الأربعاء ١٦ مارس ٢٠٢٢
طهران – الوكالات: أعلنت السلطات الإيرانية إحباط أجهزة أمنية محاولة لتخريب منشأة فوردو النووية المحصّنة في وسط البلاد، بعد توقيف «شبكة» على صلة بإسرائيل كانت تخطط لذلك، في خضم استمرار التجاذب في المفاوضات بين إيران وقوى كبرى الهادفة الى إحياء اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي.
وكشف الإعلام الإيراني الرسمي عن هذه الخطوة التي لم يحدد تاريخها الدقيق، مساء الاثنين. وسبق لايران أن اتهمت إسرائيل، بالوقوف خلف استهدافات طالت برنامجها النووي بمنشآته وعلمائه.
وهي العملية الثانية التي تعلن عنها إيران ضد إسرائيل في غضون أيام، إذ تبنى الحرس الثوري الإيراني الأحد هجوماً بصواريخ «بالستية» على هدف في أربيل في كردستان العراق، قال إنه مركز استراتيجي اسرائيلي، في حين نفت سلطات الإقليم وجود أي مواقع إسرائيلية على أراضيها.
وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» ليل الإثنين أن الحرس الثوري «أوقف شبكة كانت تعتزم القيام بعملية تخريب في منشأة فوردو النووية».
وتقع منشأة فوردو المحصنة تحت الأرض في وسط إيران قرب مدينة قم، على مسافة حوالى 180 كيلومترا جنوب طهران، وتعد من أهم مراكز تخصيب اليورانيوم.
وأفاد الاعلام الإيراني أن الشبكة التي تم توقيفها كانت تتواصل مع عناصر مرتبطين بالاستخبارات الإسرائيلية.
وأوضحت «إرنا» أن «عناصر من الاستخبارات الصهيونية كانوا يحاولون التواصل مع أحد العاملين على أجهزة الطرد المركزية (المتطورة) +آي آر 6+»، وقاموا بداية بتجنيد أحد جيرانه، مشيرة الى أن المشتبه بهم تلقوا مبالغ «نقدا أو من خلال عملات رقمية تجنبا لتعقب مصدرها».
وأوضحت أن «ضابط استخبارات صهيونيا تقرّب» من الموظف في المنشأة «تحت غطاء شركة من هونج كونج».
ولم تقدم الوكالة تفاصيل بشأن هوية أفراد الشبكة أو عددهم، الا أنها أفادت أنهم أرادوا تنفيذ العملية «قبل عيد النوروز»، أي السنة الجديدة التي تبدأ في إيران اعتبارا من 21 مارس.
وأتى كشف التوقيف عشية زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان روسيا.
وتسعى طهران وقوى كبرى الى إحياء الاتفاق الذي أبرم بين ايران وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا.
وبدأت المباحثات بين إيران والأطراف التي لا تزال منضوية في الاتفاق، وبمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، في أبريل 2021 في فيينا.
وفي الآونة الأخيرة، بلغت المباحثات مرحلة «نهائية» وأكد المعنيون بها تبقي نقاط تباين قليلة قبل إنجاز تفاهم. الا أن التفاوض واجه تعقيدات تمثلت خصوصا بطلب روسيا ضمانات أمريكية بأن العقوبات الجديدة التي فرضها الغرب على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، لن تؤثر على تعاونها الاقتصادي والعسكري مع طهران.
وأعلن الجمعة تعليق الاتفاق. لكن روسيا أعلنت أمس تلقيها الضمانات المطلوبة من واشنطن، ما يبدو أنه إزالة عقبة أمام إعادة الاتفاق النووي الإيراني.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد لقائه نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان «حصلنا على الضمانات المطلوبة خطيًا. تمّ شملها في الاتفاقات لإعادة إطلاق خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني».