نخوة المعتصم!!(2)

نخوة المعتصم!!(2)

لا كَلامٌ في بلادي نافِعٌ

فاجْعَلِ الفِعلَ لسانَ الأجْزَمِ

بفسادٍ سَعْيُها نحوَ الضَنى

وضَجيْجُ القوْمِ هَمْسُ الأخْدَمِ

بَرْهَنَ الإشراقُ في بيتِ العُلى

هبَّةَ الأجْيالِ بنتَ الأصْرَمِ

“سرَّ مَنْ را” يا وجوداً خالداً

وانْبِثاقاً في الزَمانِ الأعْقمِ

ومُنى روحٍ أبانَتْ جَوْهَراً

وأقامَتْ بقِبابٍ تَوْأمِ

وسُموقٌ لرُبى فَيضِ الرؤى

ببَعيدٍ بفَضاءٍ أدْوَمِ

عانَقتْ شامِخَةً فوقَ الذرى

نَبْعَ نورٍ مِنْ عيونِ الأنعَمِ

وتمادَتْ بالتواءٍ واثِبٍ

نحوَ كوْنٍ سَرْمَديَ القِدَمِ

أيّها الروحُ لماذا إنْطوَتْ

هامةُ المَجْدِ العَزيزِ الأقرَمِ؟

وتَوارى سِفرُنا مِثلُ الدُجى

وبها الفَجْرُ صَريعُ الأشْأمِ

أيّها الشَعْبُ المُعَنّى ليتنا

سرَّ مَنْ هبّوا لغَوْثٍ أشْهَمِ

أجَّجوا عَزْمَ شموخٍ رائدٍ

نَصَروا الحَقَ بفِعْلٍ أعْصَمِ

يا بُراقَ العَوْنِ يا نَهْجَ انْتَخي

إجْعلِ الإقدامَ طبْعَ الأعزمِ

فَعلى الأيّامِ مَدّتْ جُنْحَها

وتواصَتْ بالتليدِ الأرْسَمِ

لا خُنوعٌ في ديارٍ كافَحَتْ

وأرادَتْ بالقرارِ الأحْسَمِ

طَفَحَ الكَيْلُ بغيْضٍ عارِمٍ

فاسْتقادَتْ كاللهيبِ الأجْحَمِ

عيْنها تَرْنو لبَدْرٍ خانسٍ

قد تَبدّى بضياءٍ أقتمِ

حَدّقتْ أبْصارُ كنّا عالياً

بفضاءٍ ورياضِ الأنْجُمِ

بسؤالٍ حائرٍ أشْقى النُهى

ما وَصَلنا لجَوابٍ أحْلَمِ

وبها الأدري تَماهى واعْتلى

وتَسامى عندَ عَرشِ الأرْحَمِ

بَزَغ النورُ نثيثا باهِراً

فتَجلّى بقلوبِ الأنْسُمِ

بَشرُ الدُنيا ترابٌ كُنْهُهُ

فتحرّرْ مِنْ قيودِ المُجْرمِ

يأكلُ التُرْبُ خليقاً وافداً

يَتلهّى بالعَطاءِ الأدْوَمِ

أيُّها الناسُ كمَوْجٍ إنَّنا

نَهْرُنا جارٍ لحَتفٍ مُلزمِ

إنّ مَن ماتَ تلاشى وانْتَهى

فاشْغلِ النفسَ بأمْرٍ مُسْهِمِ

عزَّةٌ كبرى ونَفسٌ جابَهَتْ

وأرادَت كيْدَ فعلِ الأضْيَمِ

لا هَضيْمٌ أو كَليمٌ إبْتَلى

بجَفاءٍ وبقَهْرٍ ألْأَمِ

أمّةُ الدنيا رسالٌ أمُّنا

وسبيلٌ للبَديْعِ الأجْمَمِ

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here