الصراعات الدولية واتفاق فيينا

الصراعات الدولية واتفاق فيينا، نعيم الهاشمي الخفاجي

لا مكان للشرفاء والأحرار في عالم تحكمه قوى كبرى فاقدة للإنسانية والضمير والأخلاق، يفرضون إرادتهم على بقية الشعوب و يتدخلون بكل صغيرة وكبيرة، وحتى لو بنيت معهم علاقة طيبة لم يتركوك بحالك وإنما يفرضون عليك كيف تأكل وكيف تشرب وتعادي جارك الذي لا يعجبهم، الاتفاق النووي كان جهد مفاوضات سنوات حيث تم توقيع الاتفاق في إدارة أوباما، في المعركة الانتخابية رفع ترامب شعار الخروج من الاتفاق النووي كدعاية انتخابية ووصل إلى البيت الأبيض، وخرجت أمريكا بمفردها من الاتفاق، واعادت فرض حصار جائر ظالم، بل نفسه ترامب قال نفرض عقوبات قاسية، العقوبات استهدفت المواطن البسيط، تم منع حتى استيراد الأدوية للمرضى المصابين في أمراض مزمنة، الشعوب الحية لم ولن تستسلم، بل كان الحصار سبب رئيسي لدعم السلطات الإيرانية صناعات القطاع الخاص والعام، أمريكا بسبب صراعاتها مع روسيا، وبسبب اضطراب سوق الطاقة أعطت إشارات في رفع الحصار والعودة للاتفاق النووي، أكيد هذه الإشارات مرحلية ولايمكن للطرف الإيراني وصديقه الروسي اخذ تلك الإشارات بجدية، لذلك الطرف الإيراني والروسي وضعوا شروط تضمن عدم انسحاب الإدارة الأمريكية في المستقبل من الاتفاق النووي، أمريكا فرضت حصارا ضد فنزويلا وحاولت إسقاط النظام اليساري لكنها فشلت، الآن أيضا ذهبت أمريكا في اتجاه رفع الحصار عن البترول الفنزويلي.

القيم الأخلاقية لدى إيران تجعلها ملزمة في التعاون مع الحليف الروسي الذي وقف معها طيلة هذه السنوات وخاض معها الحروب في مقاتلة الجماعات التكفيرية في سوريا وغيرها، لذالك تقديم الإغراءات الأمريكية إلى طهران لم ولن تغير موقفها تجاه حليفها الروسي.

بل روسيا ليست بالدولة الضعيفة فقد قالها بوتين لا يحق للدول الأخرى ويقصد دول الخليج زيادة انتاج البترول لسد حصة روسيا، لذلك كان هذا السبب الرئيسي لخوف دول الخليج من زيادة الإنتاج وبيع الغاز إلى أوروبا رغم تطمينات واشنطن لدول الخليج، هناك مقولة كنا نتداولها بالعراق تقول الخوف يعدل الشوف.

الوزير سيرغي لافروف وجه سؤال هل العقوبات تشمل الشركات الروسية في حالة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مجددا، سؤال وشرط وجيه، القضية ليست لعب أطفال يوم نعود للاتفاق وفي اليوم الثاني نخرج من الاتفاق ونحاصر ونهدد وإرسال الاساطيل لحلب دول الخليج عملاء الاستعمار، دول الخليج دول الرجعية العربية سبب كل البلاءات بالعالم، حتى الازمة الاوكرانية دول الخليج تدفع فاتورة الصراع نيابة عن واشنطن، دول الخليج جزء مهم من صراعات أمريكا الساخنة والباردة، الإعلام الخليجي يحلل تحاليل تضحك الثكلى، مستكتبة شيوعية لبنانية تكتب بصحيفة دولة رجعية متخلفة تنشر فكر البداوة والتخلف الوهابي الذي يفترض يتعارض مع أفكارها، تقول هذه المستكبه،( في حال بدّلت طهران تموضعها الدولي بعد توقيع الاتفاق، تهديداً مباشراً للأمن القومي الروسي… بالنسبة للروس فإن موسكو هي أقرب عاصمة أوروبية للقنبلة النووية الإيرانية المفترضة بعد سنوات، كما أن بلادهم هي أقرب مسافة للصواريخ الباليستية الإيرانية. الأمر الذي يدفع صناع القرار الاستراتيجي والأمني في موسكو إلى التريث كثيراً قبل التوقيع على الاتفاق النووي القديم بنسخته الجديدة.).

شر البلية مايضحك، هذا الكلام بقمة السذاجة والتفاهة، أنا لست إيرانيا ولا فارسيا بل واختلف مع إيران لكن للحق والانصاف النظام في إيران قادر على انتهاز الفرص بكلمة واحدة يوقف دعم قضية الشعب الفلسطيني ويوقف رفع الشعارات ضد الهيمنة الأمريكية تعود إيران إلى وضعها السابق بعهد الشاه الذي كان يسموه شرطي الخليج وتنتهي أكاذيب دول الخليج و يرضخون لما تريده إيران، لكن إيران تتمسك في قيم باتت غريبة على العالم الذي تحكمه دول كبرى منافقة فاقدة للانسانية والضمير، شعب اليمن محاصر ويقتل منذ ثمان سنوات، ومصانع الغرب العسكرية ترسل السلاح والعتاد لقتل الشعب اليمني المسكين ولم نشاهد مواقف غربية طالبت في وقف الحرب مثل ما نرى في وضعية حروب أوكرانيا مع روسيا.

الاتفاق النووي بظل الأطماع الأمريكية لا قيمة ولا طعم ولا رائحة له، ما قيمة تتوصل إلى اتفاق وتأتي إدارة ثانية مثل إدارة ترامب وترفع شعار انتخابي في الخروج من الاتفاق النووي، حتى الدول العربية التي تشتري سلاح من أمريكا يتم اخذ منهم مبالغ ضخمة سنويا بحجة القيام في ادامة المعدات الحربية، باب من أبواب الحلب، القوى الاستعمارية تبذل جهود كبيرة ولديها إمكانيات مادية مفتوحة في العمل على النفوذ إلى بيئتنا البسيطة من خلال محاربتنا في الحرب الناعمة لاستهداف ثوابتنا وقيمنا، هناك كتاب في أسماء عربية عراقية ومنها شيعية مستعارة يكتبون بصحفنا للنيل من كل كاتب عراقي واعي شريف، أحدهم يهاجمني في استمرار بحجة انه شيعي عراقي متحمس للقضية الشيعية العراقية، بحثت عليه كثيرا وبالأخير اكتشفت أنه هو نفسه أيدي بن كوهين، بعد مضي ١٩ سنة على سقوط نظام البعث وهو يرفض الحديث مع أي شخص على وسائل التواصل الاجتماعي او بالتليفون او يقبل أن ينشر صورته الشخصية او يذكر جزء من تاريخ نضاله المزعوم ضد نظام البعث الغير مأسوف عليه، في الختام الصراع بين الحق والباطل ليس وليد اليوم، انا شخصيا لست إسلاميا لا من قريب ولا من بعيد ولست قبليا بل اؤمن بحق الجميع العيش بسلام بالتساوي والانصاف وبدون قهر وإذلال من يختلفون معي بالقيم التي يؤمنون بها، الحق يحتاج أنامل شريفة وألسن صادقة تقول الحق، ما نراه حاليا هو توحش القوى الكبرى الظالمة، ولاخيار لدى شعوبنا بالشرق الأوسط إلا في الاعتماد على النفس من خلال دعم صناعات القطاع الخاص والعام، من المؤسف والمؤلم لدينا نحن كشعب عراقي كل الموارد والامكانيات المادية والعلمية في دعم صناعات القطاع الخاص، ليس من المعقول العراق سنويا يستورد ملابس ومواد تجميل بقيمة أربعين مليار دولار، القوى الغربية جعلت شعوبنا سوق لتصريف منتاجتهم، وجعلوا بلدانا ساحة للصراعات لبيع اسلحتهم، المطلوب دعم الصناعات المحلية للقطاع الخاص لكي نعتمد على انفسنا، وبالنسبة للاتفاق النووي بات غير مهم ولاقيمة له بظل انسحابات الإدارة الأمريكية المتكررة والعقوبات والتهديد والوعيد بشن الحروب، قضية النووي مع إيران مبالغ بها والغاية ابتزاز إيران وحلب دول الخليج بحجة الخطر النووي الغير موجود، اكثر دولة تمتلك اسلحة نووية بعد الدول الخمسة النووية هي اسرائيل، وكل دول العالم النووية لم تستخدم السلاح النووي إلا أمريكا استخدمت النووي ضد مدينة هيروشيما وناكازاكي، وايضا فرنسا فجرت قنبلة نووية في صحراء الجزائر عندما كانت تحتل الجزائر ولازالت آثار السلاح النووي تصيب آلاف الأطفال بتشوهات خلفية ليومنا هذا.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

12/3/2022

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here