولة ثنيهم عن العودة الى الجذور التأريخية لأخوتهم بالدم والنسب .
كسب الكورد الفيلية يعني تغيير للمعادلة وتصحيح للمسار الايدلوجي المتعثر ، فالكورد الفيلية رغم سياسة التعريب وسياسة الجذب الطائفي وسياسة التخويف من خلال حملات التسفير والتهديد بين فترة واخرى واتهامهم المستمر بتبعيتهم الايرانية والتشكيك بولائهم الوطني فقد بقوا مكون يحسب له الف حساب واستطاعوا ان يحتفظوا بصفتهم الكوردية الفيلية عنوان غير قابل للتلاعب وهم اليوم يحصدون ثمار صبرهم الطويل والتزامهم وحبهم لانتمائهم الكوردي . فهم اليوم قوة لا يستهان بها خاصة بعد ان اصبح لهم صوت وكلمة وبروز شخصيات محترمة قادرة ان تكون خير ممثل لهذا المكون الكبير بعطاءه والكبير بوجوده والكبير بتأثيره .
نعم هذا ماكنا نتمناه دائما وابدا ان يبقى الشعور القومي فوق كل الاعتبارات والشعور بالارتباط الوثيق مع بقية الكورد في اراضي كوردستان الواسعة هو الاساس بانتظار اليوم الذي يعيش الكورد جميعا تحت خيمة الوحدة والالفة بعيدا عن كل المؤثرات التي تخدم اعداء الشعب الكوردي .
نحن في الوقت الذي نشد فيه على ايادي القيادات الكوردية في كوردستان ونبارك لهم هذه الخطوة ( التاريخية بالنسبة للكورد الفيلية ) نتمنى ان تليها خطوات اخرى تزيد الاواصر الاخوية للشعب الكوردي وتعزز تلاحمهم ، وقد نرى بعض المبادرات الصغيرة وأقصد صغيرة في حساباتها الآنية ولكنها تصبح في يوم من الايام اساس لبناء شامخ يدخل في ذاكرة التأريخ ، ولنا الثقة الراسخة بكل خطوة تخطوها القيادات الكوردية ولا مجال للتشكيك بها او غض الطرف عنها ، فكل خطوة صادقة هي بأعيننا ، فاليوم القدر ينصف الكورد عموما والزمن يسير لصالح هذا الشعب الذي تعرض للظلم بشكل لا يصدق واصبحنا قاب قوسين او ادنى من قطف ثمار اكبر معركة شهدتها البشرية في التأريخ القديم والحديث في اثبات الوجود لشعب عريق كبير يستحق الاحترام والتحية حاول الاعداء فيه اضاعته لكنه قال كلمته انه شعب باق ويعلو بعلو الجبال .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here